لبيد إزاء التطبيع مع السعودية: لن نحصل على “الكأس المقدسة” إلا بـ “حكومة وسط”

حجم الخط
1

الصفقة السعودية هي اللعبة الأكثر أهمية والوحيدة في الملعب السياسي. تحالف إقليمي بإدارة أمريكية – سعودية – إسرائيلية يمكنه أن يقترح حكماً بديلاً في غزة، وبناء جبهة أمام إيران ومشروعها النووي، واشتراط إعمار لبنان وسوريا بترتيبات أمنية ثابتة ووضع أفق للقضية الفلسطينية، الذي سيوقف انهيار مكانتنا الدولية.

“اتفاق التطبيع” حالة نادرة، فيها فكرة منظمة واحدة تحل عدة مشاكل أمنية استراتيجية. في الوقت نفسه، تخلق أفقاً سياسياً وفرصاً اقتصادية مثيرة في منطقة كاملة. هذه الصفقة هي المرساة الرئيسية للبرنامج السياسي الذي طرحته مؤخراً، وهو أحد الأمور القليلة التي تتفق عليها كل من إدارة بايدن وإدارة ترامب. باستثناء المتطرفين الذين سيطروا على الحكومة، فإن الجميع يعرفون أن هذه الصفقة حيوية لأمن إسرائيل واقتصادها.

هذه الصفقة لن تحققها إلا حكومة وسط في إسرائيل، لسببين: حلف دفاع بين أمريكا والسعودية، لكنه يحتاج إلى أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ. أي أن إدارة أمريكا تحتاج إلى صوت 15 سيناتوراً في الحزب الديمقراطي (إذا لم يعارض الانفصاليون في الحزب الجمهوري)، إضافة إلى أصوات السيناتورات في الحزب الجمهوري.

المشكلة أن الديمقراطيين في مزاج سيئ تجاه حكومة اليمين المطلقة. القيادة الديمقراطية تكره نتنياهو، ولا مصلحة لها في مساعدة حكومته والتعرض للإدانة بسبب ذلك في قاعدتها. أما حكومة وسط في إسرائيل فقد تعمل إلى جانب إدارة ترامب، الذي معه لنا الآن علاقات جيدة ودافئة، ويمكن جلب أصوات الديمقراطيين المطلوبة لتمرير الصفقة في مجلسي الشيوخ والنواب.

السبب الثاني هو العامل الفلسطيني. الحكومة الحالية غير قادرة على إعطاء السعودية حتى القليل مما تطلبه في المسألة الفلسطينية، من تعاون رمزي للسلطة في إدارة قطاع غزة، والإعلان بأن إسرائيل ستوقف كل الهذيانات الخطيرة حول “ضم المناطق” [ضم الضفة الغربية]، رغم أنها تخلت عن إمكانية الانفصال عن الفلسطينيين على أساس حل الدولتين في المستقبل.

يمكن تقييد هذا القليل بشروط غير بسيطة يجب على الفلسطينيين تحقيقها. ولكن لا يوجد في الحكومة الحالية من يمكن التحدث معه. بن غفير وسموتريتش والفرع المزدهر لحزب “قوة يهودية”، الذي نما في الليكود، سيستمرون في قول “لا” لأي اقتراح. وسيواصل الحريديم التساوق مع شارعهم.

أما حكومة وسط في إسرائيل في المقابل، فربما تطرح عدة شروط صعبة وواقعية من أجل التقدم أمام الأمريكيين والسعوديين. ستتأكد من أنه لن يكون للسلطة الفلسطينية أي صلة بالشؤون الأمنية في غزة، وأن أي تقدم سياسي سيكون مشروطاً بإصلاح شامل في مناهج التعليم الفلسطينية وفي مكافحة الإرهاب.

هذه عملية تستغرق سنوات، سيكون فيها على السلطة الفلسطينية أن تثبت ذلك، وهذا عبء كبير. في هذه السنين، يمكن العمل مع شركاء إقليميين أقوياء لإسقاط النظام في إيران والقضاء على مشروعها النووي والتأكد من تشكيل قيادة بديلة لحماس في غزة، وترسيخ الحدود في سوريا ولبنان، والبدء في بناء اتفاقات سياسية ثابتة معهما.

اتفاق التطبيع مع السعودية هو “الكأس المقدسة” للسياسة الإسرائيلية. والطريقة الوحيدة للتوصل إليه هي حكومة وسط.
يئير لبيد
هآرتس 20/12/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه ما معنى الكأس المقدسة التي يقصدها لبيد الصهيوني اليهودي يا دودي 🤔😤

اشترك في قائمتنا البريدية