كيف «تتفاوض» مع أكبر «بلطجي» في العالم؟

حجم الخط
19

يتابع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملات الإرهاب والابتزاز العالمية، التي كانت ذروتها إعلان رغبته في تهجير سكان غزة، والتي أعاد رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، تسويقها وإعلان أنه كان يعلم بها قبل مؤتمره الصحافي الأخير مع ترامب، كما قام وزير خارجية أمريكا مارك روبيو، بإعادة الترويج لها.
بالتزامن مع ذلك رضخت حكومة بنما، لبعض ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها، فانسحبت من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، لكنها فوجئت بعدها بتوسّع التنمّر والبلطجة الأمريكيين بإعلان الخارجية الأمريكية أن السفن الأمريكية معفاة من دفع رسوم مرور عبر قناة بنما، مما اضطر الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو للتعبير عن رفض مطلق باعتبار هذه الادعاءات «باطلة تماما» وظهر غضب مولينو الواضح بقوله: «هذا أمر لا يطاق. اليوم تعلن بنما للعالم رفضها المطلق أننا نواصل العلاقات الثنائية مع أمريكا بناء على أكاذيب وأباطيل».
تعاملت السلطات الكندية والمكسيكية بطريقة مماثلة مع فرض ترامب رسوما جمركية إضافية عليهما، فهددتا بفرض رسوم جمركية مقابلة، وأعلنت مقاطعة اونتاريو الكندية، وهي القلب الاقتصادي لكندا، قرارا بمنع الشركات الأمريكية من الحصول على عقود مع المؤسسات الحكومية، وتبع ذلك اتصال من رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أعلن ترامب بعده أنه علّق الرسوم الجمركية الإضافية لمدة ثلاثين يوما، وأن كندا ستعزز التنسيق مع الجانب الأمريكي «على ضمان أمن الحدود الشمالية» بانتظار التوصل الى اتفاق اقتصادي نهائي مع كندا، وقامت مقاطعة أونتاريو، في المقابل، بتعليق «الإجراءات الانتقامية» ضد الشركات الأمريكية.
تراجع ترامب قبل ذلك عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات المكسيكية وقال إنه أجرى «محادثات ودية جدا مع الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم» فيما قالت شينباوم إن المكسيك ستنشر 10 آلاف جندي من الحرس الوطني على الحدود «لمنع تهريب المخدرات للولايات المتحدة» فيما التزمت السلطات الأمريكية «بالعمل على منع تهريب الأسلحة عالية الذخيرة الى المكسيك».
الرد الصيني على فرض ترامب «زيادة الرسوم الجمركية الأحادية الجانب» بنسبة 10٪ على الصادرات الصينية إلى أمريكا كان شديد الوضوح حيث أعلنت بكين أنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 15٪ على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال من أمريكا، ونسبة 10٪ على وارداتها من النفط والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة من الولايات المتحدة.
الاتحاد الأوروبي، أعلن بلسان رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون ديرلاين إنه سيرد «بحزم» في حال فرضت إدارة ترامب رسوما جمركية إضافية على دوله، وأنه مستعد، في الوقت نفسه، لحوار «قويّ وبناء» مع الولايات المتحدة، ولكنه «مستعد للتحديات المحتملة في العلاقات مع واشنطن».
استخدم ترامب أيضا أسلوبه الآنف مع الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي طالبها باستثمار مئات مليارات الدولارات في أمريكا «إذا أرادت أن تكون الزيارة الأولى له إلى الخارج إلى الرياض» وبعد تجاوب السعودية مع هذا المطلب بإعلان الرغبة في استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، خرج ترامب متباهيا على جمهوره وقال إن السعوديين يمكن أن يرفعوا المبلغ إلى تريليون دولار «فهم يملكون الكثير» وتبع ذلك استخدام التهديدات ضد غزة والضفة الغربية ضمن مناورة للحصول على تطبيع سعودي مقابل تخفيف التهديدات الجسيمة ضد الفلسطينيين.
قدم مالكولم تيرنبول، رئيس وزراء أستراليا السابق، نصيحة ثمينة لزعماء وحكومات العالم حول كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اشتبك هو أيضا مع ترامب خلال ولايته الأولى فقال إن ترامب هو «بلطجي متنمر ذو شخصية تحب السيطرة» مضيفا، أن أغلب ردود فعل الساسة الذين يتعاملون معه يعتقدون أن الطريقة الأمثل للتعامل معه هي الخضوع له وإخباره ما يريد سماعه.
تحليل تيرنبول، الذي تأكدت صحته، هو «عندما يقوم زعيم دولة خارجية بإبداء الخضوع له وإخباره ما يريد سماعه فإن رد الفعل المباشر لدى ترامب هو أنه سيعرّض ذلك الزعيم لمزيد من التنمر».
النتيجة التي خلص لها تيرنبول أنه عندما رفض الخضوع لترامب فقد كسب احترامه، وكانت نصيحته لزعماء العالم له لكسب احترام ترامب: قفوا في وجهه وارفضوا الخضوع للتنمر!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلمى:

    النرجسي المجرم نتنياهو، الذي يعبد نفسه ويؤله مصالحه الشخصية، غبي، ولا يفهم ان اقتراح المعتوه ترامب جوهره هو قتل الآلاف من جنود النتن لتصبح غزة كما يتوهم قطعة أرض خالية من السكان ليقيم كوشنر عليها المشاريع والأبراج وناطحات السحاب دون أن تدفع أمريكا فلسا، أو تخسر جنديا.

  2. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    السلام عليكم، ورحمة الله وبركاته، كيف «تتفاوض» مع أكبر «بلطجي» في العالم، أمثال ترامب لا يفقهون إلا في لغلة البلطجي وكل من يحاول التعامل أو استيعاب البلطجي حسب رغبته سيشرب من كأس الذل والهوان والذي يرغب معرفة بعض الأشياء عن شخصية البلطجي وماذا سيعاني الضعيف أمام البلطجي عليه قراءة قصة الحرافيش لنجيب محفوظ وعلى العالم أن يعلم أجبن من البلطجي النرجسي لم يخلق الله ولا أحقر منه ولا إدماء منه إذن ترامب كتاب مفتوح على العالم والبلطجي يعتقد الصوت العالي والتصريحات الرنانة في الأماكن المفتوحة والتصفيق له ممن على شاكلته كسب المعركة والبلطجي يعشق الإهانة من نساء طبقة معينة ومهنة معينة هذا الكلام من رجل 82 عاما وتعاملت مع النرجسي فقط والبلطجي النرجسي في مصر وفي اليونان وفي الجيش أثناء خدمتي العسكرية وعندما تنفرد ب بلطجي يبكي مثل النساء مع احترامي الشديد جدا للنساء إذن هل من المعقول الخضوع لابتزاز هذا الصنف من البشر إذا كان يجب علينا أن نسميه بشرا، مثل النتن ياهو له الفضل في دق أول مسمار في نعش إسرائيل ترامب إذا لم يتم عزله سيدق أول ( 1 )

  3. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    مسمار في نعش أمريكا رغم الأخ بايدن دق مسامير في نعيش فضيحة أمريكا على الملأ وأمام العالم وفي رأي إذا كان قراري في يدي مليون ترامب لا قيمة لهم( 2 )

  4. يقول S.S.Abdullah:

    من وجهة نظري، يجب شكر إدارة وحوكمة جريدة القدس العربي، البريطانية بالذات، على شجاعة نشر رأي تحت صياغة عنوان(كيف «تتفاوض» مع أكبر «بلطجي» في العالم؟) https://www.alquds.co.uk/?p=3453176

    لكن زاوية رؤيتي تختلف، لأن في زمكان ما، أي السياق يُحدّد الأولوية لمن، في سياق سوق المنافسة في أجواء بورصة أسهم سوق العولمة الإنترنت الشّابِكة أو التعامل (عن بُعد OnLine) أي ليس وجها لوجه، فيكون هناك مجال إلى الشفاعة والمحسوبية أو الواسطة أي رشوة (المال السياسي) إلى مفهوم الصراع (الفلسفة) أم مفهوم التكامل (الحكمة) أم مفهوم التفاوض (العقد/الصفقة/المقاولة)؟!

    أي أن الذكاء، في تعريف السياق، وعلى ضوء ذلك تكون الأولوية لمن،

    لأن السؤال بالنسبة لي، ما معنى (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً)، وفي أي سياق؟!

    ومن هو المقاول (الأنجح)، هل هو المقاول الذي يستطيع تنفيذ أي مقاولة، بأقل تكاليف، أم هو المقاول الذي يستطيع تنفيذ أي مقاولة بأكبر ربح؟!

    وكيف يستطيع أي مقاول فعل ذلك، بدون رشوة أو واسطة أو محسوبية أو شفاعة؟!

    ولذلك يا شاهد يا مستشار أكثر من دولة، ممكن استوعب لماذا بوتلاند، مع صومالي لاند، لكن لماذا جمعهم مع المملكة المغربية؟!🧐🤬🥸

    بخصوص تحديد نقل (أهل فلسطين)، إلى أين، في نظرية (دونالد ترامب V2.0)،

  5. يقول S.S.Abdullah:

    خلاصة خبرة/حكمة (أحمد رمزي)، يُبيّن عند إنتاج أي (مُنتَج)، مفهوم (النجاح المالي) شيء، ومفهوم (النجاح التسويقي) شيء آخر، ولا علاقة بينهما على الإطلاق، لا في الزمن، ولا في السياق، سبحان الله

    https://youtu.be/iWPfj4TCUsU?si=WpJREk3P9qe6oRfW

    بأمثلة عملية، بشكل رائع وسلس 👆

    السؤال أيّهم (أصح)، بين زاوية رؤية عقلية (المقاول) وبين زاوية رؤية (الموظف)، وهل يمكن عمل أي شيء، بدون (التمويل)، أي على حساب من، من الأساس؟!

    تعليقاً على ما ورد تحت عنوان (نائب سابق لقائد الجيش الإسرائيلي: فكرة ترامب هذيان.. الغزيون باقون في القطاع.. والحل سياسي) https://www.alquds.co.uk/?p=3452567

    فما حصل على أرض الواقع، من أجل قبول تغيير كيفية تخطيط، عمل أول رحلة إلى الرئيس (دونالد ترامب V1.0) في مايو 2017،

    دول مجلس التعاون، دخلت إلى (عائلة دونالد ترامب) من خلال التبرع إلى مؤسسة ابنته إيڤانكا، مائة مليون دولار، خمسين مليون دولار (السعودية) وخمسين مليون دولار (الإمارات)، ثم تأسيس شركة مع زوجها، برأسمال عدة مليارات،

  6. يقول S.S.Abdullah:

    الظاهر في عام 2025، (دونالد ترامب V2.0) أراد تشغيل هذه الشركة،

    في الحصول على مقاولة إعادة تأهيل إمّا (غزة) أو (سوريا) أو (اليمن) أو (السودان) أو (ليبيا)، وحسب التسريبات بأكثر من لغة لنص (ترجمة مكالمة) مع الملك عبدالله الثاني، أن (التمويل) يبدأ من (العراق)،

    والحمدلله، لم يقمع (أحمد الشرع) قيادات دولة (بشار الأسد) في (سوريا)، بعد 8/12/2024،

    كما فعل (بريمر) في قيادات دولة (صدام حسين) في (العراق)، بعد 9/4/2003،

    https://youtu.be/GHtjuH_DQcE?si=M4KnZ73SizmnEQK-

    حتى تستطيع فضائية المشهد من عمل (الحوار)👆 أو فضائية العربية من عمل (الحوار)، مع وزير داخلية (محمد الشعار) سابق، قبل تسليم نفسه، إلى سلطة (الدولة) الجديدة، أليس كذلك، أم لا؟!🙈🙉🙊

    ثم يا شاهد الأسترالي، يا مستشار أكثر من دولة، وإن شاء الله، على يديك أو بمساعدتك، سيتم بناء/تأسيس مدينة سوق صالح (الحلال) في أكثر من (دولة)،

  7. يقول نصيحته لزعماء العالم:

    قفوا في وجهه وارفضوا الخضوع للتنمر!
    هل هذه بلاد النور الديمقراطية حقوق البشر.
    أين ولت القيم الغربيه التي طالما يتم التبجح بها؟

  8. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    رسالة الامير تركي الفيصل هي جواب قاسم وفاصل على
    ترامب.. وهي ليست رسالة شخصية.. بل رسمية
    بطريقة غير مباشر باسم السعودية والعالم العربي والاسلامي..
    .
    ففي النهاية ماذا سيقع في ملك الله…

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية