قوات النظام السوري تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين الرافضين لانتخابات مجلس الشعب في السويداء

هبة محمد
حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي»: شنت قوات النظام السوري، الإثنين، 11 هجوماً بطائرات مسيرة انتحارية انطلقت من مواقع سيطرتها، في ريف إدلب شمال غربي سوريا، مستهدفة مدرسة وسيارات وحافلات شحن، بينما سقط مدني بإطلاق نار مباشر من قبل قوات النظام المتمركزة عند مبنى قيادة الشرطة وسط مدينة السويداء جنوب سوريا.
وقالت مصادر محلية، إن قوات النظام أطلقت النار المكثف على المتظاهرين المعارضين لإجراء انتخابات مجلس الشعب في مدينة السويداء، ما أدى إلى إصابة مدني بطلق ناري، حيث نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتجمع عشرات المواطنين في ساحة الكرامة ومحيط مبنى البلدية وسط مدينة السويداء في مظاهرة تعبر عن رفضهم لإجراء انتخابات مجلس الشعب التي بدأت، الإثنين، في مناطق سيطرة النظام.
وخلال المظاهرة، صوّت رئيس فرع حزب البعث وسط هتافات تطالب بالحرية وإسقاط النظام وتندد بهذه الانتخابات، كما رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات “صوتك كرامتك فلا تبعه بالرخص” و”لا لانتخابات مجلس الدمى” و”لا ينتخب الفاسد إلا الفاسد”.
وشهدت المحافظة منذ ساعات صباح يوم الإثنين، احتجاجات متفرقة رفضاً لانتخابات مجلس الشعب تخللها إغلاق مراكز انتخابية، كما هاجم المحتجون مراكز التصويت في ريف السويداء، حيث حطموا وحرقوا صناديق الاقتراع أمام المراكز في قرى وبلدات عرمان والقنوات والقريا وسليم، كما أغلقوا أحد المراكز في بلدة القريا.
المتحدث باسم شبكة “السويداء 24” ريان معروف، قال إن مظاهر الرفض للانتخابات تفاوتت بين مناطق أغلق فيها المحتجون مراكز الانتخابات وحطموا صناديق الاقتراع، ومناطق شهدت وقفات احتجاجية وتظاهرات.
وتركزت الاحتجاجات في مدن وبلدات السويداء، القريّا، قنوات، سليم، ملح، عرمان، المجدل، ومردك، المجدل، البثينة، مردك، عريقة، ريمة حازم، ولغا، والجنينة، والرضيمة الشرقية، وحزم، ولاهثة.
وشارك العشرات في مدينة السويداء، في مظاهرة سلمية في ساحة الكرامة أمام مبنى البلدية الذي خُصص كمركز لإجراء الانتخابات. ووفقاً للمتحدث، فقد “فتحت عناصر الأمن في مبنى قيادة الشرطة النار بشكل مفاجئ من بنادقهم الرشاشة باتجاه الطريق العام والساحة”، مضيفاً أن “إطلاق النار المباغت أسفر عن إصابة مواطن في الستين من عمره، كان عابراً للطريق، ولم يكن بصفوف المحتجين. وقد نُقل إلى المشفى الوطني، وكانت حالته غير مستقرة”.
وتداول ناشطون مقاطع مرئية توثق اللحظات الأولى لإطلاق النار، مؤكدين أن “الحادثة كانت مفاجئة ولم يكن هناك أي احتكاك بين عناصر الأمن والمتظاهرين”.
وقال معروف: “تتضارب الروايات حول سبب إطلاق النار، لكن المؤكد أن الحادثة لم يسبقها أي اعتداء من قبل المحتجين على الشرطة، كما أنه لم يكن هناك أي احتكاك بين الطرفين”.
وبينما أغلقت بعض مراكز الاقتراع، بقيت بعض المراكز الانتخابية مفتوحة في مدن السويداء وصلخد وشهبا، والعديد من القرى والبلدات، واستقبلت الراغبين بالمشاركة في الانتخابات. وتثبت صور بثتها الصفحة الرسمية لمحافظة السويداء من بعض المراكز، أن نسبة المشاركة كانت ضئيلة جداً.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن عناصر من مبنى قيادة الشرطة التابع لقوات النظام أطلقوا النار بشكل كثيف على المتظاهرين الذين يعارضون انتخابات مجلس الشعب في ظل تأكيدهم على رفض إجراء هذه الانتخابات في مدينة السويداء، ما أدى إلى إصابة مدني بطلق ناري، نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
في غضون ذلك، استهدف 11 هجوماً بطائرات مسيرة انتحارية انطلقت من مواقع سيطرة النظام، قرى منطف ومعرزاف والرويحة في ريف إدلب الجنوبي، حيث كانت الاستهدافات بالقرب من مدرسة معرزاف للتعليم الأساسي وآليات للمدنيين (4 سيارات خاصة صغيرة وشاحنة وسيارة نقل ركاب، وجرّافة هندسية “تركس”) فيما لم تصل بعض المسيرات إلى أهدافها.
وقال الدفاع المدني السوري إن النظام السوري أضاف في النصف الأول من العام 2024 سلاحاً جديداً في استهدافه السوريين، متمثلاً بالمسيّرات الانتحارية التي تحولت إلى خطر آخر على حياة السكان الأبرياء في شمال غربي سوريا، يهدد ويدمر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهجمات هذه المسيرات الانتحارية وتعمد استهداف المدنيين وما سببته من توتر وخوف على الحياة اليومية في شمال غرب سوريا، بسبب التهديد الذي يتربص بهم ويثير الرعب في قلوب المدنيين.
وخلال الفترة المذكورة (النصف الأول من عام 2024) استجابت فرق الدفاع المدني لـ 392 هجوماً قامت بهِ قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية على شمال غربي سوريا، منها 293 هجوماً بالقصف مدفعي، و27 هجوماً براجمة الصواريخ، و3 هجمات بالأسلحة الحارقة، و7 غارات جوية، وأدت الهجمات إلى مقتل 38 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و6 نساء، وجرح 150 آخرين، بينهم 57 طفلاً، و16 امرأة.
ودمرت حرب النظام وروسيا المستمرة لأكثر من 13 عاماً، وفق بيان “الخوذ البيضاء”، البنية التحتية والمؤسسات الخدمية في كامل الجغرافيا السورية، ولم يكن شمال غرب سوريا استثناء من هذا الدمار، ثم جاء زلزال 6 شباط ليفاقم الدمار ويزيد من المأساة.
يأتي هذا في وقت تراجعت فيه المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا وانخفض التمويل الإنساني، ما انعكس سلباً على الاستجابة الإنسانية، وعمّقَ من الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها في بيئة اقتصادية غير تقليدية نتيجة حرب النظام وروسيا. وبحثاً عن حلول اقتصادية مستدامة، وسعياً لتغيير الواقع الاقتصادي الرديء في شمال غربي سوريا، انعقد في أيار/مايو الماضي مؤتمر التمكين الاقتصادي والاستدامة في سوريا “التمكين أساس الاستقرار” بمشاركة الدفاع المدني السوري إلى جانب مؤسسات سورية أخرى، وشكّل المؤتمر فرصة مهمة للحوار ومناقشة مسارات التمكين الاقتصادي والمجتمعي، وبحث خطوات واقعية تساهم في تفعيل مبادرة جادة في التدخل لتحقيق التمكين المستدام للمجتمعات المتضررة من الحرب والكوارث.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه بشار أسدوف لا يستأسد إلا على الشعب السوري الأعزل المسكين المقهور منذ 2011 يا عياش ✌️😔✌️

اشترك في قائمتنا البريدية