كيف نقيم ديمقراطية بمجتمع امي؟!
كيف نقيم ديمقراطية بمجتمع امي؟! يكثر الحديث حاليا عن الاصلاحات السياسية في العالم العربي، اصلاحات تهدف الي ترسيخ الديمقراطية وعصرنة قطاع الانتاج من اجل نهضة اقتصادية تتماشي وتطورات العصر وسوق المنافسة. الا ان الاشكالية التي يمكن ان تطرح نفسها بقوة هي: كيف يمكن بناء ديمقراطية حقة في اوطان اغلب سكانها اميون، او بمعني اصح معظم مؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية غير مؤهلة بعد لهذا الاستحقاق. ان قاعدة العمل السوسيو اقتصادي ـ اجتماعي الصحيح تهدف بالاساس الي الاهتمام بالقطاعات الحيوية داخل المجتمع كالصحة والتعليم والسكن.. ليس عيبا ان يكون مجتمع ما متخلفا، ولكن العيب ان يذهب هذا المجتمع الي بناء قواعده الديمقراطية من الاعلي، اي استيراد النموذج الغربي المفترض بانه ديمقراطي، وبذلك تكون مبنية علي اسس هشة. اريد ان اقول ان الديمقراطية كمفهوم ومبدأ وايضا كنموذج سياسي لا تستورد ولا تعطي ولكن تبني، اذا فالمجتمعات العربية مطالبة ببناء ديمقراطياتها من الداخل بشكل تطوري مراعية خصوصيات الافراد والجماعات.فمما لا شك فيه ان النماذج الديمقراطية بكل اطيافها تختلف باختلاف الازمنة والاماكن والظروف الاجتماعية والفكرية والدينية لمجتمع او امة ما، لذلك لن تكون الديمقراطية الغربية المثل الاعلي الذي يحتذي به، وحتي لا ننسي فان العالم العربي من حيث الانتاج الفكري والادبي لا ينتج ربع ما تنتجه دولة غربية او تركيا مثلا. ان الفكر العربي المعاصر مطالب بمصالحة مع الذات مع اعادة النظر في مفهوم الثقافة ومفهوم الحكم والسلطة ومفهوم المواطنة دون ان ننسي مفهوم الدين والاعتقاد.ان التطور لا يعني فقط تحسين اوضاع المواطنين اقتصاديا وماديا، بقدر ما هو اعادة ربط الثقة بين الفرد والسلطة اي بين الحاكم والمحكوم. وهنا سيبرز مفتاح اللغز اي مفهوم تداول السلطة والمشاركة السياسية لكل مكونات الشعب في صنع القرار وتحديد المصير. عبدالله العبادي ـ فرنسا[email protected] 6