بغداد ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي أعلنت فيه جمعية الهلال الأحمر العراقي، أمس الثلاثاء، وصول أول دفعة مساعدات إنسانية إلى سوريا، مشيرة إلى إرسال فريق إغاثة إلى تركيا، أعلنت السلطات العراقية، فتح جسر جوي بين كل من سوريا وتركيا للتخفيف من حدّة الأزمة.
وذكرت الجمعية في بيان، أن “أول دفعة من المساعدات الإنسانية وصلت إلى سوريا على متن طائرات القوة الجوية العراقية رفقة فريق إغاثي من الهلال الأحمر العراقي وفريق من وزارة الخارجية العراقية”، مبينة أن الدفعة الأولى من المساعدات تضمّنت “(60) طناً من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، وكذلك خيم إيواء وإسعاف أولي وغيرها”. وأضافت أن “فريقا من متطوعي الهلال الأحمر العراقي يتكون من (150) مسعفاً وصل إلى تركيا لمساندة فرق الهلال الأحمر التركي والجهود الإغاثية وجهود الإجلاء والانقاذ التي تقوم بها فرق من العاملين الإنسانيين، ويرافق الفريق العراقي عدد من سيارات الإسعاف وعيادة طبية متنقلة ومواد طبية للإسعاف الأولي”.
وتابع: “نحضّر الآن لإرسال مواد إسعاف أولي ومواد إغاثية لمساعدة المتضررين في مواجهة درجات الحرارة المنخفضة وموجة البرد التي رافقت الزلزال، وفي الوقت نفسه تحضر الجمعية لإرسال فريق إغاثي آخر سيلتحق بالفرق الإغاثية في تركيا وسوريا”.
وأشارت إلى أن “هذه المساعدات تتم بتعاون وثيق مع مؤسسات الدولة العراقية وبدعم مباشر من الحكومة العراقية وتسهيل من الجهات المعنية”.
مواد طبية ومستلزمات إيواء
وأعلن مكتب رئيس الوزراء، انطلاق الجسر الجوي للمساعدات الإغاثية إلى سوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب الدولتين.
وقال في بيان، “بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وبهدف تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، فتح العراق (مساء أول أمس)، جسراً جوياً إلى كل من سوريا وتركيا، لإرسال المساعدات الإغاثية العاجلة، التي تتضمن موادَّ طبية طارئة والإسعاف الأولي ومستلزمات للإيواء والإغاثة وكميات من الدواء والوقود”. وأضاف: “يأتي هذا في إطار الالتزام العراقي بالتواصل الإنساني مع الشعوب الشقيقة والصديقة، والتضامن مع ضحايا الكارثة الإنسانية”.
وسبق أن أعرب رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، عن عميق المواساة والتضامن مع ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق في إقليم كردستان العراق وجنوب تركيا وشمال سوريا.
وذكر بيان لمكتب السوداني، بأن الأخير “قدّم التعازي باسم العراق حكومة وشعباً لجميع ذوي الضحايا من كل الشعوب الشقيقة والصديقة التي أصابتها آثار الكارثة الإنسانية، ولأبناء شعبنا في إقليم كردستان”.
ووجَّه رئيس مجلس الوزراء، “بشكل عاجل، بإرسال عدد من فرق الدفاع المدني، والفرق والمواد الطبية الطارئة والإسعاف الأولي، ومستلزمات للإيواء والإغاثة، فضلاً عن كميات من السلات الغذائية والوقود، للإسهام في تقديم يد العون للضحايا والمتضررين”.
كما وجّه ، وفق البيان، “برفع حالة الجهوزية والاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية”.
إلى ذلك، أكدت سفارة العراق في أنقرة، عدم تلقيها أي بلاغات بشأن إصابة تخص رعاياها في منطقة وقوع الزلزال. ووفقاً لبيان صحافي أوردته السفارة فإنها “تتابع مع السلطات التركيَّة للتأكَّد من عدم إصابة مواطنين عراقيين في المناطق المتضررة”.
وأعربت عن “خالص تعازيها ومواساتها إلى الجُمْهُوريَّة التركيَّة حكومةً وشعبًا، ونُعبّرُ عن مشاعر الحُزنِ في سقوط أعدادٍ من الضحايا وإصابة آخرين، ونتوجَّه إلى أهالي الضحايا بأصدقِ مشاعرِ المواساة في هذه الأوقات الصعبة، وأمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل”.
ودعت، المواطنين العراقيين الموجودين في منطقة الزلزال “لاتخاذ الحيطة والحذر والتواصل معها على الرقم المُخصص لذلك في أسرع وقت ممكن”.
يتزامن ذلك مع إعلان وزارة الخارجية متابعتها لسلامة أبناء الجالية العراقية في تركيا وسوريا.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد الصحاف في تصريح للوكالة الرسمية ان “الوزارة تتابع باهتمام بالغ وعبر سفارتينا في أنقرة ودمشق وقنصلياتنا لدى الجانبين، للوقوف على سلامة أبناء الجالية العراقية الكريمة، إثر الزلزال الذي حدث في البلدين الجارين”.
كذلك، أعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان العراق، إرسال عدد كبير من الأطباء والمختصين وسيارات الإسعاف إلى تركيا لمساعدة ودعم ضحايا الزلازل المدمّرة. وقالت الوزارة في بيان إن “حكومة إقليم كردستان أرسلت فرق طوارئ وأطباء طوارئ وعدداً كبيراً من الأطباء المتخصصين والعاملين الصحيين وسيارات الإسعاف، الى تركيا، مع كميات كبيرة من الإمدادات الطبية لمساعدة ودعم ضحايا الزلزال”.
تحرك سريع
وأضاف البيان: “تم إرسال الفرق بناء على طلب مسرور بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان”.
سياسياً، دعا رئيس تحالف “الفتح”، هادي العامري، “المواكب الحسينية” والمنظمات الإنسانية العراقية للتحرك السريع وتقديم أقصى جهود الإغاثة والإنقاذ لسوريا وتركيا.
وقال مكتبه الإعلامي، في بيان: “نتقدم بأحر التعازي وأبلغ المواساة لحكومتي سورية وتركيا وشعبيهما الشقيقين، معربين عن ألمنا الشديد وتعاطفنا التام مع ضحايا الكارثة التي تسبب بها الزلزال الذي ضرب البلدين”. وأضاف: “كما ندعو الحكومة العراقية وكل الغيارى في المواكب الحسينية والمنظمات الأنسانية العراقية للتحرك السريع وتقديم أقصى جهود الأغاثة والأنقاذ وتقديم المساعدات اللازمة ونحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤوليته أمام هذه الكارثة”.
في حين، دعا رئيس تحالف “العزم”، مثنى السامرائي، للوقوف مع شعبي سوريا وتركيا وتخفيف معاناتهم، وذلك بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين وأوقع آلاف الضحايا. وذكر، في “تغريدة” عبر “تويتر”، “نتابع بألم وحزن وقلق آثار الزلزال الذي تعرض له الأشقاء والاصدقاء في سوريا وتركيا، وإذ نعبر عن خالص التعازي لأسر الضحايا والتمنيات للمصابين بالشفاء، فإننا ندعو الجميع إلى الوقوف مع الشعبين العزيزين لتضميد الجراح وتخفيف المعاناة”.
أما زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، فاعتبر أن الزلزال “رسالة بعثها الله” لعدم الوقوف “موقفا مشرفا” من حرق القرآن.
وقال في “تغريدة” على “تويتر”، إنه “لو أن الدول العربية والإسلامية وقفت موقفا مشرفا بالدفاع عن القرآن الكريم وضد التجاوزات الوقحة بحرق الكتب السماوية ولو بأقل مستوياته كغلق السفارة السويدية في دولهم أو تقليل التمثيل الدبلوماسي، لما بعث الله تعالى برسالة (الزلزال المدمر) لبعض الدول العربية والإسلامية كتركيا وسوريا ولبنان والأردن بل وحتى العراق، قد تأثر بهزات إرتدادية، على الرغم من أن بعض شعبه وقف وقفة خجولة لمناصرة القرآن. وكأن القرآن لغيرنا”.
كردستان شعب مسلم أصيل و يكفي ان صلاح الدين الأيوبي منهم ??