غزة ـ الناصرة – لندن ـ «القدس العربي» : بعد أكثر من 15 شهراً على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 46 ألف فلسطيني استشهدوا فضلا عن أكثر من 110 آلاف جريح، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض، تم أمس من العاصمة القطرية الدوحة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
وأعلن الاتفاق باسم الدول التي تتوسط فيه الثلاث قطر ومصر فضلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في العاصمة القطرية الدوحة. وقال المسؤول القطري الرفيع “يسر قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية الإعلان عن التوصل لاتفاق بشأن غزة”، مشيراً إلى أن تنفيذ الاتفاق يبدأ في يوم الأحد التاسع عشر من كانون الثاني / يناير.
وأضاف أنه “مع موافقة جانبي التفاوض يتواصل العمل الليلة على استكمال الجوانب التنفيذية”، وقال إن “المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تستمر 42 يوما”.
وأشار إلى أنه “حسب الاتفاق ستطلق “حماس” سراح 33 رهينة مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين”.
وقال إن قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ الاتفاق.
كما أكد أن “العمل مستمر مع إسرائيل وحماس بشأن خطوات تنفيذ الاتفاق”.
وقال إن “تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاق”.
وكانت حركة “حماس” أعلنت أمس عن تقديم رد مكتوب للوسطاء.
وقالت في بيان إنها تعاملت “بكل مسؤولية وإيجابية، انطلاقا من مسؤوليتها تجاه شعبنا الصابر المرابط في قطاع غزة العزة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حد للمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها”.
ووفق ما جاء في نصوص الاتفاق التي سربت أجزاء كبيرة منها، تستمر المرحلة الأولى من التهدئة لمدة 42 يوما، وخلالها يجري على فترات إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيليا هم كبار السن والنساء وبعض الأسرى المصنفين جنود احتياط، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بينهم من هم محكومون بأحكام عالية، وأسرى يقدر عددهم بـ 1000 أسير اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2023.
ومن المقرر أن تشمل الصفقة في بدايات تنفيذها، إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والاغاثية، تقدر بـ 600 شاحنة يوميا، ضمن ما عرف باسم “بروتوكول إنساني” جرى التوصل إليه، فيما سيكون هناك بعد أيام من بدء التنفيذ انسحاب إسرائيلي من مقاطع على “محور نتساريم” على مراحل، وتحديدا من الجهة الغربية، التي تعرف بـ “شارع الرشيد” والتي ستخصص لعودة النازحين من مناطق الجنوب إلى شمال القطاع، في اليوم الـ 22 للصفقة، من دون أي شروط.
كذلك ينص قرار وقف إطلاق النار على أن يتم تشكيل فريق من الوسطاء المصريين والقطريين، للإشراف على عملية عودة النازحين، علاوة على إشرافهم على عقد محادثات جديدة للتوافق على المرحلة الثانية في اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى.
وتعليقا على الاتفاق، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” الدكتور باسم نعيم، لـ”القدس العربي” إن المقاومة الفلسطينية توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بنفس الشروط التي وضعتها المقاومة قبل 15 شهرا.
وأضاف نعيم “من هنا نستطيع أن نؤكد أن توقيع هذا الاتفاق بعد 15 شهرا بنفس الشروط التي وضعتها المقاومة على الطاولة من اليوم الأول للتفاوض والتي تتمثل في وقف تام لإطلاق النار، وعودة النازحين في كل مناطق قطاع غزة على بيوتهم دون قيد أو شرط، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وفتح المعابر لإدخال الإغاثة وإعمار قطاع غزة وأخيرا صفقة جادة للتبادل”.
كما أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن إسرائيل وحركة “حماس” توصلتا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فنسب لدبلوماسية الولايات المتحدة “المثابرة والدقيقة” الفضل في إبرام الاتفاق.
وكان أهالي قطاع غزة استبقوا الإعلان الرسمي لاتفاق وقف إطلاق النار، ونزلت أعداد كبيرة للشوارع وبدأت بالصفير والتهليل، وأطلقت السيارات أبواقها.
وامتلأت شوارع قطاع غزة في مناطق الشمال والجنوب بالسكان، رغم حلول الظلام، وهو أمر لم يكن معتاداً من قبل، حيث كان الجميع يلتزمون منازلهم ومراكز الإيواء ومناطق السكن في الخيام، مع بداية الليل.
وفي إسرائيل، يبحث المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” ومن ثم حكومة الاحتلال اليوم الخميس الاتفاق مع “حماس”، ومن المتوقع أن يصادقا عليه بأغلبية واضحة، حتى لو عارضه الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الذين يحاول أقطاب الائتلاف إقناعهما بالتصويت لصالحه، أو بعدم مغادرة الحكومة على الأقل بسبب الصفقة.
ومن المنتظر أيضا أن تنشر حكومة الاحتلال قائمة بأسماء كل الأسرى الفلسطينيين المنوي إطلاق سراحهم لتمكين من يرغب بالتوجه بالتماس للمحكمة العليا ضد إبرام الصفقة المزمع بدء تطبيقها فعليا يوم الأحد.