رام الله – «القدس العربي»: صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس من حملات الاعتقال في الضفة الغربية المحتلة، واعتقلت نحو 20 مواطنا بينهم صحافية، ونصبت كاميرات مراقبة جديدة جنوب الضفة، وجرفت أراضي جديدة لصالح شق طريق استيطاني، وأغلق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين لمدة 24 ساعة، بذريعة الاحتفال بأحد «الأعياد اليهودية».
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت من مدينة جنين شمال الضفة وضواحيها سبعة فلسطينيين بينهم أسرى محررون، خلال حملة دهم وتفتيش واسعة النطاق. واستجوبت عددا من الأسرى المحررين، عقب دهم منازل عدة، وتفتيشها في بلدة يعبد التابعة لجنين.
واستولت قوات الاحتلال على تسجيلات كاميرات المراقبة من داخل محطة محروقات في إحدى البلدات التابعة لمدينة نابلس شمال الضفة. واعتقلت طالبة الإعلام في جامعة بيرزيت ميس أبو غوش من مخيم قلنديا شمال القدس.
وذكرت مصادر محلية أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال داهمت منزل أبو غوش، وعاثت فيه خرابا، قبل أن تعتقل ميس، شقيقة الشهيد حسين أبو غوش، الذي ارتقى في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2016.
وطالت الاعتقالات فلسطينيين اثنين من مخيم العزة في مدينة بيت لحم جنوب الضفة، وذلك خلال حملة مداهمة لمنازل المعتقلين، كما داهمت عددا من المنازل في بلدة الخضر جنوب بيت لحم وفتشتها.
وفي مدينة بيت لحم أيضا جرفت قوات الاحتلال أراضي خاصة، في إطار توسيع الشارع الالتفافي رقم 60.
وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إن أعمال التجريف ستسلب العشرات من الدونمات من أراضي المواطنين في بيت جالا، وذلك في ظل الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تتعرض لها المنطقة، وآخرها قبل ثلاثة أيام حيث هدمت مطعما ومنزلا للمواطن رمزي قيسية. وإضافة إلى ذلك نصبت قوات الاحتلال، كاميرات مراقبة في في شارعي الجمعية العربية وكريمزان في بيت جالا غرب بيت لحم، القريبين من المدخل الغربي للمدينة.
وتركزت حملات الدهم والاعتقال أكثر في مدينة الخليل وضواحيها، وقال نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت 11 فلسطينيا من المحافظة الخليل، وتحديدا في بلدتي يطا وصوريف. واحتجزت شابين، وأخضعتهما لتحقيق ميداني قبل إطلاق سراحهما.
وأغلقت سلطات الاحتلال، الحرم الابراهيمي الشريف، لمدة 24 ساعة، بذريعة «الأعياد اليهودية».
وقال مدير العلاقات العامة في مديرية أوقاف الخليل رائد مسودة، إن قوات الاحتلال أغلقت الحرم أمام المصلين المسلمين، وسمحت للمستوطنين باستباحته بالكامل، لافتا إلى أن المستوطنين نصبوا خياما في الساحات الخارجية للحرم. وكثيرا ما تغلق سلطات الاحتلال الحرم وتمنع رفع الآذان فيه، مقابل سماحها للمستوطنين باستباحته وأداء «طقوس تلمودية».
وفي السياق استولت قوات الاحتلال على سيارة تعود ملكيتها لأحد المواطنين خلال اقتحامها لمخيم شعفاط شمال مدينة القدس المحتلة، كما اعتقلت شابا آخر من بلدة الرام شمال القدس، وآخر من بلدة العيسوية، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.
واعتقلت مواطنين وزوجتيهما من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وتتعرض مدينة القدس خاصة بلدة العيسوية، بشكل شبه يومي إلى حملات دهم وتفتيش واعتقالات طالت شبانا وصبية، علاوة على الغرامات التي تفرضها على السكان، وهدم المنازل وتشريد سكانها، وتمكين الجمعيات الاستيطانية من السيطرة عليها.
واقتحم عشرات المستوطنين أمس باحات المسجد الأقصى، بحماية مشددة من جيش الاحتلال.
وفي سياق حملات التوسع الاستيطاني، دمرت قوات الاحتلال، خطوط مياه تخدم سكان قرية بردلة في الأغوار الشمالية. وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة إن قوة من جيش الاحتلال ترافقها جرافتان، اقتحمت القرية، وشرعت بتدمير خطوط مياه.
كما طوقت قوات الاحتلال «مدرسة التحدي 10»، وهي مدرسة تخدم سكان إحدى المناطق النائية شمال مدينة طوباس، وأزالت السياج التابع لها.
وتتعمد قوات الاحتلال بالتضييق على مدارس التحدي، التي تقيمها وزارة التربية والتعليم لخدمة سكان المناطق النائية. وفي العام الدراسي الماضي تعمدت تدمير عدد منها، وسلبت محتوياتها من مقاعد دراسة وأدوات تعليمية.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تواصل مصادرة أراض فلسطينية وتهدم الكثير من المنازل في الضفة، إضافة إلى منشآت زراعية، بحجة عدم الترخيص، وكبدت هذه الأفعال سكان الضفة خسائر مالية كبيرة، وجعل الكثير منهم بلا مأوى، كما حدث مع سكان حي وادي الحمص في القدس المحتلة، حين هدمت سلطات الاحتلال قبل أكثر من شهر 16 بناية تضم 100 شقة سكنية، في عملية هدم هي الأكبر منذ احتلال المدينة عام 1967.