الرباط- “القدس العربي”:
ردّ محمد يتيم، القيادي السابق في حزب “العدالة والتنمية” المغربي، ووزير التشغيل الأسبق، على تصريحات عبد الإله بن كيران، الأمين العام للحزب الإسلامي الذي يصطف في المعارضة حاليا، بخصوص مطالبة سعد الدين العثماني بالاعتذار على توقيع اتفاقية التطبيع مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي بموجبه عادت العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
الوزير السابق للتشغيل في عهد حكومة العثماني، قال بصريح العبارة في تدوينة نشرها على صفحته بفيسبوك، إن “من يدعو العثماني للاعتذار عن التوقيع (يقصد توقيع اتفاق أبراهام) يتعين أن ينتبه إلى أنها فقط دعوة للإحراج، والاعتذار ممكن منه لو كان يتحمل في واقعة التوقيع المسؤولية الأولى والأخيرة والمسؤولية الكاملة عنه”.
وأوضح أن “قرار التطبيع قرارُ دولة وليس قرارا حزبيا أو حكوميا، ولا هو قرار رئيس الحكومة “، كما أن “الرجل الثاني في الدولة لا يمكن أن يقف في وجه الرجل الأول”، ووضع اسم بن كيران بين قوسين في إحالة على أن ذلك كلامه.
وكان سعد الدين العثماني شارك، في كانون الأول/ ديسمبر 2020، في التوقيع على الاتفاق الثلاثي مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، أمام العاهل المغربي محمد السادس.
وتابع محمد يتيم بالتأكيد على أن “قرار التطبيع لم يكن قرار حزب العدالة والتنمية ولا قرار رئيس حكومة، وإنما هو قرار سيادي واجتهاد دولة، لاعتبارات معلومة تم توضيحها في حينه اتفقنا أو اختلفنا”. وزاد صاحب التدوينة من جرعة التحدي بقوله: “مَن كانت له الجرأة فليتوجه بوضوح لانتقاد الدولة وتحميل الجهة التي قررت استئناف العلاقات لاعتبارات ارتأتها تخدم القضية الوطنية، وإلا يتعين الكف عن استهداف وانتقاد (الحائط القصير)، أما مواقف الحزب ومواقف مؤسساته فمعروفة وثابتة قبل حادثة التطبيع وعند توقيعه وبعد توقيعه”.
وذكّر يتيم بأن “الحزب (يقصد العدالة والتنمية) رسميا قبل واقعة التطبيع وعند وقوعها، أصدر بلاغات يؤكد فيها رفضه للتطبيع سواء تعلق الأمر بالمجلس الوطني أو قبل ذلك بالأمانة العامة، وكان العثماني حينها هو الأمين العام للحزب”.
وزاد يتيم مدافعا عن العثماني: “للأمانة والتاريخ ومن أجل الحقيقة”، أن مواقفه “واضحة من التطبيع، وسبق أن عبّر عنها في تصريحات صحافية وفي لقاء مع قناة الجزيرة “، وطالب الوزير السابق بـ”مزيد من الموضوعية والتجرد في موضوع معلوم مَن يتخذ القرار فيه، ومعلوم السياق الذي ورد فيه”.
وحافظ يتيم في تدوينته على واجب الاحترام لعبد الإله بن كيران، وتحدث عنه بوصفه “الأستاذ” الذي “خبر كيف تسير الدولة”، وأورد نص تصريح أدلى به بعد توقيع اتفاق التطبيع الذي قال فيه: “يمكن للحزب أن يغادر الحكومة، ولكن في هذه الظروف الأمر غير ممكن؛ لأن هذا الوقت يتطلب الوقوف مع الملك، إذا لم تكونوا معه فعليكم البقاء في المعارضة، لأن الرجل الثاني في الدولة الذي يرأس الحكومة لا يمكنه أن يخرج ضد الرجل الأول الذي هو الملك”.
وأشار يتيم إلى أن بن كيران مع العلم “كان دوما ولا يزال ضد التطبيع “، كما أشار “من باب التذكير”، إلى أن “العثماني مباشرة بعد التوقيع استقبل قادة حركة المقاومة، ولم يكن ذلك الاستقبال ممكنا لولا إذن رئيس الدولة، وقبولهم للدعوة يعني تفهمهم بدورهم”.
وتساءل يتيم: “هل كان غير العثماني في موقع رئاسة الحكومة سيتصرف تصرفا مخالفا لتوجه الدولة؟”، ليجيب “الله أعلم “، ويضيف موضحا أن كل ما يعرفه “أنه كان هناك إجماع على تفهم السياق والحيثيات، ولم يحمل أي مسؤول من مسؤولي حزب (العدالة والتنمية) ولا الأمانة العامة للحزب ولا مجلسه الوطني، المسؤولية للدكتور العثماني، الذي وقّع باسم الدولة وبأمر وتحت إشراف رئيسها!”.
تدوينة يتيم المدافعة عن موقف العثماني نشر بعدها بساعة تدوينة أخرى كانت عبارة عن صورة لما كتبه الأمين العام السابق ورئيس الحكومة الأسبق على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، والتي جاء فيها أن “المقاومة ليست إرهابا ولا عنفا، إنما هي حقٌّ مشروع لمقاومة الاحتلال مارسته كل الشعوب، والمقاومة حركة تحرّر وتحرير، وليست خيارا بل هي فرض واجب على أصحاب الأرض المحتلة لإزالة الاحتلال، وما ضاع حق وراءه طالب”.
ويبدو أن إعادة نشر تدوينة العثماني من طرف يتيم، كانت بمثابة استكمال للرد على بن كيران، كما هو حال لأمين العام السابق للحزب الإسلامي، الذي جاء رده بشكل غير مباشر، خاصة أنه معروف عنه رفضه للجدال وابتعاده عن الحروب الكلامية.