قمة الرياض 2: البحث عن دور عربي ـ إسلامي!

حجم الخط
11

تستضيف الرياض قمة عربية ـ إسلامية، يفترض أن تستكمل ما أنجزته قمة الرياض الأولى، التي جرت في اليوم نفسه من العام الماضي، أي بعد قرابة شهر من التطوّر الخطير الذي جرى في قطاع غزة.
كانت القمة السابقة ردة فعل أولية مع ظهور أشكال من الانتقام الهمجيّ والحصار وتجاهل أي ضغوط دولية، وتوازت مع بدء «حرب الإسناد» التي بدأت تُدخل لبنان واليمن، وإلى درجات أقل، سوريا والعراق، في مجريات الحرب.
أدانت القمة الأولى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية، وطالبت بوقف الحرب فورا، ورفض توصيفها دفاعا عن النفس، وطالبت حينها بكسر الحصار على غزة، وفرض إدخال قوافل المساعدات الإنسانية، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وطالبت مجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم بفرض وقف الحرب، كما طالبت جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر الى إسرائيل. كلفت القمة في حينها وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وقطر وتركيا واندونيسيا ونيجيريا وفلسطين ببدء تحرك دولي فوري باسم أعضائها، لوقف الحرب والضغط لإطلاق عملية سياسية لتحقيق السلام وفق المرجعيات الدولية، والتقت اللجنة مسؤولين عالميين كبارا في الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي.
بدل توقّف الحرب تحوّل الانتقام الإسرائيلي إلى عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي للفلسطينيين، وبدل توقف الحصار احتلت إسرائيل محور صلاح الدين (فيلادلفيا) فأغلقت القطاع بشكل كامل (منتهكة اتفاقيات السلام مع مصر). تحقق أحد مطالب القمة السابقة مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 2728 الذي طالب بوقف الحرب لكن إسرائيل تجاهلت القرار، كما تجاهلت كل الضغوط والمطالب الدولية، بما فيها الأمريكية والغربية لوقف إطلاق النار، كما استمرت الأسلحة والذخائر تتدفق على إسرائيل (مع استثناءات قليلة وجزئية) وواجهت إسرائيل مطالب العرب والمسلمين دعم الأونروا بإعلانها منظمة إرهابية، وفي أثناء ذلك وسعت الحرب لتشمل لبنان، وقصفت اليمن بشكل مباشر، وصعّدت المواجهة المباشرة مع إيران مرتين مما قرّب مخاطر حرب إقليمية تهدد مصالح العديد من الدول العربية والإسلامية.
إضافة إلى هذا التصعيد الإسرائيلي الهائل الذي طال جغرافيا عربية وإسلامية واسعة، وإلى المواجهة المفتوحة مع كل ما ورد في بيان القمة العربية – الإسلامية الأول، انضاف عامل كبير جديد يتمثّل بانتخاب دونالد ترامب، حليف رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، مع ما يحمله هذا من احتمالات خطيرة على الفلسطينيين خصوصا، وعلى اللبنانيين، وعلى العرب والمسلمين عموما.
ما تواجهه القمة العربية ـ الإسلامية في الرياض اليوم، بهذا المعنى، هو أخطر بكثير مما واجهته القمة الأولى، وهو ما يجعل أعضاء المنظمتين، والدول الإسلامية والعربية الوازنة فيهما، أمام تحديات وجودية خطيرة، تتطلب تغيّرات استراتيجية عميقة، وتحضرا لاحتمالات كبرى.
يمكن، في هذا الصدد، ملاحظة تحرّكات تقودها السعودية، التي إلى كونها الدولة المستضيفة لهذه القمم، فقد قامت بإنشاء «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» وهي تلعب دورا مهما في التواصل مع أمريكا، والغرب، وكذلك مع إيران، الدولة التي يمكن أن تهدد حرب إسرائيلية – أمريكية معها (والتي تتزايد احتمالاتها مع حكم ترامب الثاني) كل المشرق والخليج العربيين.
لكنّ هذه التحرّكات، وجولات اللجنة الوزارية قبلها، لا تتناسب مع حجم الصدوع الدولية واحتمالات الطوفان الكبير الذي يمكن أن يغرق المنطقة، وهي احتمالات ستضطر الدول العربية والإسلامية الوازنة في معادلات الاشتباك الراهنة أن تنظر إلى أبعد من مصالحها الآنية، وأن تتحسب من حجم المخاطر الهائلة المحيطة، التي ستفيض بالتأكيد عن الضحايا المباشرين للعدوان الإسرائيلي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Adam Said:

    يجتمعون يتناقشون ينددون بلا بلا بلا!
    ثم يلتقون بالأمريكي ويخبرونه الحقيقة.
    يقول احد العرب النافذين في اكبر دول العرب، أم الدنيا، يقول لوزير الخارجية الأمريكي :”يجب ان لا تدخل إسرائيل مرة واحدة، انتظروهم حتى يظهروا ثم اقطعوا رؤوسهم”
    طبعا لا داعي للشرح انه يعني كيفية قضاء الصهاينة على المقاومة في غزة.
    ي
    هذه هي حالنا للأسف!

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    المشكلة هي عند طغاة العرب الجبناء !
    رحم الله الرئيس محمد مرسي !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول زياد:

    نعم هل بالمؤتمرات العربية يتم الصغط علي العدو لإيقاف حملات الاباده الجماعيه سواء كانت في غزه ولبنان الي حد ما ا ذا لم يكن هناك تحرك عربي وإسلامي مؤثر فان هذه المؤتمرات هي اشبه بزياده بضوء اخضر لهذا العدو للمضي قدما في حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها امتنا من جاكرتا الي طنجه فلماذا هذا الهوان !

  4. يقول سامح// الاردن:

    *بدون تبني خطوات عملية لا فائدة
    من هذه الاجتماعات.
    **اللهم أصلح أحوال العرب والمسلمين.
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  5. يقول abdo:

    إنه الدوران في حلقة مفرغة وكل ما يأتي من بن سلمان هو الهراء تضييع وهدر للوقت ….فمنذ إسقاط المبادرة العربية للملك عبدالله للسلام من طرف إسرائيل تبين أن دولة الاحتلال لايهمها السلام بل تريد أن تصفي المشروع الفلسطيني وإقباره بالكامل وهذا ما فعلته الآن …والقمم العربية تعكس سداجة العرب وضعفهم وقلة حيلتهم وكان الله في عون الشعب الفلسطيني

  6. يقول علي القزق، سفير فلسطيني سابق:

    هذه الفرصة الأخيرة للقادة العرب والمسلمين لكي يتفاهموا ويتخذوا موقف موحد أمام ترامب ليحافظوا على أنفسهم وأوطانهم. إن لم يفعلوا ذلك فإن ترامب سوف يستفرد بهم واحداً واحداً، يأمرهم ويتكبر عليهم ويبتزهم ويهينهم ويهين كرامتهم ويسلبهم من كل ما يريده.
    قال رئيس وزراء أستراليا السابق مالكولم تانبل من خلال علاقتي ومعرفتي بالرئيس ترامب، فإن نصيحتي لرؤساء الدول في تعاملهم مع ترامب هي أن يعلموا أن هذا الرجل هو رجل أعمال. إنه نرجسي متنمر، إذا تملقت أو أستسلمت له فإن الشيء الوحيد الذي ستحصل عليه هو المزيد من التنمر. عليك ان تكون مستعداً للوقوف في وجهه ولكن بأدب وذكاء. الشيء الوحيد الذي يحترمه هو القوة إنه يحتقر الضعيف المتنمر. عليك أن تكون محترفاً مهذب ومنضبط في الدفاع عن مصالح أمتك. عليك أن توضح أنك وإن كانت دولتك حليفة مع الولايات المتحدة فإن هناك ما لا يتفق معها دائماً ولا تتوافق المصالح معها دائماً، وأن مصالح دولهم وشعوبهم يجب أن تحترم وتؤخذ بعين الإعتبار.
    عليك أن تعلم أن ترامب هو صانع القرار الوحيد في البيت الأبيض، فالسفراء والمستشارين أقل أهمية بكثير من الإدارات التقليدية. إذا كنت تريد إبرام صفقة مع ترامب فعليك إقناعه بأن من مصلحته إبرام الصفقة.

    1. يقول عصام:

      احب اهل فلسطين هم عزنا و شرفنا . طول الامل نوع من الكفر . مثال بسيط لا ترجو ممن قتل نفسه ان يحيه الله. ليس الميت من دفن فقط

  7. يقول منصف شاكر:

    اي قمه تنفع مع عدو لدود كل القرارات الدوليه لاتثنيه عن غيه
    أمريكا والناتو لايريدون العرب الا تحت أمرهم ونهيهم
    ولو يخجلون من عقد هذه القمم
    ويدعمون المقاومه
    سرا بالسلاح والدواء

  8. يقول كلام رصاص:

    هي مساعي لإحياء المبادرة السعودية للسلام
    مع تعديلات مستجدة..بما يحقق رؤية ٢٠٣٠
    سياسيا مع رؤية ٢٠٣٠ اقتصاديا.

  9. يقول محمد العربي:

    أسطوانة حل الدولتين الصهاينه مدعومين من الغرب وأمريكا لايعترفون بالدول العربيه كدول وإنما محميات لهم

  10. يقول محمد:

    الشعوب لا تهتم بالاقوال ، بل بالافعال ، ولكن الكتاب باين من عنوانه ، لغة القمة لم تكن في مستوى حجم وقوة الحضور، بل كانت ضعيفة الامن من كتدخلين او ثلاثة

اشترك في قائمتنا البريدية