على خطى جوليان أسانج، وفي تحول درامي مشوق هرب تومي روبنسون، زعيم اليمين البريطاني المتطرف من بريطانيا أول أمس، بعد ساعات من إطلاق سراحه بكفالة مؤقتة لحين ظهوره مجددا أمام المحكمة العليا لاحقا.
فيوم السبت الماضي حشد تومي روبنسون، والذي يطالب ببريطانيا للانكليز، ما بين خمسين الى مئة ألف، حسب التقديرات في ساحة الطرف الأغر في قلب لندن للمطالة باستعادة بريطانيا «المسلوبة من الغزاة الجدد» حسب وصفهم!
ورغم نجاحه في حشد عدد كبير، ما كان يمكن تصوره سابقا، إلا أن هذه التظاهرة تخللتها مشكلات أدت لاعتقال تومي نفسه لاحقا. وهذا الاعتقال يبدو مختلفا تماما وليس بسبب التظاهرة، وفي حين حاولت الشرطة البحث عنه في التظاهرة إلا أنه اختفى، وسألت الشرطة أنصاره أين هو لكنها فشلت في أخذ إجابة، وبعد انفضاض المظاهرة تم اعتقاله بواسطة قوة خاصة، وفقا لقانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا. وتم التحقيق معه لست ساعات متواصلة، وكانت هناك أسئله لم يسمح له برفضها، لأن هذا القانون له أعراف معينة وطريقة الاستجواب فيه مختلفة.
والسبب لهذا الاعتقال ما كانت التظاهرة نفسها، رغم أنها كانت فيها خروقات، لكن بسبب أن تومي نشر فيديو يعود الى ادعاء سابق له على لاجئ سوري في عام 2021 اسمه جمال حجازي، حينها اتهم توني جمال، بأنه يتحرش بالقاصرات في مدرسة «هيدسفيلد»، لكن جمال رفع عليه قضية في وقتها وكسب 100 ألف جنيه تعويض من تومي روبينسون مع مطالبة المحكمة له أنذاك بعدم نشر أي معلومات مغلوطة مثل هذه، إلا أنه ولسوء حظه في تظاهرة السبت قام تومي بنشر فيديو يعيد فيه الادعاءات نفسها، ويتهم فيه جمال وغيره من اللاجئين الأجانب بالتحرش بالقاصرات، خصوصا في شمال إنكلترا، لذلك اعتبر هذا القانون الفيديو تشهيرا وتهديدا للوحدة الوطنية، وتدخلت قوات خاصة لاعتقاله والتحقيق معه، وقد يواجه السجن لمدة عامين، في حال إدانته، وتم اطلاق سراحه مشروطا للظهور لاحقا أمام المحكمة، لكنه أدرك ربما خطأه الكبير وهرب من البلاد عبر قطار «يورو ستار» لأوروبا، وليس واضحا الى أي دولة.
والسؤال الكبير الآن ماذا سيكون مصيره، بعد خرق قرار الافراج المشروط، وهل ستسلمه أوروبا الى بريطانيا، كما فعلت كندا منذ فترة حينما طرته من أرضها؟
وهنا جمال حجازي، اللاجئ السوري في بريطانيا يبدو أنه على وشك أن يتسبب في ضربة قاصمة لزعيم أقصى اليمين في البلاد، فرب رمية من غير رام.
لطيفة وقضية المهاجرين: جدال في غير محله
أثارت الفنانة التونسية لطيفة جدلا واسعا بعد تعبيرها عن رأيها السياسي في قضية اللجوء على هامش مهرجان طبرقة الدولي، شمال غرب تونس.
الفنانة التي عاشت غالبية حياتها في المغترب وجهت خلال الحفل رسالة تقول فيها «لا لمشروع توطين المهاجرين غير النظاميين من أفارقة جنوب الصحراء في تونس»، وأهدتهم أغنية «خذ الباب وغرب».
وأثارت عباراتها جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يهدأ في تونس بين مساند لها، ورافض لتصريحاتها، معتبرينها تصريحات عنصرية محضة.
وفيما عبرت البرلمانية التونسية عن محافظة صفاقس، فاطمة المسدي عن مساندتها المطلقة للفنانة لطيفة. يرى كثيرون داخل تونس وخارجها أن الفنانة عاشت في المغترب، وخاصة في مصر ونالت شهرتها هناك، ولم نسمع أحدا طالبها بالرحيل، على العكس كان مرحبا بها هي وغيرها في الدول الشقيقة والصديقة، فما لها وللسياسة، حينما تمالئ وتقحم الفن بالمصالح السياسية!
بينما وقف الإعلامي التونسي سمير الوافي موقف الوسط قائلا «لم أر في ما قالته لطيفة العرفاوي تناقضا مع ما تقولونه في فيسبوك وفي كل مكان.. حتى جاءت (العنصرية) لطيفة فأزعجتكم وأحرجت إنسانيتكم وقلوبكم الحنونة، وقالت عكس ما تقولون وتفعلون.. هاتوا لي كلمة واحدة قالتها لم تقولوها قبلها، بل قلتم أكثر منها بسبب ما يحدث في العامرة ومناطق أخرى».
طبعا سلامة تونس وأهلها حق مقدس ومطلب كل عربي، لكن إذا كانت تونس، كما تعلم الفنانة، فقط هي ممر للمهاجرين وأغلبهم من المضطهدين من الدول العربية والمغاربية بالتحديد وافريقيا، فهل هذه هي الرسالة التي تريد توصيلها الى العالم وافريقيا خصوصا، ودول الغرب التي تحتضن هؤلاء وتقدم لهم الرعايا والحياة الكريمة، عكس ما تقوم به كل الدول العربية، ومن ضمنها بلد الفنانة؟!
الجميع يعلم أن تونس تواجه ضغوطا من الدول الأوروبية بقيادة إيطاليا لمنع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى أراضيها. لكن هذه مهمة الدولة والقيادة السياسية هي من تتعامل مع ذلك، وتقيّم مواقفها واحتياجاتها، ومن المعيب والمخجل جدا أن تستعدي المغنية المهاجرين أيا كانت صفتهم، واطمأني لا تونس ولا ليبيا ولا الجزائر ولا المغرب ستكون أرضا ومقرّا لهؤلاء المهاجرين غير النظاميين، وحسبهم أن يخرجوا بذكريات العبور الطيبة، ونحن العرب والمسلمون أكثر من يختبر هذه الكوارث وذكرياتها المرة، ونعرف هذا الشعور، فما على المطربة إلا أن تدع الخبز لخبازه، وكفى الفنانين نفاقا.
إيلون ماسك الآب وتحول ابنه
لم يشفع النجاح والشهرة العالمية، والغنى الفاحش، الذي يتمتع به إيلون ماسك في بيته، فدخل في موجة فضائح مع ابنته على الـ»سوشيال ميديا» منذ بداية هذا الأسبوع.
فقد نشرت فيفيان ويلسون (20 عاما) على موقع «ثريدز»، المملوك لشركة «ميتا» التابعة لمارك زوكربرغ المنافس لوالدها، ردًا على تعليقات والدها. بعد أن اتهمها بأن «المتحولة جنسيًا» خدعته باستخدام «فيروس اليقظة العقلية» للسماح لها بالتحوّل وأخذ مثبطات البلوغ.
وادعى إيلون ماسك أن «فيروس اليقظة العقلية» قتل ابنه، الذي أصبح ابنته.
وادعت ويلسون أن والدها اختلق هذه الادعاءات، لأنه لم يكن موجودًا في طفولتها. وتدعي أن ماسك كان يضايقها باستمرار بسبب «أنوثتها ومثليتها».
ولطالما كانت العلاقة بين الأب وابنته متوترة، حيث وصف ماسك ابنته بالمدعية.
وقال رئيس تسلا، في أقوى تعليقاته حتى الآن ضد قرار ابنه، ما حدث له ولعائلته بأنه «شر»، موضحا: «لقد تم خداعي بشكل أساسي للتوقيع على وثائق لأحد أبنائي الأكبر سنًا كزافيير».
ووصف، في مقابلة أجراها جوردان بيترسون لصالح صحيفة «ديلي واير»: ما حدث له ولعائلته بأنه «شرير».
ويُقال إن فيفيان أعلنت عن هويتها الجنسية عبر رسالة نصية إلى عمتها عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، لكنها توسلت إليها أن تبقي هويتها سراً عن والدها.
وعلى مدار سنوات، جمعت علاقة متوترة بين الملياردير العالمي وابنه الأكبر سنا كزافييه نتيجة خلافات سياسية.
لكن في أحدث مقابلة إعلامية، تحدث الأب عن رؤيته لما حدث لابنه (20 عامًا) الذي تحول لفتاة، وباتت تحمل اسم فيفيان جينا ويلسون.
وأضاف: «كان هذا حقًا قبل أن أفهم ما كان يجري، وكنا في خضم جائحة كورونا، لذا كان هناك الكثير من الارتباك. وأخبروني بأن كزافيير قد ينتحر».
وعلى مدار سنوات، جمعت علاقة متوترة بين الملياردير العالمي وابنه الأكبر سنا كزافييه نتيجة خلافات سياسية، إذ سبق أن وصفه بأنه «شيوعي» يعتقد أن «أي شخص غني هو شرير».
٭ كاتب من أسرة «القدس العربي»
تنوع لطيف ومتنوع للأخبار !!
ولاحول ولا قوة الا بالله
لماذا الإثارة في العنوان؟
شكراً أخي أنور القاسم. ماقالته لطيفة العرفاوي مخزي وفضيحة حقاً! عنصرية فاضحة ونحن أبناء الدول العربية من أكثر الذين يعانون من العنصرية ومرارة اللجوء. ولكن لفتني قول الكاتب و”وكفى الفنانيين نفاقاً” في الحقيقة أن يتم شمل الفنانيين جميعاً هكذا ليس صحيحاً، لأن بعضهم وليس كلهم تنطبق عليه هذه العبارة، بالإضافة أن الموضوع لايخص فقط الفنانيين بل كثيرين أخرين من كتاب و”مثقفين” وصحفيين وأدباء ومن يقال عنهم أحياناً “النخبة” وسياسيين بالطبع! واقعنا مأساوي وعلمنا أن الفنان والمفكر والأديب والكاتب أو باختصار من يطلق عليهم غالباً النخبة، أنهم أي “نخبتنا” نحن ليسوا ناضجين فكرياً ولاوعي عميق لديهم بقضايا مجتمعم والقصايا الإنسانية عموماً. وغالباً يميلون إلى طرف الحاكم أمثر مما يهتمون بالشعوب والمجتمع والمواطن والإنسان وقضايا مجتمعهم وهنا يظهر الفارق بين المثقف (الحقيقي) والفنان (الحقيقي) والإنسان صاحب المعدن الطيب عن غيره.