“لعم” أردنية لأغراض “العبور” بين “كمائن” ترامب.. “تدوينات” لتأكيد الثوابت بانتظار “الورقة المصرية”

حجم الخط
2

عمان ـ “القدس العربي”: برزت وجهتا نظر خلال الساعات القليلة الماضية في السياق التحليلي لمضمون ونتائج لقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن الثلاثاء.

الأولى عبر عنها سياسيون بالإشارة إلى أن الأردن تمكن من “الإفلات” والعبور من “كمين سياسي محكم” بالحد الأدنى من “الخسائر والاحتكاك والتداعيات” عندما اعتمد على صيغة “لعم” لأفكار ومقترحات ترامب بخصوص “تهجير أهل وسكان غزة” بدلا من صيغة “لا ” أو معادلة “نعم”.

في الوقت ذاته، أفلتت عمان من مطب “حجب المساعدات” الأمريكية عندما أعلن العاهل الأردني استعداد بلاده لاستقبال 2000 طفل من غزة مصابين بالسرطان لأغراض العلاج طويل الأمد مع افتراض بأن استقبالهم سيحصل مع “عائلاتهم” وهو أمر اضطر ترامب للترحيب به علنا.

وجهة النظر الثانية تلك التي تشير إلى أن الوفد الأردني فوجئ بترتيبات “إعلامية” بعد اتفاق ضمني تحدثت عنه علنا مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي بمعنى أن ترامب يريد استعراض مقترحاته المثيرة للجدل بحضور الجانب الأردني، فانتهى المشهد بسلسلة مراوغات وعبارات عمومية كان أهمها الحديث الأردني عن أولا- وجود تصور مصري سيتم تقديمه، وثانيا الوقوف أردنيا خلف “موقف عربي جماعي” سيناقش الملف خلال لقاء قمة في السعودية.

عمليا، لم تعرف بعد الظروف والاعتبارات التي دفعت القيادة الأردنية لطرح سؤال “الكيفية” التي سيتم بموجبها تنفيذ سيناريوهات ترامب مما دفع الصحافة الرسمية المصرية لاحقا لمهاجمة الأردن وحصرا عند العبارة التي يقول فيها الملك إن المطلوب “صيغة فيها مصلحة الجميع” قبل تسريب الحيثيات التي ترجح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وبعد الإصغاء لتمسك ترامب بمقترحاته بشدة وحزم قرر “تأجيل زيارته لواشنطن”.

واضح أن عمان قررت الاستناد إلى “موقف عربي” لم يتبلور بعد.

الأوضح أن مناورات الهروب من ترامب وإحراجاته تطلبت سياسة “أقل الخسائر” كما اقتضت جذب وسائل الإعلام إلى “ورقة مصرية شاملة” قيل أن وزير خارجية مصر حملها معه إلى واشنطن تتضمن إعادة الإعمار بدون”تهجير السكان” وفي الأثناء التركيز على أن موقف الأردن، الذي بدا “مرنا” عموما ينتظر بلورة إجماع عربي.

الوفد الأردني خاض في المواجهة الأولى مع ترامب دون التمكن من الاطلاع على أي خطة مفصلة أو واضحة أو تتضمن حلولا منطقية قابلة للتطبيق.

وفراغ المعطيات عند أعضاء الوفد الرسمي الأردني ظهر في الحلقة المفقودة، والملك تمسك بالمبدأ الأساسي، الذي ستعتمد عليه القرارات الأردنية، وهو معادلة “مصلحة شعبي” وإلى أن يتم “تعريف” مصلحة الشعب الأردني داخليا، ستبقى المسألة على الأرجح محتاجة للمزيد من التوضيحات والشروحات.

ما حصل أمام الكاميرات في لقاء البيت الأبيض المرتقب بكثافة يختلف عن سلسلة تصريحات “أردنية” وحصرا ملكية أعقبت اللقاء، وحصرا عبر منصة “إكس” حيث موقف الأردن “ثابت” ضد التهجير من غزة والضفة الغربية، مع إشارة إلى أن ذلك هو الموقف العربي الموحد.

أشار الملك في تدويناته بعد محطة ترامب المزعجة المقلقة إلى أنّ الأولوية يجب أن تكون إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع.

لاحقا، اعتبرت التدوينة الملكية أن السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهذا يتطلب الدور القيادي للولايات المتحدة، مع الإشارة إلى أنّ ترامب رجل سلام، وكان له دور محوري في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فلسطيني مغترب ببريطانيا:

    لعم هي بداية النهايه.

  2. يقول علي الفايز/الاردن:

    هذه لعم هي سبب مصايب الشعب الفلسطيني ، منذ احتلال الضفة الغربية الفلسطينية من الحكم الاردني، ويبقى السؤال الصعب لماذا لم يقم الاردن دولة فلسطينية في الضفة الغربية وهي تحت الحكم الاردني منذ عام ١٩٤٨ الى ١٩٦٧؟

اشترك في قائمتنا البريدية