لندن – «القدس العربي»: يجتمع القادة العرب، الجمعة، في جدة للمشاركة في قمة عربية سيشارك فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد عزلة استمرّت أكثر من 11 عاما.
وسلم وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أمس الأربعاء، الرئاسة الدورية الحالية للجامعة العربية إلى نظيره السعودي فيصل بن فرحان.
ودعا وزير الخارجية الجزائري، في كلمته لتسليم الرئاسة الدورية في بداية القمة التي تعقد في جدة في السعودية، إلى حل الخلافات العربية “داخل البيت العربي”. وأكد بن فرحان أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض علينا التوحد لمواجهتها، مرحباً “بمشاركة سوريا في القمة العربية وعودتها إلى الجامعة”.
بدوره، أكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن الحضور العربي كامل في قمة جدة، مرحباً بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية. واعتبر أن الأزمات في سوريا واليمن وليبيا تحتاج لمقاربات من أجل إخراجها من الجمود.
وفي الوقت الذي يبدو فيه أن الدول العربية أخرجت الأسد من عزلته، فإنها تطالبه أيضا بالحد من تجارة المخدرات المزدهرة في سوريا وتمكين لاجئي الحرب من العودة. وعبرت عدة دول منها قطر والكويت عن معارضتهما لعودة الأسد.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: “موقفنا واضح بشأن اتخاذ قرار عودة سوريا للجامعة العربية، ولا نريد الخروج عن الإجماع العربي بشأن عودة سوريا للجامعة العربية، ولكل دولة قرارها”. وفي هذا المجال، دعا إلى أن “يعيش الشعب السوري في أمان واستقرار وأن تكون هناك عملية سياسية في سوريا”.
وبأسلوب لا يخلو من “الابتزاز”، اشترط النظام السوري خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة في مدينة جدة، البدء في مرحلة إعادة الإعمار قبل الحديث عن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال نائب وزير خارجية النظام السوري أيمن سوسان إن النظام “قام بكل ما يترتب عليه” من أجل عودتهم بما في ذلك مراسيم العفو والمصالحات.
وتابع أن “العودة تتطلب مقومات وتوفير خدمات في مناطقهم، وذلك لا يتحقق إلا بإطلاق إعادة الإعمار في سوريا”، مضيفاً: “هنا ندرك التلازم بين عودة المهجرين وإعادة الإعمار لتوفير العودة الكريمة لهم، ولكن هل تتم إعادة الإعمار بوجود عقوبات وحصار اقتصادي؟ فالدول التي تمارس تلك الإجراءات القسرية على الشعب السوري هي التي تعيق عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم”.
أما وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فقال أمس الأربعاء إن الكلمات الترحيبية بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تظهر مدى الاشتياق لسوريا “.
وأكد المقداد في تصريحات خاصة لقناة «الجديد»، أن سوريا دائما ترحب بأي عمل عربي، معربا عن شكره للسعودية على ما أنجزته وقدمته خلال الأشهر الماضية لسوريا بخصوص تفعيل العمل العربي المشترك، ومن أجل ما نحن بصدده اليوم وعودتنا إلى جامعة الدول العربية”.
ويحضر القمة في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر، مبعوثون من طرفي الصراع في السودان. ومن المتوقع أن يهيمن هذا الصراع على المناقشات. وتستضيف السعودية محادثات بشأن وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية في السودان منذ أسابيع.
كما أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن اعتقادها بأن دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور القمة العربية في السعودية تعد إشارة مهمة ضد الحرب الروسية على أوكرانيا.