كيف حرك ترامب “الإبرة في غزة” ولماذا انتظر نتنياهو 8 أشهر لقبول الصفقة مع حماس؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

 لندن – “القدس العربي”:

 هل حرك الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الإبرة في غزة؟ يجيب إيشان ثارور في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، قائلا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جعل من تحقيق صفقة لتبادل الأسرى في غزة أمرا يبدو مستحيلا، لكن قرب عودة ترامب جعل من هذا محتوما.

 وقال ثارور إنه لو تحققت صفقة وقف إطلاق النار في الساعات المقبلة، فالشروط التي ستنص عليها لن تكون مختلفة عما كانت عليه قبل عدة أشهر. وفي المرحلة الأولى، سيتم تبادل عدد من الأسرى في غزة مقابل أعداد من الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية. وسيتوقف القتال لعدد من الأسابيع، على أمل حدوث المرحلة الثانية من التبادل ويبدأ السلام الدائم بالتجذر.

لو تحققت صفقة وقف إطلاق النار في الساعات المقبلة، فالشروط التي ستنص عليها لن تكون مختلفة عما كانت عليه قبل عدة أشهر

وأشارت الصحيفة إلى أن حماس وإسرائيل اقتربتا خلال الـ 15 شهرا الماضية، وتحديدا في الثمانية الأشهر الأخيرة من الاتفاق على نسخة من هذا الاتفاق. وفي الساعة 11 من المفاوضات كانت الصفقة تنهار، وبدأ كل طرف بلوم الطرف الآخر. وظل وزير الخارجية أنتوني بلينكن وبثبات يحمل حماس المسؤولية وأنها رفضت الاتفاق، مع أن المحاورين العرب والمسؤولين الأمريكيين أشاروا في أحاديثهم الخاصة بأصابع الاتهام إلى نتنياهو الذي أفسد المفاوضات والصفقات بمطالب جديدة لم تكن حماس مستعدة لقبولها.

وهناك اعتقاد واسع أن نتنياهو كان يريد استمرار الحرب، في محاولة لإرضاء المتطرفين في حكومته والذين هددوه بالانسحاب من الائتلاف لو قبل أي صفقة.

ولا تزال هناك نقاط عالقة، ولهذا فقد عبر المسؤولون والمفاوضون عن تفاؤل حذر. وأشار الكاتب إلى تصريحات ماجد الأنصاري، المستشار لرئيس الوزراء القطري والمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية “نعتقد أننا وصلنا المراحل الأخيرة” و”تغلبنا على العقبات الرئيسية في الخلافات بين الطرفين”.

ويقول ثارور إن إدارة بايدن تحاول جاهدة فيما تبقى لها من أسبوع في السلطة لتحقيق صفقة. وتنسق جهودها مع فريق كلفه الرئيس المنتخب ترامب، حيث سافر مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف إلى إسرائيل وقطر. وقد حددت الصحيفة في تقاريرها ما نعرفه عن المقترح:

المرحلة الأولى تتضمن إطلاق سراح 33 أسيرا على قيد الحياة خلال هدنة مدتها 42 يوما، في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفقا لمسؤولين أمريكيين.

 ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الأولى سيكونون أطفالا ونساء وأشخاصا مصابين ومن هم في الخمسين من العمر وما فوق.

وفي المرحلة الثانية، قال المسؤول الإسرائيلي إنه سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين والجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. وبحسب تتبع “واشنطن بوست”، تقدر إسرائيل أن هناك 60 أسيرا لا يزالون على قيد الحياة في غزة.

وستوافق إسرائيل على السماح لمئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الذين فروا من القصف الإسرائيلي في جنوب غزة بالعودة إلى منازلهم في الشمال طالما وضعت تدابير أمنية غير محددة.

بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن تكتيكات الضغط القوية التي انتهجها ويتكوف أجبرت نتنياهو على التراجع عن بعض مواقفه السابقة

ويعلق ثارور أنه في حالة تم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، فسيكون السبب مرتبطا بعودة ترامب القريبة إلى البيت الأبيض. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن تكتيكات الضغط القوية التي انتهجها ويتكوف أجبرت نتنياهو على التراجع عن بعض مواقفه السابقة. ومع انطلاق الحملة الانتخابية الأمريكية العام الماضي، افترض المحللون أن نتنياهو، الحليف القوي لترامب، يفضل عقد صفقة مع جمهوري في البيت الأبيض. وقد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي المحاورين الأمريكيين في إدارة بايدن أن يديه مقيدة بالسياسة المحلية، مع معارضة حلفائه من اليمين المتطرف في ائتلافه لصفقة تبادل الأسرى ودعمهم لحملة أكثر وحشية في غزة ضد حماس.

وفي يوم الثلاثاء، زعم إيتمار بن غفير، وزير الأمن الوطني الإسرائيلي والمتشدد اليميني المتطرف، أنه أحبط محاولات سابقة لوقف إطلاق النار عندما هدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو. ويبدو الأخير مستعدا لتحدي حلفائه في الحكومة مثل بن غفير، مع أن القليل قد تغير باستثناء التقويم السياسي الأمريكي.

وكتب ألون بنكاس المعلق الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” “بحلول أيار/مايو 2024 تخلى [نتنياهو] ورفض الخطة التي قدمها بنفسه إلى بايدن. وخلال تلك الأشهر، كانت صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار التي قد تثمر في الأيام المقبلة على الطاولة بالفعل” وأضاف: “لمدة ثمانية أشهر كاملة، تم تقديم مثل هذه الصفقة مرارا وتكرارا من قبل قطر والولايات المتحدة. لكن نتنياهو لم يكن يفكر إلا في السياسة وبقائه، ثم الانتخابات الأمريكية وتنصيب ترامب”.

وطوال عام 2024 احتج نقاد نتنياهو في إسرائيل، بمن فيهم كتلة من عائلات وأصدقاء الأسرى في غزة على رفض حكومته الظاهر لإبرام صفقة.

وحثت إدارة بايدن على وقف إطلاق النار، لكنها مارست القليل من النفوذ على إسرائيل لإجبار نتنياهو على التنازل. وفي الوقت نفسه، استمر سقوط الأسرى إلى جانب آلاف الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية وفي خضم كارثة إنسانية متصاعدة.

وكتب المحلل الإسرائيلي بن كاسيبت في صحيفة “معاريف”: “أقنع ترامب نتنياهو بضرورة قبول المقترح، والذي قدم أول مرة في أيار/مايو وظل ذا أهمية في آب/أغسطس”. وقال: “ليست هناك حاجة للصراخ والعويل الآن وفيما إن كانت حماس هي التي منعت الصفقة، وهذا لأننا أولا لا نملك تأثيرا على حماس، ولكننا نملك النفوذ على قادتنا. وثانيا، كانت حماس لتوافق على الصفقة في آب/أغسطس لو حصلت على ما تريد، هذا هو كل الأمر ببساطة”.

 وحتى لو تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، فهناك شكوك في أنه لن يتقدم أبعد من المرحلة الأولى.

 وبحسب مايكل حنا، من مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل “هناك الكثير من الشكوك في كل مكان وإن كانت هذه الصفقة ستمضي أبعد من المرحلة الأولى”. وقد لا تكون الحكومة الإسرائيلية اليمينية راغبة في تقديم المزيد من التنازلات لحماس، وقد لا ترغب الجماعة الفلسطينية المسلحة في التخلي عن النفوذ الذي اكتسبته من خلال أسر الإسرائيليين. ومن ناحية أخرى، قد لا تبذل إدارة ترامب الكثير من الجهد لإجبار إسرائيل على التوصل إلى اتفاق سياسي، يسمح بإعادة الإعمار في غزة والدفع نحو حقوق فلسطينية أكبر أو حتى إقامة دولة. وأضاف حنا: “لا توجد مؤشرات أن لديهم خططا طموحة من أجل الدبلوماسية والحكم في غزة”.

وختم الكاتب بالقول إن المخاوف تتزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. ويتساءل إيلي بيباس، الذي لا يزال أقاربه، بما في ذلك طفلان صغيران، في الأسر: “كيف يمكن لحفيدي، الذي اختطف وعمره 8.5 أشهر، أن يحتفل بعيد ميلاده الثاني في الجحيم؟ كيف يمكن ألا يحتفل بعيد ميلاده مع والده ومع عائلته وفي منزله وفي بلده؟”.

وفي الوقت نفسه، اشتدت عمليات القصف الإسرائيلي على غزة، مما أسفر عن مقتل العشرات يوم الثلاثاء. وقالت عبير ماهر، وهي معلمة لغة إنكليزية تبلغ من العمر 36 عاماً في دير البلح، لصحيفة “واشنطن بوست”: “أرجو أن يحمينا الله في الساعات القادمة وأن يحمي الناس لأنهم يصابون بالجنون في الساعات الأخيرة. لم ننم طوال الليل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    إنها العناية الإلهية التي ستنتصر لأحرار غزة العزة و الصمود والبطولة والانتصارات القادمات بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد قاهر البعبع الصهيو صليبي الأمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي يعيث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🔥

اشترك في قائمتنا البريدية