في مباراة قطر ضد السنغال بدأ مدرب الاخيرة آليو سيسي المواجهة كما بدأها ضد هولندا، محاولة وضع ضغط عال، رجل لرجل، وبشكل متقدم نسبيا. تلك كانت هي أهم مباراة داخل المباراة، كل ما يحدث في المباراة هو في الغالب عبارة عن تداعيات لما يحدث في مرحلة بناء اللعب. نجح السنغاليون في غالبية الحالات، إضطر سانشيز لإعادة عفيفي خطوات للخلف للمساعدة في كسر ضغط الخصم، ونجحوا في مرتين عندما كان يعود عفيفي. طبعا كانت قطر مضطرة لعدم رمي كرات طولية، لأن قدرات السنغاليين في كسب الكرة الأولى عالية، في كل مرة حاولوا ذلك كان رفاق كوليبالي يفوزون بها بسهولة، بصحبة الكرة الثانية.
أخفق القطريون في إيجاد خيارات للتمرير، ولم يجدوا لاعبا بين الخطوط، طبعا قدراتهم التقنية تحت الضغط لم تكن جيدة، حتى عملية توسيع الملعب لم تكن فعالة. يجب هنا أن نستثني عملية الهدف، اذ كانت لعبة مميزة لم تلعبها قطر طوال المونديال رغم أنها كانت تجيدها جيدا قبل ذلك. لاعب الوسط يهاجم المساحة بين المحور والظهير، يتم بذلك بتثبيت الأخير لأجل تحرير الظهير، ومن ثم تأتي عملية العرضية. نمط شائع فشلت قطر في تنفيذه سوى مرة واحدة في مباراتين، ويمكنك ببساطة ملاحظة تحسن أداء الفريق ما بعد الهدف الثاني للسنغاليين حيث خلقت قطر فرصاً خطيرة، كانت تلك اللحظة التي تحرر فيها اللاعبون بعد تقديم استقالتهم في المباراة الأولى وفي غالبية أطوار مباراة السنغال.
ظهرت مشاكل السنغال في مباراة هولندا في عدم القدرة على الإنهاء في الثلث الأخير، يشمل ذلك اللمسة ما قبل الأخيرة. طبعا عدم تواجد لاعب بقدرات ماني كان سببا مباشرا في ذلك، لكن ملاحظة تحسن الفريق بالضغط، لكن المباراة وضعت تأكيدا لاستمرار مشاكل فريق آليو سيسي أثناء الاستحواذ. في مرحلة الحيازة لم تكن السنغال قادرة على خلق المساحات ولم تكن قادرة على صناعة وضعية 1 ضد 1، طبعا يحسب للجهاز الفني السنغالي قدرته على استغلال الركنية التي جاء منها الهدف الثاني، ومن الواضح أنه كان نمطا تم الاتفاق عليه، حيث تم استهداف القائم الأول حيث يقف المعز علي، الذي لم يكن مستعدا للتحرك نحو الكرة. يمكنك التذكير هنا بتحسن السنغال في المواقف الثابتة، قبل سنوات وبالضبط قبل كأس أمم إفريقيا تم انتقاد آليو سيسي كثيرا في هذه المعضلة، حيث لم يكن فريقه مميزا في استغلال المواقف الثابتة خاصة مع حصوله على معدل طول عال جدا وتواجد لاعبين مميزين في عمليك القفز وقراءة مسارات الكرة، سيسي ذكر أن فريقه سيتحسن في هذه المسألة مع تخصيص وقت إضافي أكثر للعمل على هذه القضية.
نتيجة المباراة وضعت السنغال في موقف أفضل لمواجهة الاكوادور، لكن الشعور بالندم سيرافق زملاء ميندي على تضييع مباراة هولندا. لا خيار الآن سوى الفوز لأجل تحقيق التأهل وهي نوعية مباريات تبدو أفضل ذهنيا للاعبين السنغاليين حيث توجد فرصة واحدة للتأهل لتفادي ما حدث في مباراة كولومبيا في المونديال الماضي عندما لعبت السنغال على فرصتين وأضاعت التأهل. التحضير الذهني لهذا النوع من المباريات حيث توجد فرصة واحدة للتأهل يبدو أسهل من وجود خيارات أكثر في لعبة يمكن إختزال جزء مهما منها في جانبها الذهني.
السنيغال جاءت لتحتفل مع العرب وتقاتل إلى جانبهم وهي تحب كل العرب ونتمنى لها حظ جميل.
قطر لعبت لكن كانت بحاجة لخطة بديلة عكس الخطة التي لعبت بها في مباراتها الأولى
والسينغال كانت مستعدة وجاهزة لكسب المباراة لذلك لم تترك فرصه تضيع بل قاتلوا حتى صارة النهاية
لكن يكفي قطر شرف الاستضافة والتنظيم