بيروت-” القدس العربي”: لم تتبلور بعد نتيجة الاتصالات حول اسم رئيس الحكومة الجديد الذي ستتم تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة المزمع الدعوة إليها بعد انتخابات اللجان النيابية الثلاثاء المقبل، ولو أن اسم الرئيس نجيب ميقاتي هو المتقدم على الرغم من التعقيدات التي يضعها أمامه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتحصيل المزيد من المكاسب. فالثنائي الشيعي يميل إلى بقاء ميقاتي فيما قوى المعارضة المسيحية كالقوات اللبنانية والكتائب والمستقلين لن تشارك في حكومة مع حزب الله ولا في حكومة انتقالية بنفس التركيبة وخصوصاً في ظل عهد الرئيس ميشال عون وقد تتجه إلى مقاطعة الاستشارات، فيما موقف الحزب التقدمي الاشتراكي لم يتظهّر بعد علماً أن “اللقاء الديمقراطي” سبق أن سمّى ميقاتي لرئاسة الحكومة الحالية وهو ممثل بوزير التربية عباس الحلبي.
ويتمتع الرئيس ميقاتي بضوء أخضر فرنسي وعدم ممانعة خليجية مع أمل بإكمال تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي والمالي وعدد من الإصلاحات الضرورية بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي. لكن العقدة تتمثّل بمطلب باسيل تأليف حكومة سياسية وضمان حقيبتي الطاقة والخارجية من حصته، لكن السؤال هو عن مدى قدرته على فرض شروطه أو اللجوء إلى نهجه السابق في التعطيل كي يحصل على مبتغاه. وإذا كان رئيس الجمهورية يستمهل في الدعوة إلى الاستشارات ريثما تتضح صورة التأليف قبل التكليف فهو التقى في قصر بعبدا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لبعض الوقت قبل أن يغادر الأخير من دون أي تصريح.
وكان الرئيس ميقاتي أكد “أن الأشقاء في الدول العربية كانوا على الدوام خير مساند للبنان وداعم له”، وقال أمام وفد المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي حضر إلى بيروت “إن لبنان كان وسيبقى حريصاً على موقعه كدولة مؤسسة لجامعة الدول العربية وشريكة لجميع الأخوة الأعضاء في العمل العربي المشترك، ونحن نسعى على الدوام من أجل أن يكون لبنان فاعلاً ضمن الواحة العربية. لكن لبنان يعيش هذه الأيام أسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ونقدية حادة نتيجة عقود من ضعف في الإدارة والحوكمة وانفجار مرفأ بيروت، زادتها حدة تأثيرات وتداعيات النزوح السوري الكثيف وجائحة كورونا”، مشيراً إلى “أن هذه الأزمة جعلت تأمين الأمن الغذائي ومكافحة الفقر ودعم الفئات الضعيفة وتوفير الطبابة والطاقة والمياه والتعليم والنقل في أعلى سلم الأولويات التنموية، كذلك تحقيق الاستقرار النقدي”.
وأضاف: “سعت حكومتنا، ولا تزال تسعى إلى معالجة الأوضاع وتداعيات الأزمة، رغم دخولها مرحلة تصريف الأعمال بعد الانتخابات النيابية الأخيرة”، لافتاً إلى “أننا ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، ويؤازرونا في هذه المرحلة بالذات، لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدته على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراته وليستعيد عافيته”.
وضم الوفد العربي: وزير التنمية الاجتماعية في المملكة الأردنية الهاشمية رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب أيمن المفلح، وزيرة التضامن الاجتماعي في جمهورية مصر العربية العضو الدائم في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب نيفين القباج، الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة، مسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في جامعة الدول العربية الوزير المفوض طارق النابلسي، السفير اليمني عبدالله الدعيس، السفير التونسي بوراوي الإمام والأمين العام في اتحاد الغرف العربية خالد الحنفي.
بدوره، قال رئيس الجمهورية أمام الوفد الذي انتقل إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري إن “لبنان يتطلّع لدعم أشقائه العرب، وهو تعرّض لكوارث هي بالواقع أقسى من أزمات، بدأت بالحرب على سوريا التي أغلقت كل منافذنا البرية إلى الدول العربية التي تشكل لنا مدانا الحيوي، وما استتبع هذه الحرب من نزوح سوري كثيف ضاعف من الكثافة السكانية عندنا، الأمر الذي سرّع في أفقار الشعب اللبناني، بالنظر إلى ما استتبعه هذا النزوح من تكاليف على الخزينة اللبنانية وأضرار نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية، ضاعف من حجمها تفشي وباء كورونا على مستوى العالم”.
وقد استهجن البعض مناشدة الرئيس عون الدول العربية بالوقوف إلى جانب لبنان في وقت هو متحالف مع إيران، وتوجّه إليه رئيس “لقاء سيدة الجبل” فارس سعيد بالقول “فخامة الرئيس أنت حليف إيران بدل ما تقلها كش كسرلا إجرا”.