لبنان.. ناضر كسبار نقيباً للمحامين ونكسة لمرشحي الثورة و”نقابتنا”

سعد الياس‭
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: خلافاً للانتصار الذي حققته انتفاضة 17 تشرين/أكتوبر على أحزاب السلطة بفوز المحامي ملحم خلف قبل سنتين، لم تتمكّن جمعيات منضوية تحت لواء “الثورة” وفي طليعتها الكتلة الوطنية و”نقابتنا” من الاحتفاظ بالمنصب حتى أنها لم تتمكن من إيصال مرشحها الأبرز رمزي هيكل إلى مركز العضوية مع مرشحين آخرين بسبب تشتت الأصوات على أكثر من مرشح، وبسبب وجود مرشحين أقوياء استقطبوا الأصوات قبل أن تنتهي عملية الاقتراع بانتخاب المرشح المستقل ناضر كسبار الذي نال في الدورة الاولى 1888 صوتاً وفي الدورة الثانية 1530 صوتاً.
وفور انتخابه، توجّه كسبار للمحامين بالقول: “كنت أعلم جيّداً أنّكم لن تخذلوني، وبابي سيبقى مفتوحاً لكم جميعاً، وسأهتمّ بحصانة المحامي وأموال المحامي وكرامته خط أحمر، ولن نهمل الشؤون الوطنية بكل شجاعة وحكمة وشفافية”.
وتعرّض كسبار لسلسلة من الشائعات في الأيام القليلة الفائتة للتأثير على حملته الانتخابية والقول إنه مدعوم من هذا الحزب أو ذاك من أحزاب السلطة، لكنه كان يرد بتأكيد استقلاليته حتى في نهار الانتخاب. ودعا المحامين إلى تحكيم ضميرهم، واشتهر بقوله للمحامين” مش بسبب ساعتين نندم سنتين”.
ولم تسلم عملية الانتخاب من بلبلة في صفوف المحامين بعد إقفال صناديق الاقتراع للدورة الأولى في وقت مازال محامون ينتظرون دورهم للاقتراع في القلمين 5 و6 ، ما دفع بالنقيب السابق لطلب اعادة فتح الصناديق لحاملي البطاقات البيضاء الذين ينتظرون دورهم للتصويت.
وكان فاز بالعضوية في مجلس نقابة محامي بيروت كل من عماد مرتينوس(جبهة المعارضة)، ناضر كسبار، الياس بازرلي، عبده لحود(مدعوم من القوات اللبنانية) اسكندر نجار(مستقل مدعوم من حزب الكتائب وجبهة المعارضة)، فادي المصري(كتائب)، مروان جبر، وجيه مسعد ومايا الزغريني(مرشحة القوات)، وحلّ فادي بركات أول الخاسرين وهو مدعوم من التيار الوطني الحر إذ نال 1010 أصوات.
بعد ذلك، فُتحت الصناديق لانتخاب نقيب للمحامين ، حيث تنافس على المنصب 4 مرشحين هم: ناضر كسبار الكسندر نجار عبدو لحود ووجيه مسعد، لكن سرعان ما أعلن المرشح ألكسندر نجار انسحابه، ليكسب كسبار على المحامي لحود، وليبدأ كل طرف تبنّي دعم النقيب الجديد للمحامين.
وكان مؤيدون لمرشح “نقابتنا” توجّهوا بإتهامات للنائب والوزير السابق نقولا فتوش خلال مروره على خيمتهم بالتحالف مع النظام السوري وتدمير البيئة، فما كان منه إلا المغادرة.
وكان كسبار أقام عشاء حاشداً للمحامين قبل يومين من انتخابات النقابة، وشرح لهم برنامج عمله، وتطرّق إلى القضايا الوطنية مشدداً على “الحريات العامة والمشاركة في مسيرة التحديث والتطوير عبر ورشة تشريعية حديثة، فضلاً عن العمل لتحقيق العدالة وجلاء الحقيقة في ملف جريمة تفجير مرفأ بيروت التي ستبقى في صلب أولوياتنا”.
وقال “جرّبنا الانقسامات الحزبية الكبيرة والمشاريع الوطنية الكبرى فلنعمل الآن لإعادة النقابة إلى سابق عهدها إلى زمنٍ شكلت فيه هذه النقابة ونقباؤنا الكبار حصناً معيناً بوجه أي تطاول او اعتداء او انتقاص من حقوق المحامين وأرزاقهم ومعاناتهم وكراماتهم”، مضيفاً “ستبقون كما عهدناكم أحرار الضمير، مؤتمنين على الخط النقابي المهني والأحد هو يومنا لننتخب معاً نقيباً للمحامين لا نقيباً عليهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية