بغداد ـ «القدس العربي»: أكد بهاء الأعرجي، نائب رئيس الوزراء الأسبق، والمقرب من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن الفصائل العراقية فهمت لعبة إسرائيل وقررت عدم الدخول في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أنها تضع مصلحة العراق أولاً، وسط دعوة أطلقها قيادي في الفصائل للالتزام بخطاب الدولة العراقية، مؤكداً أن إيران لا تحتاج لأحد في حربها.
موقف محايد
الأعرجي قال في تصريحات لمحطّة محلّية إن «إيران تملك قدرات عسكرية كبيرة وتخوض المواجهة من موقع القوة، في حين أن العراق لا يمتلك حتى 10٪ من تلك الإمكانيات، ما يتطلب من البلاد تبني موقف محايد، وهو ما دعت إليه غالبية رجال الدين، لا سيما وأن الحرب أصبحت تكنولوجية والعراق يفتقر لهذه القدرات».
وبيّن أن «الفصائل العراقية فهمت لعبة إسرائيل وتضع مصلحة العراق أولاً، وهي صاحبة قرار منفصل ولن تُزَج في الحرب، وقررت عدم الدخول في الحرب»، مشدداً على أن «استقرار العراق يخدم إيران أكثر من مشاركته في النزاع»، نافياً «وجود أي تهديدات تطال شخصيات وقيادات عراقية».
وحول الوضع الداخلي، أكد الأعرجي أن «النظام السياسي لن يسقط رغم الاتهامات الإرهابية الموجهة لبعض قادة الإطار التنسيقي»، معتبراً أنها «مجرد أوراق ضغط بسبب وقوفهم ضد المصالح الأمريكية ولا تستند إلى أي أسباب حقيقية».
وأكد أن «رئيس الوزراء يجري اتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية في إطار مبادرة تهدف لاحتواء الأزمة، في وقت تتحرك فيه الدبلوماسية العراقية ضمن مسارات متعددة».
وحذر من أن «دخول الولايات المتحدة الحرب قد يؤدي إلى ارتفاع سعر برميل النفط إلى 200 دولار، وهو ما سيلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الأمريكي»، مرجحاً أن «واشنطن لن تشارك في أي تصعيد عسكري مباشر ضد طهران رغم أن هدف الحرب هو قائد الثورة الاسلامية في إيران علي الخامنئي»، مستبعداً «إمكانية اغتياله».
ولم تُبد الفصائل العراقية المسلحة أيّ موقف تصعيدي تجاه إسرائيل، باستثناء تجمعات شبه يومية لإدانة العدوان الإسرائيلي على إيران. ويرى أمين عام حركة «العراق الإسلامية»، الذي يتزعم كتائب «الإمام علي» أيضاً، شبل الزيدي، أن لإيران «ديناً في رقبة المقاومة العراقية في مجابهة الاحتلال ومشاريعه»، مشيراً إلى ضرورة «الالتزام بخطاب الدولة».
وقال في «تدوينة» له إن «المعركة الحالية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني حرب دولية تستخدم فيها أسلحة في غاية التطور من طيران وصواريخ ودفاعات جوية وتستخدم فيها كل إمكانيات الدولة»، مبيناً أن «للجمهورية الاسلامية الإيرانية دينا في رقبة المقاومة العراقية في مجابهة الاحتلال ومشاريعه، ولكن القدرات محدودة لعمليات إيذائية على الأرض تناسب استنزاف الاحتلال حينها. إيران بهذا الوضع ليست في حاجة لأحد».
مقرّب من السوداني يقول إن المجموعات المسلحة فهمت لعبة إسرائيل ولن تدخل في الحرب
وأضاف: «سمعت بعثيا يطالب ويسأل أين حلفاء إيران، هل اختفوا واكتفوا بالجلوس خلف الكيبورد؟ أقول له: موجودون غصة في فمك، موجودون سدا منيعا تتكسر أحلامكم عند إقدامنا، موجودون لنبني العراق الحر الموحد العزيز المقتدر الذي يمتلك سيادته على أرضه وسمائه وليس عبدا ذليلاً يعيش على فتات السفارات».
وأشار إلى أن «الأحرار أباة لا ينامون على ضيم، والمقاوم الفطن الحريص على بلده يفوت الفرصة على المتربصين الذين لا يريدون الخير للعراق الذي يحلمون بدماره ليتاجروا بدماء أبنائه»، مؤكداً أن «أصوات العملاء في أي منعطف يمر به البلد تعلو لجره إلى الفتنة، وعلى العقلاء الحذر من الخطاب الطائفي أو التحريضي المريض الذي يفت في عضد الدولة ويضعفها ويستهدف الوحدة الوطنية ولا بد من الالتزام بخطاب الدولة».
يأتي ذلك في أعقاب إعلان مجلس النواب الاتحادي تأييد جهود الحكومة وإجراءاتها ضد انتهاك الكيان الصهيوني لسيادة الأجواء العراقية، ودعم حراكها الدبلوماسي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقال المجلس في بيان إنه «استنادا الى أحكام المادة (59 / ثانياً) و (109) من الدستور، وانطلاقاً من مبدأ سلامة العراق وشعبه وسيادته على أراضيه قرر مجلس النواب بجلسته الاستثنائية (مساء الثلاثاء) تضامن الشعب العراقي مع الشعب الإيراني أثر العدوان الصهيوني السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وأضاف البيان أن «المجلس قرر الرفض القاطع لانتهاك الأجواء العراقية واستخدامها في الاعتداء على دول الجوار، وتأييد جهود الحكومة وإجراءاتها ضد انتهاك الكيان الصهيوني لسيادة الأجواء العراقية، ودعم حراكها الدبلوماسي على الصعيدين الإقليمي والدولي».
كما قر البرلمان بجلسته الاستثنائية «ترصين وحدة الصف الداخلي من أجل الوقوف ضد أي تداعيات إقليمية او دولية».
وفي وقت سابق قررت هيئة رئاسة البرلمان تحويل الجلسة إلى «تداولية»، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لعقدها.
وانتقدت كتلة المعارضة النيابية، ما وصفته بعدم حضور نواب الكتل الممثلة للمحافظات الجلسة الطارئة لمناقشة خرق الأجواء العراقية، فيما طالبت بانعقاد دائم لخلية الأزمة لأجل تدارك أي تطورات تشهدها المنطقة.
وقال رئيس الكتلة النائب عامر عبد الحبار، في مؤتمر صحافي، إن «الجلسة المنعقدة لمناقشة خرق الاجواء العراقية لم تحقق النصاب، ووصل عدد الحضور الى 75 نائبا فقط، وعدم وجود ممثلي الكتل الكردية وكتل محافظات الوسط والجنوب وكتل المحافظات الغربية، وإنما وجود أفراد فقط لمناقشة موضوع حساس يمس سيادة البلد وأمنه واستقراره».
قرار وطني
وأضاف: «منذ العام الماضي قدمنا طلبا رسميا لتشكيل غرفة عمليات سرية برئاسة القائد العام للقوات المسلحة وبمشاركة جميع الجهات والتشكيلات الامنية المنضوية منها في الأجهزة الأمنية وغير المنضوية، لأجل ضرورة أن يكون هناك قرار وطني يراعي مصلحة العراق، وتجنيب البلد خطر الدخول في صراعات عسكرية وأمنية».