لاجئو السودان في مصر يشعرون باليأس بعد سقوط 27 قتيلا بفض الشرطة لاعتصامهم
لاجئو السودان في مصر يشعرون باليأس بعد سقوط 27 قتيلا بفض الشرطة لاعتصامهمالقاهرة ـ من محمد عباس: انتحبت حليمة بركة بصمت امس وهي تتذكر كيف فقدت ابنها (11 عاما) بسبب حالة الفزع التي سادت عندما فض رجال الشرطة المصرية اعتصاما للاجئين السودانيين يوم الجمعة مما أسفر بحسب الحصيلة الرسمية عن سقوط 62 قتيلا علي الاقل.أما عبد العزيز محمد وهو سوداني فقد ابنته فقال بصوت خفيض انه لا يعرف كيف يتصرف بجثة ابنته التي لم تتم شهرها العاشر وترقد في مشرحة أحد المستشفيات. وكان مسؤول في المشرحة قال أمس الاحد ان عدد القتلي السودانيين في الاشتباك مع الشرطة وصل الي 27 بينهم 11 طفلا. وبالقرب من محمد أخذ الناس يفتشون بشكل محموم بين أكوام من الصور والكتب وغيرها من المتعلقات التي تركت علي أرضية كنيسة بعد نقل اللاجئين من موقع الاعتصام. وقالت بركة كنت مرهقة. سادت الفوضي ولم استطع العثور عليه. لا أعرف ان كان ميتا أم حيا .وكانت بركة تقف في غرفة متواضعة في كنيسة نوتردام التي تأوي زهاء ألفين من نحو 0052 محتج سوداني أخرجتهم الشرطة قسرا من مخيم اعتصام بالقرب من مكاتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في حي راق بالقاهرة.وقال الاب كلاوديو لوراتي نائب المطران لشؤون الافارقة بالكنيسة لرويترز ان اللاجئين جاءوا الي الكنيسة للحصول علي أغطية وأدوية. وأضاف كثير منهم حضروا للقاء بعضهم بعضا… هناك من يبحثون عن أقارب لهم وأصدقاء. هناك من يبحثون عن مستندات (تخصهم) .وتابع أن اللاجئين يأتون الي الكنيسة في الصباح وينصرفون بعد ساعات وأنه لا يتوقع أن يتجمعوا في فناء الكنيسة بالطريقة التي تجمعوا بها في الحديقة القريبة من مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأشار الي أن الكنيسة توزع مساعدات علي اللاجئين تأتي من المفوضية.وأقام المعتصمون في المخيم قرابة ثلاثة أشهر وطالبوا المفوضية بنقلهم الي بلد اخر قائلين انهم يتعرضون لتفرقة عنصرية ولا تتوفر لهم وظائف وتعليم ورعاية صحية في مصر منذ هروبهم من السودان بسبب أعمال العنف. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وضربت الناس بالهراوات لاخراجهم من المخيم بعد أن فشل مسؤولون في اقناعهم بركوب حافلات بشكل طوعي.وفشلت المحادثات مع المفوضية لانهاء الاعتصام قبل ذلك بأسبوعين. وقالت فوزية ادم من غرب السودان نريد أن ننتقل الي بلد يعاملنا كبشر.. حيث يمكننا العيش في حرية.. اسأل أي شخص.. لا نستطيع ارسال اطفالنا الي المدارس. والوظيفة الوحيدة التي يسمح لنا بشغلها هي الاشتغال بالنظافة .وأضافت الحكومة المصرية لن تساعدنا. والامم المتحدة لم تفعل شيئا. اذا لم يكن هناك حل فسنضطر جميعا الي قتل انفسنا. هذا هو الحل النهائي حتي يعرف العالم أنه من المستحيل العيش بهذا الشكل .ووصف مكتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين الوفيات بأنها مأساة لكنه قال ان المفوضية لا تستطيع نقل جميع اللاجئين الي بلد اخر لان الكثير منهم يبحثون فقط عن حياة أفضل وليسوا لاجئين هاربين من الصراع.وتعاني مصر من نسبة بطالة مرتفعة وتقول المفوضية ان المصريين انفسهم يعانون من مشاكل مشابهة في الحصول علي الخدمات التي تقدمها الحكومة. ويقول اللاجئون ان التمييز زاد من سؤ وضعهم. وذكر تقرير نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية أن نوابا في البرلمان المصري طالبوا اليوم باجراء تحقيق في عملية اجلاء اللاجئين وموافاة المجلس بنتائج التحقيق.وقال التقرير ان النواب طالبوا بمعرفة حقيقة الموقف والاسباب التي دعت الي اتخاذ قرار اخلاء الميدان…وحدوث خسائر كبيرة في الارواح ما بين النساء والاطفال . واضاف التقرير ان النواب رفضوا اجراء تحقيق دولي. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قوله مصر تعاملت مع الموقف الناجم عن اعتصام اللاجئين السودانيين…بحكمة وطول صبر .وسقط السودان في أتون حرب أهلية بين الشمال والجنوب استمرت لاكثر من عقدين وتسببت في نزوح أربعة ملايين شخص. وأسفر صراع منفصل في منطقة دارفور غرب السودان عن نزوح مليونين اخرين.