لبنان.. مايوه على ضفاف نهر الخرخار يثير اعتراضا في عربصاليم

سعد الياس
حجم الخط
2

بيروت- “القدس العربي”: في مشهد يدلّل على الانغلاق في بعض قرى وبلدات جنوب لبنان، طلبت صفحة “أخبار عربصاليم” من الضيوف مراعاة الضوابط الاجتماعية والدينية في البلدة، وعدم اصطحاب المشروبات الكحولية والالتفات لموضوع اللباس، “لأن حريتهم الشخصية تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا خصوصا في هذه الأرض التي وطأتها اقدام المجاهدين، وارتوت بدماء الشهداء”.

وجاء هذا الاعلان بعد انتشار صورة لأحدى الفتيات من قرية زفتا وهي تسبح بلباس البحر وتشرب البيرة على ضفاف نهر الخرخار التابع عقارياً لعربصاليم، ما أثار حفيظة أحد شبّان البلدة الذي أعاد نشر صورة الفتاة على حسابه على فيسبوك، معلّقاً “هيدي مش ثقافتنا يجب احترام دماء المجاهدين نحن لا نفرض على أي أحد بالقوة، لكن هذا الأحد يجب عليه احترام حرمة ديننا ومعتقداتنا”.

واستغرب ناشطون ما ورد على صفحة عربصاليم واعترضوا على المسّ بحريّة مرتادي النّهر، مؤكّدين أنّ النّهر ملكيّة عامّة لا يحق لأي جهّة فرض شروطها على مرتاديه، ، وردّ أحدهم على اعتراض الشاب سائلاً “شو خص احترام حرمة ديننا بالموضوع ؟ لا النهر ملك بيك، ولا الدين بيعطيك هيدا الحق، ولا دخل دماء حدا بالموضوع، اذا بدك تحترم الدماء روح شوف مين سارق اراضي الجنوب لي راح شهداء للدفاع عنها “.

في المقابل، تحدّث البعض عن القيود التي يقوم بها بعض أصحاب المنتجعات عبر منعهم المحجّبات من السّباحة في المنتجع، ورأوا أنّ الحريّة لا تتجزّأ وأن الدّفاع عن حقّ المرأة بالسّباحة بالمايوه، يجب أن يقابله شجب لمنع المحجّبات من السّباحة في المنتجعات.

ويأتي هذا الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تقرير تلفزيوني عن الحركة في شاطئ صور، حيث ظهرت فتيات على الشاطىء وهنّ بلباس البحر على الرغم من الأغلبية الشيعية في المنطقة.

وليست هذه المرة الأولى التي تُثار فيها قضية كهذه في الجنوب في ظل توسّع نفوذ حزب الله وتبديل بعض المفاهيم، وسبق أن ألغيت أمسية شعرية في النبطية دعا اليها “ديوان الأدب” في مطعم أهل الدار تحت عنوان “محمود درويش على جناح الحرف واللحن” بحجة استخدام الدربكة من ضمن الآلات الموسيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الاردن:

    زالت سلطة الكنيسة الدينية والسياسية في أوروبا والتي اتسم عهدها بالاستبدادية والانغلاق ، وبعد ثورة مارتن لوثر الإصلاحية وكشف فيها كثيرا. مما كان مستورا على العامة. تحررت الشعوب لكن لم تغلق الكنائس ، الدين لله وممارسته لا تعني سطوة اخرين بحجة الدفاع عن الدين ، الحرية الدينية مكفولة للجميع بشرط عدم التعرض أو الإساءة الى معتقدات الآخرين بل ان يسود الاحترام ، يخطئ من ينصب نفسه انه حامي الحمى الديني وفق مايراه شخصيا ، لا إساءة اجتماعية اوخلقية أو مذهبية ، يجب التوفيق والمواءمة بين الحرية الشخصية وحريات الآخرين ، بحيث لا تطغى احداها على الأخرى ضمن التسامح بين الجميع ،،،،

  2. يقول لبنان:

    العصابتان الحاكمتان في ايران والسعودية لوثتا لبنان الحضارة والثقافة, هل صار لبنان ملكا لمن ظن ان “الالاه” اختاره وصيا على لبنان?

اشترك في قائمتنا البريدية