لبنان: الجبهة الجنوبية تعود إلى الاحتدام وإسرائيل تحصي سقوط 6611 صاروخاً منذ بدء المواجهات

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت ـ «القدس العربي»: عادت الجبهة الجنوبية إلى الاحتدام في الساعات القليلة الماضية وأدخل «حزب الله»مستعمرة إسرائيلية جديدة على جدول نيرانه رداً على الغارات التي تطال القرى الآمنة وسكانها المدنيين.
وفي تقرير لوسائل إعلام عبرية فإن إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقت من لبنان على المستوطنات الشمالية بين شهري شباط/فبراير وآب/أغسطس بلغ حوالي 6611 صاروخاً.
وحسب إذاعة جيش الاحتلال، كان العدد الأقل من الصواريخ في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، إذ تم إطلاق 334 صاروخاً، مقارنة بأكثر من 1300 صاروخ في آب الماضي.
وذكرت الإذاعة أن «1307 صواريخ أطلقت من لبنان تجاه إسرائيل خلال شهر آب بمعدل 40 صاروخاً يومياً» في أعلى معدل لإطلاق الصواريخ منذ بداية الحرب.
ووفقاً لإحصائيات إطلاق الصواريخ من لبنان تجاه إسرائيل منذ بداية العام، فقد جاء التوزيع على النحو التالي: كانون الثاني/يناير334 صاروخاً، شباط/فبراير 534 صاروخاً، آذار/مارس 746، نيسان/إبريل 744، أيار/مايو 1000، حزيران/يونيو 855، تموز/يوليو 1091، وآب 1307.

غارات معادية ورد الحزب

وفي جديد المواجهات، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدتي صديقين وكفرا، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات. واعلنت عمليات طوارئ الصحة عن سقوط شهيد وجريح نتيجة غارة معادية على بلدة كفرا. وقد نعى «حزب الله»لاحقاً الشهيد عباس انيس أيوب «علي الرضا» مواليد عام 1988 من بلدة سلعا في جنوب لبنان.
كما أغار الطيران الإسرائيلي على أطراف بلدة عيتا الشعب، وألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة حارقة على منطقة تل النحاس جهة بلدة كفركلا. وطال قصف مدفعي منطقة راس الظهر في ميس الجبل.
وزعم جيش الاحتلال أن طائراته اعترضت هدفين جويين مشبوهين انطلقا من لبنان» مدّعياً مهاجمة بنية تحتية عسكرية لـ«حزب الله»في منطقة قانا. وكتب أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»: «قامت مقاتلات سلاح الجو بمهاجمة مواقع في الجبين وزوطر الشرقية ورامية في جنوب لبنان». وأضاف: «تم استهداف أكثر من 10 بنى تحتية عسكرية ومنصات إطلاق تابعة لـ«حزب الله»التي كانت تشكل تهديدًا على مواطني إسرائيل».
في المقابل، أعلن «حزب الله» اللبناني في بيانين منفصلين أن عناصره استهدفوا بعد ظهر الخميس جنوداً إسرائيليين في «تلة الطيحات» بالأسلحة الصاروخية، واستهدفوا موقع «المالكية» الإسرائيلي بقذائف المدفعية.
وأعلن «حزب الله»» في البيانين «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ظهر يوم الخميس تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في تلة الطيحات بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، كما استهدفوا موقع المالكية بقذائف المدفعية».
وكان «حزب الله»أعلن أنه «وردًا على ‏‏‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، شنّ هجومًا مركبًا بسرب من المسيرات الانقضاضية وصواريخ الكاتيوشا على ثكنة «راموت نفتالي» وأصابت أهدافها بدقة».‏ كما شنّ الحزب هجوماً جوياً على مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة «بيت هلل» وهجوماً آخر على المقر المستحدث للواء الغربي 300 جنوب ثكنة «يعرا».
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها «حزب الله»مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر «الخط الأزرق» الحدودي الفاصل؛ ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح من الجانبين.
وتطالب الفصائل المقاومة بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ 7 أكتوبر؛ ما خلّف أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

استشهاد امرأة

وكانت امرأة استشهدت وجرح 7 آخرون بينهم طفل، الأربعاء، في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة جنوبي لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، إن «استهداف العدو الإسرائيلي لبلدة قبريخا (جنوب) بالقصف المدفعي أدى إلى استشهاد سيدة وإصابة شخصين آخرين بجروح، بينهما طفل يبلغ من العمر 12 عاما».

«حزب الله» يشن خمس هجمات جوية وصاروخية على ثكنات ويستهدف جنوداً

وأشارت الوزارة، في بيان منفصل، إلى أن «الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي على بلدة حولا (جنوب) أدت إصابة 3 أشخاص بجروح». كما أعلنت، في بيان آخر، أن «غارة العدو الإسرائيلي على بلدة الخيام (جنوب) أدت إلى إصابة شخصين بجروح احتاجا الدخول لمستشفى مرجعيون الحكومي لإتمام العلاج».

بحث خيارات تهدئة سراً

وقال أربعة مسؤولين بارزين من إسرائيل وأمريكا، إن مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين عقدوا اجتماعا افتراضياً، بعيدا عن الأضواء، أمس الثلاثاء، لمناقشة سبل تخفيف حدة التوتر مع لبنان، والحيلولة دون نشوب حرب شاملة بين إسرائيل و«حزب الله».
وأضافوا أن الاجتماع، الذي لم يعلن عنه البيت الأبيض أو الحكومة الإسرائيلية، جاء بمبادرة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لجس نبض الجانب الإسرائيلي وتنسيق سياسات الطرفين بشأن الوضع في لبنان.
وأوضح المسؤولون، حسب موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي، أن الاجتماع الافتراضي استمر لمدة ساعة، حيث ترأس الفريق الأمريكي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وقد ضم أيضا مستشاري الرئيس بايدن آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك. وترأس الجانب الإسرائيلي، وزير الشؤون الاستراتيجية، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رون ديرمر.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الطرفين ناقشا كيفية التوصل إلى حل دبلوماسي طويل الأمد لإنهاء القتال بين إسرائيل و«حزب الله» في إطار سيناريو يتضمن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والسماح لمئات الآلاف من النازحين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم على طول الحدود.
لكن المسؤول قال إن كيفية خفض حدة تصعيد القتل تظل السيناريو الأكثر ترجيحاً في الوقت الحالي، حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في بغزة في المدى القريب.
ورفض ديرمر التعليق على التقرير، ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق.
ويتمثل الطلب الإسرائيلي الرئيسي في أن يتضمن أي اتفاق دبلوماسي مع لبنان انسحاب قوة الرضوان، وهي من قوات النخبة التابعة ل«حزب الله» لمسافة 10 كيلومترات على الأقل وراء الحدود.
وقال المسؤولون إن الجانب الإسرائيلي أكد خلال الاجتماع، أن العامل الحاسم لمثل هذا الاتفاق هو كيفية التحقق من أن مسلحي «حزب الله» انسحبوا بالفعل من المنطقة القريبة من الحدود، وأنهم لن يعودوا. وأوضحوا أن الإسرائيليين يطالبون بتعهد من الولايات المتحدة بدعم تحرك عسكري إسرائيلي ضد «حزب الله» إذا عاد إلى المنطقة القريبة من الحدود.

لقاءات بو حبيب

وقد حضر الوضع الجنوبي في اجتماعين لوزير الخارجية عبد الله بو حبيب مع كل من سَفير التشيلي ماركوس ليتيلير وسفيرة النرويج هيلدا هارالدستاد، اللذين أكدا «على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل عملية وصول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة للتخفيف من معاناتهم الناتجة عن الحرب الإسرائيلية ضد القطاع» فيما أثنى بوحبيب على «مواقف كل من التشيلي والنرويج الداعمة لحل الدولتين كونه الحل الأمثل لضمان سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط».
كما شكر بو حبيب السفيرين «على دعم حكومتي بلديهما لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، ولتأييدهما المطلب اللبناني بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن 1701 كشرط أساسي لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام في الجنوب اللبناني».
في الملف الرئاسي، جرى ترقب للاجتماع بين الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا في الرياض في حضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، تزامناً مع اجتماع لتكتل «الاعتدال الوطني» تم فيه بحث التطورات في ملف الرئاسة.
وقد أكد التكتل في بيان «ضرورة مواكبة أي تحرك يصبّ في مصلحة إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري تمهيدًا لإعادة تشكيل حكومة جديدة قادرة على اتخاذ جميع القرارات المطلوبة للخروج من الأزمات الراهنة».
وأوضح أعضاء التكتل «أنهم سيباشرون باتصالاتهم لبلورة تصوّر جديد للخروج من الركود الحاصل في ملف رئاسة الجمهورية».

النواب الخارجون من «التيار»

وليس بعيداً، حضرت الملفات السياسية والرئاسية والوطنية في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان الذي زاره النواب الخارجون من «التيار الوطني الحر» الياس بو صعب وإبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا وآلان عون، حيث التقوا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وتحدثوا عن «بداية مرحلة جديدة من العمل السياسي نتيجة التطورات الأخيرة التي فُرضت عليهم».
وأكد النائب كنعان باسم الوفد «على متابعة مسيرتنا وفقاً للقناعات والمبادئ والتطلعات التي دائماً حملناها وناضلنا من أجلها وسنبقى نعمل من أجلها».
وقال: «من الطبيعي أن نلتقي مع الثوابت الوطنية والسيادية التي عبّرت عنها بكركي تاريخياً ونحن نعرف حجم ورمزية ودور هذا الصرح بالمفاصل الوطنية الاساسية، لذلك كان لقاؤنا مع البطريرك حامل الهموم الوطنية والمسيحية الكبيرة لنؤسس لإطار وآلية عمل إلى جانبه، لنواجه الاستحقاقات بالمرحلة الآتية».

الملف الرئاسي يحضر بين لودريان والعلولا… وتصوّر جديد لتكتل «الاعتدال»

ولفت كنعان إلى «ان حراكنا يتخطّى الاشخاص والمصالح الشخصية إلى دعوة للقاء مع الجميع حول مجموعة من الخطوات بعيداً عن كل التراكمات الماضية لأنه لا يمكن بناء مستقبل مشترك بروحية التفرقة والتشرذم والأحقاد والتخوين بين اللبنانيين والاخوة والشركاء بالوطن» معتبراً «أن الخرق الاول المطلوب هو الخرق الرئاسي من خلال تحالف وطني نسعى لتحقيقه لإنقاذ لبنان من حالة الفوضى والانهيار الحاصل وإعادة تكوين السلطة وانطلاقة جديدة على كل المستويات» مشيراً إلى «أن الجمود والتصلّب في السياسة اليوم يقفلان علينا أبواب الحل من الداخل ويجعلاننا بحالة عجز يحد من قدرة تأثيرنا على الحلول ويضعاننا تحت رحمة تسوية خارجية ليس لنا رأي أو تأثير فيها».
وأضاف «ان هدفنا من خلال حركتنا التي ستتبلور تباعاً في المرحلة المقبلة، خلق ديناميكية داخلية مسيحية وطنية تُحدِث خرقاً في المشهد المقفل ونحن نمد ايدنا للجميع، لأن الحالة الخطيرة التي وصل لها لبنان، تشكل خطراً كيانياً، يتطلب تخطي كل الاعتبارات الاخرى الخاصة والفئوية، لأن الوطن أكبر من الجميع، اكبر من الاشخاص واكبر من الأحزاب».

ادعاء هيئة القضايا

وصودف وصول النواب الأربعة إلى الديمان مع مغادرة وفد قواتي حيث سئل النائب جورج عقيص عن إمكانية التقارب مع النواب الخارجين من «التيار» فقال «لا نتدخل بما يجري داخل «التيار» فالأمور غير شخصية، وما يهمنا هو الخط الوطني العام أي الخط السيادي ونقوّم الأشخاص حسب مواقفهم». وأضاف «الوضع اليوم يتطلب مواقف واضحة في موضوع وقف الحرب والـ 1701 والرئاسة. وأرحّب بكل لغة جامعة في البلد خصوصاً داخل الشارع المسيحي و«المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين و3» ونريد وقتاً لإعادة بناء الثقة مع كل من فقدناه بهم نتيجة الممارسة». وختم «نحن نرفض الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري والذي يحاول بيعنا من كيسنا (بحضورنا وبغيابنا) لأن هذا الحوار غير دستوري».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله على أحرار حزب الله اللبناني الأسود الذين يدكون جيش البامبرز الصهيوني الأمريكي الغربي الحاقد الغادر الجبان هذي شهور وشهور وشهور ويمطرونهم بأنواع الصواريخ من بركان والفلق وغيرها من الأنواع ✌️🇵🇸☹️💪🚀🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية