غزة- “القدس العربي”: تصديا لعقوبات السجان الإسرائيلية، أغلق الأسرى الفلسطينيون في “سجن رامون”، كافة أقسام السجن، احتجاجا على اعتداء وحدة “النخشون” الخاصة على أحد الأسرى، فيما استمرت حالة الأسير ناصر أبو حميد، المصاب بالسرطان، بالتدهور، بعد أن شهدت الساعات الماضية تراجعا جديدا على صحته، ما أفقده الحركة بشكل شبه كلي.
وذكرت معلومات مسربة من السجن أن الأسرى اتخذوا قرار بإغلاق أقسام السجن بشكل كامل، احتجاجًا على اعتداء قوات “النحشون” على الأسير إدريس زاهدي أثناء نزوله من مركبة النقل التي يستقلها الأسرى في التنقل ما بين السجون والمحاكم.
وكانت الهيئة التنظيمية لأسرى حركة فتح في “سجن عوفر”، أغلقت كافة الأقسام التابعة لها، بسبب ما وصفتها بـ “جريمة طبية” ترتكب بحق الأسير القاصر علاء أبو سنينة (16 عاما) من قطاع غزة، المعتقل منذ الأول من حزيران الماضي، والذي يعاني من مرض خطير في الكلى والدم، حيث لا تقدم له إدارة السجن أي شيء، وتحرمه من الخروج للمستشفى لتلقي العلاج.
وأشارت الهيئة إلى أن إدارة السجون تقوم أيضا بالتضييق على أسرى حركة فتح في ذلك السجن، بشكل متعمد، وتمارس الاستفزاز والابتزاز، وقامت بزيادة موجات التشويش، ما أثر على البث التلفزيوني في الغرف.
هذا وقد تكررت عمليات الاعتداء من قبل الوحدات الخاصة الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، حيث قامت تلك القوات قبل أيام، باعتداء مماصل على الأسرى الفلسطينيين المتواجدين في قسمي 15 و16 بـ “سجن عوفر”.
وتلا ذلك أن اقتحمت وحدات القمع “المتسادا” و”اليماز”، برفقة الكلاب البوليسية، القسمين في ذات السجن، وأجرت عمليات تفتيش واسعة فيهما، تخللها أيضا الاعتداء على الأسرى.
وفي السباق، أكد نادي الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهداف أسرى ومعتقلين سابقين، أمضوا سنوات طويلة في السجون بين أحكام، واعتقال إداري.
وأشار النادي في بيان، إلى أنّ غالبية الأسرى الذين يتم اعتقالهم، كانوا في السنوات الأخيرة، وقبل فترات وجيزة، رهن الاعتقال الإداري.
وحسب الأرقام الفلسطينية، فإنه منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس، سجلت 4847 حالة اعتقال من بينهم 585 طفلًا، و92 سيدة، و1365 أمر اعتقال إداري.
ورفضا لهذا النوع من الاعتقال يستعد 30 أسيرا إداريا، لخوض إضراب مفتوح عن الطعام يوم 25 من سبتمبر الجاري، احتجاجًا على اعتقالهم الإداري، وتمديد مدة أحكامهم المتكررة.
وقالت الجبهة الشعبية، أن فرعها في سجون الاحتلال، سيدخل في مواجهة جديدة ضد السجان لنيل الحقوق المشروعة للأسرى، لافتة إلى أن هؤلاء الأسرى الـ 30 الذين ينتمون لها، أمضوا ما يقارب 200 عاماً من الاعتقال الإداري.
وأكد فرع الجبهة الشعبية في السجون أن الإضراب سيكون تحت شعار “قرارنا حرية، إضرابنا حرية”، لافتة إلى أن الإضراب عن الطعام كمعركة مؤلمة وقاسية وصعبة، هي معركة لـ “استعادة حياتنا ولحظاتنا التي يختطفها وحش الاحتلال، ومقصلة الاعتقال الإداري”.
والاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، حيث لا تسمح سلطات الاحتلال لمحامي الأسير بمعاينة المواد الخاصة بالأدلة، في خرق واضح وصريح لبنود القانون الدولي الإنساني، وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات المعتقلات، بأن المعتقلين الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقا، حيث باتت دولة الاحتلال هي الجهة الوحيدة في العالم التي تمارس هذه السياسة، وغالبا ما يتعرض المعتقل الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة ولفترات متفاوتة.
ويأتي ذلك في وقت تزداد فيه حالة الأسير ناصر أبو حميد خطورة، حيث أكد نادي الأسير الفلسطيني أن “تطورات خطيرة” طرأت خلال الساعات الماضية، على وضع أبو حميد المُصاب بالسرطان، والقابع في عيادة سجن الرملة”، حيث بدأ يعاني من فقدان شبه كليّ للحركة، وآلام شديدة في العمود الفقري، وتفاقم لأعراض صحية أخرى.
وأكد نادي الأسير، أن خطر تعرض ناصر للاستشهاد في أية لحظة يتضاعف مع مرور الوقت، وفي ظل المعطيات الخطيرة التي ترد تباعًا عن وضعه الصحيّ.
وكان الأطباء أكدوا أن أبو حميد دخل مرحلة الاحتضار، بعد تفشي الورم في جسده، وأنه لم يعد يستجيب للعلاج، فيما ترفض دولة الاحتلال إطلاق سراجه.
يشار إلى أن اللجنة المختصة للنظر في طلب الإفراج عنه، قررت تأجيل الجلسة التي تقرر عقدها وذلك للمرة الثانية، بعد اعتراض تقدمت به نيابة الاحتلال، وعائلات من جنود الاحتلال، وجرى تأجيل الجلسة حتّى السادس من أكتوبر المقبل.
وبسبب سوء وضعه الصحي، تمكن أشقاؤه نصر، وشريف، وإسلام، من زيارته في مقر العيادة، إلى جانب شقيقه محمد المتواجد معه، حيث استمرت الزيارة لمدة 45 دقيقة، والتي تمت بعد ضغوط كبيرة من رفاقه الأسرى.
يُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (50 عامًا)، والمحكوم بالسّجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، واحد من بين 600 أسير مريض في سجون الاحتلال، من بينهم 23 أسيرًا يعانون من الإصابة بالسّرطان والأورام بدرجات متفاوتة، ويواجهون جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
وتهمل سلطات الاحتلال بشكل متعمد الأسرى المرضى، ولا تقدم له العلاج اللازم، وتتعمد أيضا تأخير علاجهم بما في ذلك إجراء العمليات العاجلة.
إلى ذلك فقد تواصلت الفعاليات الإسنادية للأسير أبو حميد في المدن الفلسطينية، والتي تنفذ أمام مقرات الصليب الأحمر والأمم المتحدة، حيث نظمت وقفات في مدينة طولكرم والخليل ورام الله، أكد خلالها المشاركون بضرورة الضغط على الاحتلال للإفراج عن هذا الأسير، وحملوا الاحتلال المسئولية عن حياته.
حتى الأسرى الفلسطينيين لم يسلموا من شر زبانية دويلة الصهاينة الملاعنة الذين يستأسدون على أبناء فلسطين الشرعيين ?