أمثلة كثيرة حاسمة وتؤثر بشكل مباشر على جودة حياة موظفي الدولة في إيران، وعلى مستقبل الجيل الشاب. القضايا السياسية الكبيرة أو خطة الثأر من إسرائيل بسبب تصفية إسماعيل هنية، كل ذلك لا يعنيهم. صحيح أن الإضرابات أو تسرب الطلاب من المدارس لا تخرج الناس إلى الشوارع في مظاهرات كبيرة كتلك التي ظهرت عقب مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الآداب قبل سنتين، ولكنها تهز الرواية الوطنية التي تفيد بأن الثورة الإسلامية والنظام الذي أقامته هي أفضل بكثير من نظام الشاه.
بزشكيان المنتخب بدعم الإصلاحيين يعرف حقل الألغام السياسي الذي دخل إليه مباشرة، ويسير فيه بحذر كبير، هذا الدخول الذي منحه إياه دعم خامنئي العلني. من غير الواضح ماذا كان وزن توسله لخامنئي بـ “ضبط النفس” في الرد على إسرائيل بسبب تصفية هنية. ولكن حقيقة مصادقة خامنئي مسبقا (كما قال بزشكيان نفسه) على الـ 19 شخصاً من أعضاء حكومته، تدل على التنسيق والتفاهم السائد بين الزعيمين الكبيرين في الدولة.
لا يقل عن ذلك أهمية قرار حكم خامنئي الذي بحسبه “يجب التشكيك في العدو (القصد هو الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص)، ولكن لا يوجد ما يمنع من إجراء الاتصالات معه إذا كانت تخدم مصالح الدولة”. هذا التصريح تم تفسيره كضوء أخضر من الرئيس والحكومة للدفع قدماً بخطوات قد تؤدي إلى تخفيف أو رفع العقوبات. وهكذا فإنه في فترة ولايته القصيرة، تمكن بزشكيان من إرسال إشارة عن نيته إجراء حوارات مع دول الغرب وحتى مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي يتضح فيه أن على إيران عرض خطة تكون مقبولة للغرب بشكل عام وللدول الستة الموقعة على الاتفاق النووي بشكل خاص. ما هي الخيارات التي تخطط لها إيران، وهل ستكون مستعدة لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي، بخصوص ذلك ترسل عدة إشارات ما زال يصعب استنتاج أي شيء منها عن خطوات عملية. وزير الخارجية عباس عراقجي قال مؤخراً إن استئناف الاتفاق النووي لم يعد هدفاً ولا صلة له. ولكنه أضاف بأن إيران تنوي طرح استراتيجية جديدة، أمنية ودبلوماسية، من أجل التوصل إلى تفاهمات جديدة على رفع العقوبات.
لم يشرح القصد من ذلك، لكن مجرد تعيينه وزيراً للخارجية بمصادقة خامنئي، يعتبر إشارة مهمة بحد ذاتها. ولأنه يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة وله علاقات ودية مع محدثيه الأمريكيين أثناء إجراء المفاوضات على استئناف الاتفاق النووي، فإن المحافظين يتهمونه باعتباره “يعمل ضد مبادئ الثورة”. أي أنه شخص مستعد للتراجع أمام الولايات المتحدة. ليس الوحيد الذي يشغل منصباً رفيعاً الآن، فهناك أيضاً محمد جواد ظريف الذي عينه الرئيس في البداية ليكون نائبه للشؤون الاستراتيجية، لكنه استقال احتجاجاً على قائمة الوزراء التي عرضها بزشكيان من أجل مصادقة البرلمان عليها، ثم عاد في الأسبوع الماضي إلى المنصب.
يبدو أنه إذا حدث أي تغيير في سياسة إيران، فإن ظريف وعراقجي قد يبعثان الحياة في الحوار مع الغرب حول الاتفاق النووي إذا قرر خامنئي ذلك. ربما هناك رسائل سيسمعها بزشكيان عندما يأتي للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الذي سيعقد في نيويورك بعد أسبوعين تقريباً.
في الوقت نفسه، تفحص إيران بتشكك وقلق التطورات في الشرق الأوسط، وتتبع خط عمل حذراً يهدف، على الأقل حسب بياناتها، إلى تجنب الحرب الشاملة، التي قد يتطور مركزها في لبنان. ترى إيران كيف أن “حلقة النار” التي أوجدتها لبناء سور دفاع لنفسها، ربما تصبح سهماً مرتداً يضر ليس فقط لبنان والذخر الاستراتيجي الإقليمي الأهم بالنسبة لها، بل بها هي نفسها، دون أن يكون لديها طوق نجاة يتمثل بدولة عظمى، مثل طوق النجاة الأمريكي لإسرائيل. الصين في الحقيقة شريكة تجارية مهمة لإيران، لكنها ليست حليفة عسكرية. إيران أيضاً غير واثقة من موقف روسيا التي تعتبر حليفتها.
اتفاق جديد للتعاون الاستراتيجي بين الدولتين، الذي سيحل محل الاتفاق الذي وقع قبل عشرين سنة، ما زال في حالة تلكؤ، حيث أثارت روسيا غضب إيران عندما أعلنت عن تأييدها لتأسيس “ممر زنغزور” الذي سيربط أذربيجان بالجيب الأذري الواقع في أراضي أرمينيا.
ممر المواصلات هذا، الذي يمر على طول الحدود بين أرمينيا وإيران، سيتيح المرور بحرية بدون معبر حدودي بين أذربيجان وتركيا. وحسب اتفاق السلام الذي كانت روسيا الوسيطة فيه بين أذربيجان وأرمينيا، فإن روسيا وأذربيجان هما اللتان ستراقبان المعبر وليس أرمينيا كما طلبت إيران، التي تخشى من أن سيقطع هذا الممر عليها الطريق للوصول إلى أرمينيا ومن هناك إلى أوروبا، وهي تعتبر هذا الممر نوعاً من “محور فيلادلفيا” خاص بها. وبالتحديد في قضية استراتيجية مهمة جداً، روسيا ليست إلى جانبها. لإظهار عدم الرضى، أرسلت إيران في الشهر الماضي تهنئة لأوكرانيا بمناسبة يوم الاستقلال، وهذه بادرة حسن نية أثارت حفيظة روسيا التي هي في الواقع تشتري من إيران الصواريخ والمسيرات الهجومية، لكنها في الوقت نفسه، تعتبر دولة تهدد مصالح إيران في منطقة القوقاز وتسمح لإسرائيل بمهاجمة سوريا وتميل إلى الإمارات في قضية السيطرة في جزر طنب الصغرى وأبو موسى، الموجودة في خليج هرمز، التي تدعي إيران ملكيتها لها.
في هذا الأسبوع، نشر عضو البرلمان السابق علي مطهري في صفحته في “تويتر” رسالة موجهة للرئيس بزشكيان، جاء فيها: “روسيا لم تأخذ في الحسبان مصالح إيران، خاصة الآن وهي متورطة في حرب مع أوكرانيا”.
عندما يكون الغطاء الاستراتيجي الإيراني مثقوباً، وعندما تدفعها احتياجاتها الاقتصادية الضرورية إلى الحوار مع الدول الأوروبية ودول الخليج وربما أمريكا، فإن الحرب في غزة ولبنان أصبحت عبئاً يهدد استراتيجيتها السياسية والاقتصادية التي تطمح طهران إلى دفعها قدماً. ولكن لا يوجد لإيران في هذه الأثناء أي استراتيجية للخروج من معادلة الرد التي هندستها مع حزب الله وكل امتداداتها.
تسفي برئيل
هآرتس 6/9/2024
بعد 45 عام من فشل متراكم بات واضحاً أن حل مشاكل إيران يتم بإلغاء دولة فوق الدولة تعادي شعوب إيران والعرب والمسلمين والعالم وتفكيك أجهزة أمن تضطهد شعوب إيران ووقف تدخل بأوطان العرب بدءاً بإلغاء حرس ثوري وميليشيات مسلحة ومؤسسات جمع وغسيل أموال ونشر مخدرات وخلايا إرهاب بدول عربية وإسلامية وبالعالم وتفكيك مصانع أسلحة دمار شامل وصواريخ بالستية هدفها العدوان، واستعادة الدولة المدنية ودستور مدني وقوانين طبيعية وخفض موازنة حكومة وجيش للربع لإنقاذ اقتصاد إيران وقصر إنفاق ثرواتها على تحسين معيشة مواطنيها.
تحنون إلى حكم الشاه ، تفكرون وتعتقدون نفس مايراه الصهيوني ، رغم عيوب الحكومة الإيرانية فانها احسن وانظف من أنظمة العمالة في الإقليم ،ليست الحياة اكلا وشربا ونوما هنيئا ولعبا ولهو فقط ، ان الحياة بدون كرامة وحرية و استقلال هي مذلة أبدية.
محكوم علينا بالتاريخ مع التنفيد بعد الولادة . . نحن حكم علينا التاريخ ووضعنا في حانة نعم للقائد وللسيد والشيخ والحزب والعنف وقتل كل من له راي