ما تريده حكومة نتنياهو الفاشية يتعدى مجرد السماح لها من قبل الرئيس الأمريكي باستئناف الحرب على غزة، بل إنّ هدف الصهيونية الدينية المتطرفة ورديفتها الصهيونية القومية هو في جوهره تطهير غزة من سكانها، عبر ترحيل أهلها نحو مصر والأردن وغيرهما من دول الإقليم. والأمر ذاته هو ما يراد للضفة الغربية من قبل هؤلاء المتطرفين، عبر مرحلة تهويد واستيطان واسعة، تليها عملية تطهير عرقي وتصفية نهائية للوجود الفلسطيني.
وتماهيا مع تطلّعات حكومة نتنياهو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ أيام، عن رغبته في نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، ورغم إعلان البلدين رفضهما لمخطط التهجير القسري، لا يزال الخطاب قائما والمخطط مدفوعا، على نحو من الإصرار والرغبة في استرضاء التكتل الصهيوني في أمريكا وفي إسرائيل. وقد يكون لقاؤه مع نتنياهو لهذا الهدف وغيره من أشكال التطرف، وخلق مزيد من الحروب والفوضى، خاصة أن ما يؤرق نتنياهو هو إيران تحديدا، ولن يهدأ حتى يورّط أمريكا في حرب مباشرة مع طهران لمصلحة تل أبيب، ومشروع التوسع والسيطرة. الرئيس الأمريكي لن يتوانى عن دعم طموح المتطرفين الصهاينة، وهو الذي أعلن منذ توليه منصب الرئاسة عن طروحات غريبة وعدائية، كان أوّلها أنّه يرغب في أن تكون كندا الولاية 51 لأمريكا، معتبرا أن واشنطن تدفع مليارات الدولارات لدعم كندا. الأخير بدأ مباشرة في إشعال حرب تجارية عبر فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على الواردات المكسيكية والكندية، ورسوم جمركية أخرى على السلع المقبلة من الصين. وأعلن تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا. وتغيير اسم قمة دينالي في ولاية ألاسكا إلى جبل ماكينلي، دفعا نحو السيطرة الأمريكية على التجارة في سواحل هذا الخليج، بالإضافة إلى رغبته في ضم جزيرة غرينلاند التي تتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة مملكة الدنمارك واصفا الخطوة بأنها تتعلق بالأمن القومي الأمريكي. ونظرا لأرباحها التجارية وموقعها الاستراتيجي، يرغب دونالد ترامب في السيطرة على قناة بنما معتبرا أن الصين هي التي تديرها حاليا وتستفيد منها.
في سياق مثل هذا الفكر السياسي المعطوب الذي لا ضمانة فيه، يتصور نتنياهو وحلفاؤه أن إدارة ترامب سوف تجلب الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل. وقد أعطى هذا الافتراض وقودا إضافيا للتطلعات التوسعية، أو حتى المسيحانية لليمين الإسرائيلي الصاعد، الذي يأمل أنه بمجرد أن يمحو جيش الاحتلال الإسرائيلي خصومه، قد يدرك كل المعارضين عبثية محاولة هزيمة إسرائيل، ويسعون بدلا من ذلك إلى تحقيق السلام معها. وسوف تعزز إسرائيل قبضتها على الضفة الغربية، بعد حسم أمر غزة، ما يدفع إليه شركاء نتنياهو في الحكم من المتطرفين أمثال، سموتريتش وغيره. الرئيس الأمريكي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته إلى حد كبير، وقد تجد إسرائيل نفسها بعد أن راهنت على دعمه، معزولة على الساحة العالمية، كل الأمور تبقى واردة وليس هناك صك على بياض عندما يتعلق الأمر بجشع المال والمصالح الجيوسياسية.
يبدو أن إدارة ترامب تشرّع عمليا لقانون الغاب ومنطق القوة في التعامل الدولي، بما يعني مزيدا من الفوضى وعدم ضبط العلاقات الدولية بأي شكل من الأشكال
وفي سعيه إلى تحقيق النصر الدائم، قد يكتشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه جعل وضع كيان الاحتلال أكثر هشاشة. بنيامين نتنياهو سعيد جدا بفوز ترامب وعودته لرئاسة أمريكا، حسب «فورين أفيرز»، بالنسبة له ولحكومته المتطرفة تعتبر تلك فرصة نادرة لإعادة تنظيم الشرق الأوسط بشكل شامل. وفي مقاومة الدعوات إلى استمرار الهدنة، يتعهد نتنياهو بحافز قوي من جناحه اليميني المتطرف، بمضاعفة جهوده في سعيه إلى تحقيق ما يسميه النصر الكامل، مهما طال أمد ذلك. هو يتباهى بأنه أعاد تشكيل الشرق الأوسط وغيّر المشهد فيه. وبالإضافة إلى مواصلة حرب غزة وإرساء الأساس لوجود أمني إسرائيلي طويل الأمد في الجزء الشمالي من قطاع غزة، يتضمن هذا السرد المتطرف في الخطاب والفعل فرض نظام جديد على لبنان، حيث يمنع الجيش الإسرائيلي حتى الآن، وبالقوة سكان بعض البلدات الجنوبية من العودة إليها، إضافة إلى تحييد وكلاء إيران في العراق وسوريا واليمن، وفي نهاية المطاف القضاء على التهديد النووي للجمهورية الإسلامية. وهو طموح نتنياهو الأكبر والهاجس الذي يؤرقه. ويطمح بعض أعضاء الائتلاف الحاكم الذي يرأسه نتنياهو أيضا، إلى دفن احتمالات حل الدولتين إلى الأبد، وفي تصريحات وزرائه المتطرفين إعلان واضح عن ذلك.
في الوقت نفسه، يعتقد نتنياهو أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، سوف توافق في نهاية المطاف على التطبيع مع إسرائيل. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يشعر رئيس الوزراء بالثقة في أن الولايات المتحدة سوف تدعمه في الكثير مما يريده، سواء تعلّق الأمر بصفقات السلاح بأنواعها، حتى تلك التي رفض بايدن منحها لحكومة الحرب، وأيضا مواصلة مشروع التطبيع، أو حتى رغبة إسرائيل في التطهير العرقي للفلسطينيين وتهجيرهم، وملفات أخرى متعلقة بالمنطقة.
يساور القلق العديد من الأمريكيين من سيناريو أسوأ الاحتمالات في السنوات الأربع المقبلة من حكم دونالد ترامب. في الحقيقة قد يكون حكام أوروبا أيضا مرتبكين ومتخوفين بشأن قرارات هذا الرئيس، وقد انعكس الأمر على الداخل الأمريكي في ما يلخصه، فيت نغويين، الفاشية، الجدار، عمليات الترحيل الجماعي بالطريقة التي نراها، نهاية العمل بنظام الرعاية الصحية، الذي أقامه أوباما، والعلامة الخاصة لترامب على البيت الأبيض، إما بشن حرب تجارية، أو حرب فعلية مع الصين ما دامت الحرب هي أسهل السبل لشغل أنظار الرأي العام عن التعاسة المحلية ومشاكل أمريكا البنيوية. هل توجد مفارقة في هذا السلوك، عندما يعيد نائب الرئيس ترامب التأكيد على أنه من الممكن أن تستحوذ الولايات المتحدة على جزيرة غرينلاند، لأنها مهمة بالنسبة للأمن القومي الأمريكي؟ واشنطن التي تساند أوكرانيا منذ ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا، وهي نفسها التي تتعهّد بمساعدة تايوان في حال قررت الصين أن تضم الجزيرة. كيف يمكنها أن تُقنع العالم بأن سلوك القوة خارج نطاق القانون الدولي ممنوع على الآخرين ولكنّه محتكر أمريكيا؟ يبدو أن إدارة ترامب تشرّع عمليا لقانون الغاب ومنطق القوة في التعامل الدولي، بما يعني مزيدا من الفوضى وعدم ضبط العلاقات الدولية بأي شكل من الأشكال.
كاتب تونسي
أ من أجل بضعة آلاف من السكان في مستوطنات غلاف غزة، والذين بدعوى اضطرابات ما بعد الصدمة التي قد تكون لحقت ببعضهم، والتي يدعى انه لن تعالجها الحواجز وأنظمة المراقبة والتشديد الأمني، يتم اقتلاع شعب كامل من أرضه؟ هذا منطق مقلوب، إذ أن الحرب على غزة منذ أكثر من عام لم تترك أثراً نفسياً أقل على الفلسطينيين أنفسهم، ومع ذلك، ورغم كل الدمار والمجازر، كان تعاملهم مع الأسرى الإسرائيليين – حتى على يد حماس – أفضل بكثير مما قد يتوقعه البعض في ظل حرب بهذا الحجم.
منطق مقلوب فعلا كما ذكرت أخ سمير.
دام حضورك الكريم
قلنا لكم مرارا وتكرارا أن أمريكا هي التي تحتل أرض فلسطين وتقتل وتشرد الفلسطينيين منذ 1948 بواسطة العصابة التي زرعتها في قلب فلسطين ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🔥
صحيح . أمريكا هي المحتل وهي سبب كل الانتهاكات.
دام حضورك الكريم
فلسطين منذ 1948 هي مستعمرة أمريكية بامتياز فلا تغرنكم عصابة الشر الصهيو نازية التي زرعوها في قلب فلسطين العام 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸😎☝️🔥🐒🚀
البلطجي الكبير مع البلطجي الصغير يريدون ما في انفسهم والله غالب علي امره
هو ذاك. دام حضورك