قيس سعيد يبشّر التونسيين بـ«جمهورية جديدة»… ورئاسة البرلمان المنحل تشكوه للمنظمات الحقوقية الدولية

حجم الخط
3

تونس – «القدس العربي»: استغل الرئيس قيس سعيّد خطاب التهنئة بشهر رمضان ليبشر التونسيين بجمهورية جديدة بناء على نتائج استشارته الإلكترونية، فيما كشف مساعد رئيس البرلمان المنحل عن تقديمه شكوى ضد سعيد لدى منظمة هيومن رايتس ووتش بسبب حل البرلمان وتهديد عشرات النواب بأحكام قاسية تصل للإعدام.
وخلال خطاب توجه به للتونسيين مساء الجمعة، قال سعيد إنه بحلول شهر رمضان “سيهلّ على الشعب هلال جديد سيصل إلى ليلة التمام وسيشرق فجر جديد على تونس. اللهم ما أفسدته سنوات الظلام الحالكة يصلحه شهرك المعظم الذي أنزلت فيه القرآن العظيم”، مضيفاً: “الحمد لله أننا بدأنا اليوم ما عزمنا القيام به ولن يثنينا عن عزمنا في تطهير البلاد والمضي قدماً في بناء جمهورية جديدة بناء على الاستشارة الشعبية وبناء على الحوار مع الوطنيين الصادقين المخلصين”.
وأثار الخطاب جدلاً سياسياً، حيث كتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد: “إدخال “الاستشارة” المثيرة للجدل في تهنئة التُّونسيِّين بدخول شهر رمضان المعظَّم، وكأنَّها ثابت من ثوابت الدِّين أو ركن من أركان الإسلام أو شرط من شروط شعيرة عبادة الصِّيام، قلَّة ذوق وتوظيف خطير للمشترك الدِّيني المُطلق في نسبيَّة المشروع التَّقسيمي الرِّئاسي. والنَّهي عن سلبيَّات وسلوكيَّات مرفوضة وإتيانها في اليوم نفسه أموراً لا تليق برئيس الدَّولة”.

تكاليف الاستشارة

وتحت عنوان “مليارات الاستشارة”، كتب الباحث والناشط السياسي محمد ضيف الله: “إن كانت هناك نظافة، أقصد شفافية ونزاهة وصراحة مع الشعب، فلماذا لم تعلنوا عن تكاليف الاستشارة؟ كم كلفت من أموال على حساب ميزانية الدولة، يدخل في ذلك المنصة الإلكترونية من إنشائها إلى صيانتها ومراقبتها، كما يدخل في مصاريف الاستشارة اللافتات المعلقة في كل مكان، وما انتصب من خيام دعوية وما صرف على المشتغلين فيها من الشباب من طعام ونقل وبطاقات هاتف، إضافة إلى كراء السيارات بأبواقها، والومضات الاعلانية التلفزيونية والإذاعية، ويدخل في ذلك أيضاً الموظفون الذين سخروا للحث على المشاركة، ويدخل في ذلك ما كلفته الإنترنت المجانية على المشغلين من تليكوم وأوريدو وأورنج، وملايين الإرساليات التي تحث على المشاركة، والبرامج الإذاعية والخبراء الذين استضافتهم. كلها أموال لا يمكن أن تُجمع بالمائة مليم، وإنما هي لا تقل عن المليارات”.
وأضاف: “هذه المليارات إما أنها كلفت على ميزانية الدولة أو قام بتغطيتها متبرعون مثل رجال أعمال. وفي هذه الحالة، ماذا حصل المتبرعون أو بماذا وُعدوا مقابل صرفهم على الاستشارة؟ التبرع في مثل هذا الموضع يسمى فساداً. وأما ميزانية الدولة، فعلى حساب أية أبواب خصصت مصاريفها للاستشارة؟ ألستم نظيفين؟ فلماذا لم تنطقوا حرفاً عن مصدر الأموال التي صرفت على الاستشارة؟”.
فيما كشف ماهر المذيوب، مساعد رئيس البرلمان المنحل، عن تقديمه شكوى قضائية لدى منظمة هيومن رايتس ووتش احتجاجاً على حل البرلمان من قبل الرئيس سعيد، مشيراً إلى 120 نائباً باتوا مهددين بأحكام قاسية تصل للإعدام.
وقال في رسالة موجهة لإريك غولدستين، نائب المدير التنفيذي للمنظمة، نشرها على صفحته في موقع فيسبوك: “يؤسفني إبلاغكم عزم السيد قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية محاكمة أكثر من 120 نائباً من نواب مجلس نواب الشعب في الجمهورية التونسية، بعد قيامهم بواجبهم الدستوري، وعقدهم لجلسة عامة عن بعد، مفتوحة للرأي العام، ونقلت على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وفاء منهم للقسم ولوظيفتهم البرلمانية ولإيمانهم العميق بدورهم في المساهمة في حلحلة الأزمة الدستورية والاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تعيشها بلادهم منذ أكثر من 8 أشهر”.

ملاحقة النواب

وأشار المذيوب في رسالته إلى أن سعيد “أقدم عقب رفع هذه الجلسة العامة على حل مجلس نواب الشعب في الجمهورية التونسية بدون أي سند دستوري، ووجه وزيرة العدل من خلال أمر مباشر بث على التلفزيون الوطني من أجل ملاحقة جميع النواب الذين شاركوا في هذه الجلسة العامة بتهم خطيرة جداً عقوبتها الإعدام، تتعلق بمحاولة الانقلاب والاعتداء على أمن الدولة والاستعانة بأطراف خارجية وغيرها من التهم الخطيرة. وكلفت وزيرة العدل فرقة البحث في قضايا الإرهاب بتتبع كافة هؤلاء النواب الأفاضل”.
واستقبلت رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وفداً عن اللجنة الفرعية للوقاية من التعذيب لدى الأمم المتحدة عبد الله ونير، حيث أكدت بودن “انفتاح تونس على جميع التوصيات التي ستتقدم بها اللجنة وحرص بلادنا على مزيد تطوير المنظومة السجنية عبر تحسين ظروف الاحتجاز في مراكز إيقاف السجون، واعتماد آليات بديلة للتخفيف من الاكتظاظ احتراماً لمبادئ حقوق الإنسان وتعهدات منظومة حقوق الإنسان في هذا المجال، كما أبرزت أن زيارة اللجنة الفرعية للوقاية من التعذيب لدى الأمم المتحدة إلى تونس ستمكّن من دعم المكتسبات وتطويرها ومتابعة المقترحات الجديدة التي من شأنها أن تساعد على خدمة وتدعيم منظومة حقوق الإنسان في تونس”، وفق بلاغ للحكومة.
فيما أكد ونير أن اللقاء “كان بنّاءً وصريحاً وتطرق إلى التزامات الجمهورية التونسية في مجال الوقاية من التعذيب، مثمّناً في هذا السياق الخطوات الإيجابية التي حققتها تونس في مجال مكافحة التعذيب والوقاية منه، خاصة من خلال إنشاء الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب التي تعد الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودورها في هذا المجال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامى عبد القادر:

    يا عينى على أمتنا المنكوبة, لم نفق بعد من ملهاة ومأساة “جمهورية السفاح اللص السيسى الجديدة”, والتى كانت باكورة مظاهرها هى قرب إعلان إفلاس مصر, وسقوط الجنيه المصرى البائس إلى قاع سحيق جديد, حتى يفجعنا المُنقلب قيس سعيد ب “جمهورية تونس الجديدة”!!! … والتى أخشى أنها سائرة على خطى المُنقلب المصرى شبراً بشبرٍ وذراعا بذراع!!
    .
    عشت فى كندا دهراً من الزمن, ولم يخرج علينا حاكم مخبول, ليبشرنا بكندا الجديدة, أو شيئ من هذا الهراء!! … ولم يخرج علينا عسكرى كندى لص جهول, ليختطف حاكم كندا المُنتخب ويعتقله, ويلغى الدستور والبرلمان, ثم يخرج على الكنديين فى زينته ووراءه بعض القراطيس الآدمية, ليقول لنا; “إنتو متعرفوش إنكم نور عنينا ولا إيه”!!!
    .
    وأقسم بالله, لو فعلها أى مغامر مجنون لنزع الكنديون “نور عينيه” قبل أن يُكمل خطابه!! … ولكننا أمة ضائعة مستكينة ذليلة يتقاذفها أعداؤنا بأقدامهم بواسطة أجهل وأخون بنى جلدتنا, وهم مطمئنون إلى أن ذكور أمتنا يغطُّون فى نوم عميقٍ حتى يدخلوا قبورهم, إلا من رحم ربى
    .
    فلا عجب إذن أن نرى كل يوم “أمة غثاء سيل جديدة” تطفح علينا من كل حدب وصوب … وهنيئاَ للصهاينة علوهم الكبير, وأمتهم الكبيرة الجديدة من المحيط التائه إلى الخليج الماجن … ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

    1. يقول الملاسيني:

      توضيح: مايقصد بجمهورية جديدة في العلوم السياسية هو كتابة دستور جديد. عندما يتحدثون عن الجمهورية الثالثة أو الرابعة… أو الخامسة، مثلاً، فهم يقصدون عدد الدساتير الني صوّت عليها الشعب منذ تأسيس الجمهورية: دستور جديد = جمهورية جديدة. وبالطبع فإن قيس سعيد الشعبوي الملهم بإرادة الشعب، يستخدم عبارات ومصطلحات لابفهمها قسم كبير من أبناء شعبه الذي ملّ سياسة السياسويين وشعبية الشعبويين.

  2. يقول الواقعي:

    انتهى عهد الدول الوطنية المحصورة داخل حدود مرسومة. المجتمعات البشرية حولتها وسائل النقل الحديثة من طائرات و بواخر و قطارات ووسائل التواصل الجماعي من قنوات تلفزية و انترنيت و هواتف ذكية، الى امة واحدة تجمعها العولمة. لا مستقبل الا للدول التي تعمل على الارتباط باقتصاد العولمة و ذلك باستقطاب الاستثمارات الدولية الكبرى لتشغيل العاملين و توفير العيش الكريم للمواطنين، و محاربة الجهل و الفقر في المجتمع.

اشترك في قائمتنا البريدية