لليمين الداعي لإسقاط السلطة الفلسطينية: “لا بديل”.. وضابط كبير: معركة عبثية

حجم الخط
1

العملية الإجرامية أمس على طريق 55 والتي كلفت حياة ثلاثة إسرائيليين، بعثت مشاعر قاسية لدى السكان من رجال ونساء. لكن ينبغي الاعتراف بأنه لن يكون ممكناً منع مثل هذه العمليات تماماً. على شريان حركة سير مركزية يسافر فيه يهود وفلسطينيون لا يوجد حل عسكري لخلية تقرر اعتلاء مركبة مع سلاح وتنفيذ عملية.

مع ذلك، فإن من ينثر تصريحات عن “سور واقٍ 2” أو “نابلس يجب معاملتها كجباليا” يعرف أنه يتحدث في الهواء، بل ويفعل هذا من كرسي وزير وعضو كابنت، وهو الأمر العبثي على الإطلاق.

عملياً، السياسة هي بذل جهود جبارة لخلق تمييز بين السكان المدنيين والإرهابيين ومساعديهم، هذا إلى جانب أعمال هجومية متسارعة وزيارة لكل بلدة وقرية فلسطينية بشكل دائم ومتواصل دون أي قيد على استخدام القوة، وإلا سيكون المعنى اتساع دائرة الإرهاب في ثلاثة ملايين فلسطيني وتفاقم مشاكل إسرائيل في الجبهة، خصوصاً حين يكون السكان متداخلين خلف الخط الأخضر.

هذا ليس “مفهوماً مغلوطاً” مثلما في غزة، لأنه بالتوازي يبذل جهد هائل من الجيش الإسرائيلي ومؤخراً أيضاً من السلطة الفلسطينية، لمكافحة الإرهاب وبخاصة حماس. وعليه، ففي 2024، السنة التي لم تكن فيها جبهة الضفة ولا حتى في المكان الثاني في مركزيتها أحبطت 1.040 عملية ذات مغزى (2 – 3 عملية في اليوم) إلى جانب إحباط تهريب وسائل قتالية، بما في ذلك عبوات شديدة الانفجار. صحيح أن عدد المقتولين والقتلى في 2024 ارتفع قليلاً (46 مقابل 43، وكل مقتول هو عالم بكامله)، لكن في 2024 نفذت 231 عملية ذات مغزى مقابل 414 عملية في 2023. يشير الأمر إلى ميلين: من جهة، زيادة الكثافة منذ 7 أكتوبر تعطي ثماراً: غير قليل من الكوابح تحررت، مثل الغارات الجوية، واستغل الجيش و”الشاباك” المعلومات الاستخبارية النوعية لإنقاذ حياة الكثيرين في عمليات خاصة وأعمال جارية.

بالمقابل، عندما تنجح عملية في الإفلات وتخرج إلى حيز التنفيذ، فإنها أكثر فتكاً بسبب وسائل القتال كالسلاح الناري، والعبوات ذات المواصفات المعيارية وغيرها. كما أن مستوى مهنية المخربين في ارتفاع. في توثيق نشر من الساحة أمس، بدا المخربون يأتون في مركبة، ويخرجون منها بعد دقيقة، وعندها يفتح أحد المخربين النار نحو باص وسيارة. مصادر في الجيش فحصت المواد، تقول إنها تدل على مستوى من التجنيد والمهنية الاستخبارية أكثر من ذاك الذي رأيناه في الضفة في العقد الماضي. كل هذا بالطبع لا يأتي لإزالة مسؤولية الجهاز عن العملية أمس في قلب قرية الفندق، التي تعتبر قرية هادئة بالذات، حيث يشتري اليهود ويتجولون بشكل حر بين المحلات. الخلية التي نفذتها كانت على بؤرة استهداف “الشاباك” والجيش، ولكنهما فوتاها. وينبع الخلل لأن الخلية خرجت للعملية من منطقة لم يعمل فيها الجيش ولم تكن أجهزة السلطة فيها ناجعة كما ينبغي. والآن، سيكون جهاز الأمن مطالباً بالتحقيق فيما إذا كانت المعلومات قد نقلت إلى الأجهزة رفع مستوى أعمال الإحباط للإرهاب، ومن أي نقطة بالضبط انطلق المخربون إلى الدرب.

مهما يكن من أمر، فإن الرد الصائب هو استمرار الهجوم المركز والمتواصل في عاصمتي الإرهاب، جنين ونابلس، مثلما جرى على أي حال في الـ 15 شهراً الأخيرة. “الدفاع معركة عبثية”، يقول ضابط كبير. بالمقابل، يقول رئيس مجلس “السامرة” يوسي داغان، إنه يمكن تقليص العمليات إذا ما تضاعفت الحواجز. يدعي الجيش بأن عشرات محاور السير سدت في السنة الأخيرة، لكن سد المحاور لا يساعد بالضرورة على خلق سيطرة أمنية وينقل الحركة إلى محاور جانبية وثانوية ليس للجيش فيها وسائل تحكم أو رقابة واستخبارات متطورة. ليس سراً أن اليمين كان يريد رؤية خطوة أبعد أثراً حقاً: انهيار السلطة الفلسطينية. ينبغي الرد على هذا، لأنه وإن كانت السلطة ليست محبة لصهيون ولا تشكل خطراً، لكن نظام أبو مازن لا يزال يعتبر حماس عدواً. أمس، سلمت الأجهزة للجيش الإسرائيلي مخربة نفذت عملية قرب قوات الأمن. هذا ليس لواء آخر في فرقة الضفة، لكن الحقيقة بسيطة: مسلحون فلسطينيون يساعدون في إحباط الإرهاب ليلة إثر ليلة.

إضافة إلى ذلك، فإن المطالبين بانهيار السلطة يصعب عليهم أن يشرحوا من سيحل محلهم بالضبط: ففي هذه الأيام، يخدم في فرقة الضفة 20 كتيبة إضافة إلى وحدات خاصة. تخرج أجهزة السلطة وستحتاجون إلى عدد مضاعف. من أين ستجلبونه؟

يوسي يهوشع

يديعوت أحرونوت 7/1/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    فلتسقط سلطة العار والتنسيق الأمني مع عصابة بنغفير وسموتريتش و على رأسهم سفاح أطفال ونساء غزة العزة ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🔥

اشترك في قائمتنا البريدية