بيروت ـ «القدس العربي»: أقر مجلس الوزراء اللبناني بند التعيينات العسكرية والأمنية في جلسة برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء، وتم تعيين كل من العميد رودولف هيكل قائداً للجيش بعد ترفيعه إلى رتبه عماد، والعميد رائد عبدالله مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي وترقيته إلى رتبة لواء، والعميد حسن شقير مديراً عاماً للأمن العام بعد ترفيعه إلى رتبة لواء والعميد رمزي الرامي نائباً للمدير العام للأمن العام، والعميد إدغار لاوندس مديراً عاماً لجهاز أمن الدولة بعد ترفيعه إلى رتبة لواء والعميد مرشد الحاج سليمان نائباً لمدير عام أمن الدولة.
كما أقرّ مجلس الوزراء تطويع 4500 جندي في الجيش اللبناني على 3 دفعات.
وقد اعترض وزراء «القوات اللبنانية» على بعض الأسماء المقترحة للتعيين ولاسيما العميد حسن شقير بعد ورود تساؤلات حول أدائها وصرفها للنفوذ في مواقعها السابقة إضافة إلى التحفظ على أسلوب التعيين الذي لم يفتح المجال للنقاش من قبل الوزراء.
ورد الرئيس عون بأنه «دقّق بالتاريخ المهني للمعينين الجدد وهو مطمئن له» موضحاً «أنهم سيحاسبون حسب أفعالهم وكما عيّنهم مجلس الوزراء يمكن له أن يقيلهم في حال دعت الحاجة إلى ذلك».
وعلى خط «التيار الوطني الحر» علّق النائب سليم عون على موضوع التعيينات قائلاً: «كلمة محاصصة ما عدنا سمعناها.
وينن يلي طوشونا فيها؟ ما عم نسمع صوتن، وين بلعوا لساناتن؟».
وخلال الجلسة، طالب وزراء «القوات» بعقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية بهدف وضع روزنامة لسحب سلاح «حزب الله» وآزر هذا الموقف وزير العدل عادل نصار المحسوب على حزب الكتائب والذي طالب بجدولة تسليم سلاح «الحزب» إلى الدولة ووضعه على جدول اعمال الجلسة المقبلة والبدء بدراسته في أقرب وقت ممكن. وأفيد بأن هذه الطروحات لم تلق ممانعة من كثير من الوزراء من دون أن يُعرَف موقف وزراء «الثنائي الشيعي».
«رئيسان جديدان للمطار»
كما حصلت تغييرات جذرية في مطار بيروت الدولي على مستوى رئاسة المطار والطيران المدني وتم الابقاء على جهاز أمن المطار برئاسة العميد فادي كفوري الذي يحظى بثقة رئيس الجمهورية جوزف عون وقيادة الجيش.
وجاءت هذه التغييرات بموجب قرارات صادرة عن وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني الذي أصدر البيان الآتي: «في إطار الجهود المستمرة في مطار رفيق الحريري الدولي بيروت، وانسجاماً مع المصلحة العامة لقطاع الطيران المدني، وتفعيلاً لهذا المرفق الحيوي، أصدر الوزير رسامني قرارات عدة بتعديل بعض التكليفات في المديرية العامة للطيران المدني التي تأتي في سياق التطلعات والانتظارات الإيجابية لإدارة المطار وتشغيله على أفضل وجه ريثما يتم استكمال الاجراءات الحثيثة لتأليف مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني.
وزراء «القوات» اعترضوا على بعض الأسماء وطالبوا مع وزير «الكتائب» بجدولة تسليم سلاح «حزب الله»
وبموجب القرارات، تم تكليف: المهندس أمين جابر بمهام المدير العام للطيران المدني، كمال ناصر الدين بمهام رئيس المطار، المهندس محمد سعد بمهام رئيس مصلحة صيانة الأجهزة، المهندس ماهر شهاب بمهام رئيس دائرة الإرشادات.
ويبقى المهندس فادي الحسن ضمن مهامه كمهندس متعاقد مع وزارة الأشغال العامة والنقل».
برنامج صندوق النقد
وفي مستهل الجلسة، قال الرئيس عون: «لقد وقعنا في الجلسة الماضية على موازنة عام 2025، وأتمنى على وزير المال أن يراقب النفقات بالاستعانة بالمادة 118 من قانون المحاسبة العمومية، وأن يقدم إلى الحكومة تقريرا عن وضع النفقات كل 3 اشهر». ثم أطلع الحكومة على أجواء لقائه بوفد صندوق النقد الدولي، مشيراً إلى أنه «تم تشكيل لجنة برئاسة وزير المال، وعضوية وزير الاقتصاد وحاكم مصرف لبنان بالإنابة، ومستشارين اثنين، بالإضافة الى مستشارة رئيس الحكومة لميا مبيض، لمتابعة النقاط التي عرضها الصندوق».
وأضاف: «لقد ركّز وفد الصندوق خلال اللقاء على أهمية وضرورة التوصل إلى برنامج مع الصندوق قبل حلول الصيف، بعد التجارب السابقة غير المشجعة حسب تعبيرهم، بالتعاون مع جميع السلطات والجهات المعنية في لبنان».
وأكد «أن الأساس هو استعادة الثقة في لبنان، داخلياً وخارجياً، والتي تتطلب إصلاح الأوضاع الاقتصادية والمصرفية والمالية وغيرها» مشدداً على «أن وفد الصندوق أكد على ضرورة تعيين حاكم مصرف لبنان، وان يكون لوزارة المال مركز موحد لجميع اقسام الوزارة، داتا سنتر، كما شدد الصندوق على إقرار قانونين، الاول قانون السرية المصرفية الذي يحتاج إلى تعديلات إضافية بعد التعديلات التي لحقت به مؤخراً، والثاني هو قانون إعادة هيكلة المصارف».
وتطرق رئيس الجمهورية إلى الأحداث الأخيرة في سوريا، فأوضح «أن الأجهزة الأمنية ووزارتي الداخلية والدفاع يتابعون التطورات للبقاء على كامل الجهوزية».
إطلاق الأسرى
وعن إطلاق الأسرى اللبنانيين من قبل إسرائيل، قال: «بالأمس تم اطلاق أربعة أسرى لبنانيين كانت إسرائيل احتجزتهم خلال الحرب الأخيرة، واليوم أطلق الأسير الخامس، وقد تم ذلك نتيجة المفاوضات غير المباشرة».
إلى ذلك، سيعقد مجلس الوزراء جلسة خاصة غير عادية في السراي الحكومي يوم الاثنين المقبل لدرس آلية التعيينات الإدارية حسب ما أعلن وزير الإعلام بول مرقص.
وكان الجيش اللبناني تسلّم صباح الخميس العسكري زياد شبلي عند معبر الناقورة وهو الأسير الخامس الذي تأخر الإفراج عنه بعدما اعتقله جيش الاحتلال في التاسع من آذار/مارس الحالي، ونًقل إلى أحد المستشفيات لاستكمال علاجه جراء إصابته بالرصاص أثناء اعتقاله في مزرعة بسطرة. وصدر عن قيادة الجيش بيان جاء فيه «تسلم الجيش عبر الصليب الأحمر الدولي العسكري الذي اختطفه العدو الإسرائيلي بتاريخ 9\3\2025 ونُقل إلى أحد المستشفيات للمعالجة».
«التطبيع غير مطروح»
في موضوع التطبيع بين لبنان وإسرائيل، قال وزير الخارجية يوسف رجي «لم يصلنا أي موقف رسمي حول ما يُشاع عن تطبيع مع إسرائيل، وكل ما يُقال هو مجرد كلام صحافي، فهذا الموضوع ليس مطروحًا نهائياً».
ورأى نائب رئيس الحكومة طارق طارق متري «أن الإسرائيلي يحاول فرض أمر واقع ولكن لبنان لا يزال على موقفه».
ترافق ذلك، مع كلام مصدر رسمي لبناني يرفض محاولة إسرائيل لمقايضة تحديد الحدود البرية والانسحاب من لبنان باتفاق تطبيع» ويشير إلى «أن لبنان متمسك بتطبيق القرار الدولي، ويعترف بأهمية إطلاق مسار التفاوض حول تثبيت الحدود البرية».
إسرائيل تفرج عن الأسير الخامس وهو عسكري… والوزيران رجي ومتري: التطبيع معها غير مطروح
وقال مصدر مطلع لـ«جيروزاليم بوست» إنه لا توجد حالياً أي مناقشات حول التطبيع بين إسرائيل ولبنان. وجاء هذا التصريح بعدما قال مسؤول سياسي إسرائيلي للصحافيين إن «المناقشات مع لبنان بشأن الحدود البرية هي جزء من خطة واسعة وشاملة. نريد مواصلة الزخم وتحقيق التطبيع مع لبنان». وجاء النفي أيضاً من مكتب رئيس الجمهورية اللبنانية بعد إحاطات من مسؤولين إسرائيليين، حيث قال: «إن إنشاء ثلاث لجان عمل مكلفة بحل النقاط المتنازع عليها مع إسرائيل هو مجرد استكمال لتنفيذ القرار 1701، وهذا لا يعني مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل. والادعاء بأن هذه اللجان هي خطوة أولى نحو اتفاق سلام غير صحيح».
«فرسان مالطا»
في الحركة السياسية، جال المستشار الأكبر لمنظمة فرسان مالطا ريكاردو باتيرنو دي مونتيكوبو على رأس وفد على المسؤولين اللبنانيين ونقل الى رئيس الجمهورية تهنئة الرئيس الأكبر للمنظمة جون دنلاب، مؤكداً «أن لبنان هو في قلب منظمة «فرسان مالطا التي تتمنى لكم كل النجاح في مسيرتكم الرئاسية، خاصة أن العالم يتطلع إليكم بعين الاهتمام والاحترام» متمنياً «أن يشكل عهد الرئيس عون بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان بعد الصعوبات التي مر بها». وأوضح «أن المنظمة تعمل على تنفيذ 60 مشروعاً رعائياً وتربوياً وثقافياً وهي وقعت العديد من الاتفاقات مع الجهات المختصة من شأنها تسهيل عملها في هذا السياق، كما نظمت مؤتمراً حول لبنان في شهر شباط/فبراير الماضي، وتعتزم تنظيم لقاء آخر في 10 نيسان/إبريل المقبل في روما».
وإذ لفت إلى «ان لبنان يعاني من العديد من المشاكل والصعوبات على اختلاف الأصعدة» اعتبر «ان الأهم في هذه المرحلة يتمثل في المحافظة على الاستقرار الذي من شأنه ان يساعد في استنهاض الوضع الاقتصادي فيه وتعزيزه». وأكد «استعداد المنظمة التي لطالما عرفت باستقلاليتها وحياديتها للقيام بأي عمل من شأنه مساعدة لبنان، وهي لن تدخر جهداً في هذا السياق وستقوم بكل ما في وسعها من أجل مساعدة الشعب اللبناني» مثنياً على «ما يمثله لبنان من نموذج للعيش المشترك».
ورد الرئيس عون شاكراً للوفد زيارته ولرئيس المنظمة في لبنان مروان صحناوي جهوده، مشيراً «إلى الاتفاقات التي سبق أن وقعتها المنظمة مع عدد من القطاعات اللبنانية ومع الجيش اللبناني».
وأكد «أن لبنان يتطلع إلى دعمها له لا سيما بعد الدمار الذي لحق به في خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة» منوهاً «بتنفيذ «فرسان مالطا» مشاريع على امتداد لبنان وذلك بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو مذهبية أو طائفية».
واعتبر عون «أن النهوض بالبلد من جديد مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة لا سيما في ظل توفر الإرادة الحقيقية» واكد على «أهمية الدعم الدولي للبنان اقتصادياً وسياسياً، لكن علينا نحن بدورنا ان نقوم بما علينا من إصلاحات اقتصادية وفي المجال المصرفي وغيره من أجل استعادة الثقة الدولية» واعداً بزيارة المنظمة في أول زيارة له إلى روما.