لبنان: استهداف إسرائيلي لقيادي في «الجماعة الإسلامية» في الجبل وآخر من «حزب الله» في الجنوب

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت ـ «القدس العربي»: استأنفت إسرائيل غاراتها على بنك أهدافها في لبنان بعدما تراجعت اعتداءاتها ليوم واحد فقط، وقد بكّرت قوات الاحتلال في هذه الاعتداءات، فاستهدفت مسيّرة غارة إسرائيلية صباح الثلاثاء سيارة في قرية بعورته قرب بلدة الدامور الساحلية ما أدى إلى استشهاد الشيخ حسين عزات عطوي من بلدة الهبارية قضاء حاصبيا وهو ينتمي إلى «قوات الفجر» التابعة للجماعة الإسلامية» وسبق أن نجا من محاولة اغتيال في كانون الثاني/يناير 2024 على طريق بلدة كوكبا.
وعطوي أستاذ متفرغ في كلية الدعوة الجامعية للدراسات الاسلامية، وأستاذ متعاقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، وسبق أن اتهم في 11 تموز/يوليو 2014 أمام المحكمة العسكرية بالمشاركة في نقل وحيازة وإطلاق صواريخ على فلسطين المحتلة.
وهذه من المرات النادرة التي تشمل الغارات ساحل منطقة عاليه بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل خصوصاً أن ليس فيها حضور ل «حزب الله» سوى في بلدة القماطية وجوارها. وقد نعت «الجماعة الإسلامية» في لبنان إلى «عموم اللبنانيين وإلى جمهورها وأفرادها ومحبيها ارتقاء القيادي الأكاديمي والأستاذ الجامعي الدكتور حسين عزات عطوي شهيداً والذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في غارة حاقدة من طائرة مسيّرة استهدفت سيارته أثناء انتقاله صباح الثلاثاء من منزله في بلدة «بعورتا» إلى مكان عمله في بيروت».

هجوم غير اعتيادي

وأضافت «إننا في الجماعة الإسلامية ندين هذه الجريمة الجبانة، ونحمّل العدو الصهيوني المسؤولية عنها، ونسأل إلى متى ستظل هذه العربدة الصهيونية تعبث بأمن لبنان واللبنانيين؟».
وتحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن هجوم غير اعتيادي في لبنان، على بُعد نحو 70 كيلومترًا من الأراضي الإسرائيلية، جنوب بيروت قليلًا، وأوردت «أن سلاح الجو الإسرائيلي اغتال قياديًا بارزًا في تنظيم «الجماعة الإسلامية» الذي عمل خلال الحرب إلى جانب «حزب الله» ونفّذ عمليات إطلاق نار في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فقد قال «إن الجيش هاجم في منطقة الناعمة المدعو حسين عزات محمد عطوي وهو أحد أبرز المخربين في منظمة الجماعة الاسلامية والمرتبطة بحركة حماس. وكان ضالعاً في التخطيط والترويج لمخططات «إرهابية» انطلاقاً من الاراضي اللبنانية.

عون: أي خلافات تُحل بالحوار… والحزب: على الدولة أن تخرج من موقع المتفرج ‏العاجز

وخلال سنوات نشاطه، نفذ عمليات إطلاق قذائف صاروخية ووجّه بنى تحتية على الجبهة الشمالية وسعى لتنفيذ محاولات تسلل إلى داخل أراضي إسرائيل».
كذلك، استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة «بيك آب» ودراجة نارية عند طريق بلدة الحنية في قضاء صور ما أدى إلى سقوط شهيد من «حزب الله» هو علي كايد هاشم من مجدل زون والذي كان أُصيب سابقًا جراء استهداف تعرّض له على طريق بلدة دير قانون رأس العين. وقد نجا هاشم من الغارة وترجّل من «البيك آب» لكن المسيّرة أطلقت في اتجاهه صاروخاً ثانياً ما أدى مقتله.
جنوباً أيضاً، ألقت درون إسرائيلية قبل الظهر قنبلة صوتية على بلدة كفركلا. كما ألقت محلقة أخرى قنبلة صوتية وسط بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة شبعا.

«حزب الله» يدين

وفي بيان لعضو المجلس السياسي في «حزب الله» عبد المجيد عمار أدان «جريمة اغتيال القيادي في الجماعة الإسلامية الشيخ ‏حسين عطوي التي تأتي في سياق استمرار غطرسة العدو واستباحته للسيادة اللبنانية، وللنيل من المقاومة ‏بشتى انتماءاتها، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على أن مشروع المقاومة واحد وأن العدو واحد».
وتقدم الشيخ عمّار باسم ‏«حزب الله» من الإخوة في الجماعة الإسلامية ومن عائلة الشهيد بأحر التعازي والتبريكات، واعتبر «أن تمادي العدو في إجرامه بغطاء وتشجيع أمريكي فاضح، هو نتيجة لتخاذل الدول الراعية لاتفاق وقف ‏إطلاق النار، وتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته، مما يشجع العدو على انفلاته الوحشي وعلى ‏الاستمرار في عربدته دون أي رادع».
وأضاف «أن هذا العدوان المتواصل، والذي قد تكرر ظهرًا في بلدة الحنية الجنوبية وأدى إلى سقوط شهيد وعدد من ‏الجرحى، يُحتّم على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية الكاملة، وأن تخرج من موقع المتفرج ‏العاجز، وألا تكتفي ببيانات الإدانة التي لم تُجدِ نفعًا، ولم تردع العدو، وأن تقوم بخطوات فاعلة وجادة وعاجلة ‏على كل المستويات، وبجميع الوسائل المتاحة».‏

استدعاء السفير الإيراني

تزامناً، وفي خطوة لافتة تؤشر إلى حجم المتغيرات السياسية في لبنان، استدعت وزارة الخارجية اللبنانية السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني على خلفية ما دوّنه على صفحته على منصة «أكس» حول موضوع حصرية السلاح ولم يحدد إن كان ذلك في لبنان بل ذكر سوريا والعراق وليبيا، حيث كتب «إن مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول.
ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأمريكية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ تمنع دولاً من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة. وبمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا».
وأضاف أماني «نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة وخطرها على أمن شعوب المنطقة. ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. إن حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال ولا ينبغي المساومة عليه».

الخارجية تستدعي السفير الإيراني بعد تغريدته عن «مؤامرة» نزع السلاح في المنطقة

وقد لقي هذا الاستدعاء غضب مناصري «حزب الله» الذين رأوا فيه «تنفيذاً لأوامر وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس بالتطاول على السفير الايراني».
ولم يُعرّف إن كان وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي الموجود في مصر سيعود إلى لبنان للقاء السفير الايراني أم أن الاخير سيحضر الاربعاء إلى وزارة الخارجية للقاء الأمين العام للخارجية السفير هاني شميطلي للتبلغ منه الموقف اللبناني الرافض لما كتبه بإعتباره تدخلاً مباشراً في الشأن اللبناني ويخالف توجهات العهد والحكومة اللبنانية.

الخلافات تُحل بالحوار

وكان الرئيس اللبناني العماد جوزف عون جدد خلال استقباله رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات صقر غباش القول «إن أي مسألة خلافية تُحل بالحوار، ولا أحد في لبنان يريد العودة إلى الحرب»، معرباً عن تفاؤله بوجود التصميم والإرادة. وأكد «أن العلاقات اللبنانية الإماراتية متجذرة»، وأنه «يتطلع إلى زيارة أبو ظبي للقاء الشيخ محمد بن زايد وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين»، مضيفاً «أمامنا تحديات كبيرة، من أبرزها إعادة الإعمار بدعم من الدول الشقيقة». وفي مسألة حصر السلاح بيد الدولة، رأى الرئيس الأسبق ميشال سليمان أن «لا أحد يرغب في ان يتم بالتحدي أو يُدرج تحت عنوان نزع السلاح، بل «التخلي عن السلاح» أو «تسليم السلاح للدولة».
لكنه قال في تصريح «من المفترض ايضاً ان يكون تسليم السلاح للجيش موضوع اعتزاز من الجهة الفاعلة (حزب الله وغيره) وبالتالي ينبغي المجاهرة بذلك والاعلان عنه في كل مرة للمجتمع الدولي واللبناني». وأضاف: «في حين ان هذا العمل يصب في مصلحة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز سيادة جيش الوطن، فالشفافية تقضي بإعلان الجيش ايضاً عن مجريات تسلم المراكز والاسلحة والاعتدة العسكرية، ودون ذلك تبقى العملية في اطار التكاذب والتجاذب والنوايا غير الحميدة».
وفي المواقف، اعتبر النائب فؤاد مخزومي بعد زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى «أن الأهم هو تطبيق القرار 1701 لوقف الاعتداءات على لبنان، وعلى الحكومة أن تُباشر بذلك وأن تدعم الجيش اللبناني».
وأكد «أن المجتمع الدولي يربط مساعدة لبنان بتطبيق الـ1701 والإصلاحات وعلى لبنان أن يبدأ بعملية إعادة الإعمار كي يستعيد البلد السيادة الكاملة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أردني حر:

    يلا يا عون أين رجولتك

اشترك في قائمتنا البريدية