القدس- “القدس العربي”:
أدى مئات المستوطنين المتطرفين طقوس تقديم “القرابين النباتية” على “باب القطانين” في أحد أكبر حشود الصلاة على أبواب المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967.
واحتشد مئات المستوطنين المتطرفين في سوق القطانين في سادس أيام “عيد العُرُش” التوراتي، وأدوا طقوس تقديم “القرابين النباتية” متوجهين في صلاتهم إلى قبة الصخرة المشرفة.
وبحسب الباحث المقدسي زياد ابحيص فإن هذه الصلوات بدأت على أبواب الأقصى في عام 2017 بعد أن قضت محاكم الاحتلال بـ “حق اليهود” بالصلاة على أبواب الأقصى.
وقال ابحيص لـ”القدس العربي” إن جماعات الهيكل تسعى من خلال أداء هذه الطقوس إلى تحقيق هدفين: الأول: هو إشراك أكبر عدد ممكن من المستوطنين في الطقوس التوراتية التي تقصد تغيير هوية المسجد الأقصى، إذ إن الكثير من المتطرفين الصهاينة ما زالوا يتمسكون بالمنع التوراتي الذي تفرضه الحاخامية الرسمية على اقتحام اليهود للمسجد الأقصى المبارك لعدم تمتعهم بشرط “الطهارة من نجاسة الموتى”، وبهذه الطريقة فإن جماعات الهيكل تتكيف مع هذا المنع وتوسع نطاق المتطرفين المشاركين في جهدها لتغيير هوية المسجد الأقصى بالتعامل معه وكأنه هيكل دون الدخول إليه، ومن خلال التوجه إليه بالصلاة وتقديم القرابين على أبوابه.
أما الهدف الثاني بحسب ابحيص فيتمثل في تحقيق “السيطرة الصوتية” على المسجد الأقصى خلال أوقات الاقتحامات، فهذا الصوت المرتفع من أمام باب القطانين غرب المسجد يحاكي نفس أصوات الصلوات التي تؤدى داخله، بحيث يصبح صوت الطقوس التوراتية هو الصوت المهيمن على الأقصى خلال ساعات الاقتحام.
وظهر مستوطنون يتناوبون على تقديم القرابين مع ترديد مقاطع من التوراة مصاحبة له.
وهذه هي المرة الخامسة لفرض “القرابين النباتية” في الأقصى خلال “عيد العُرُش” الحالي.
وتهدف جماعات الهيكل المتطرفة من جلب القرابين إلى المسجد الأقصى إلى تكريس التعامل معه وكأنه قد بات الهيكل المزعوم الذي “تحل فيه روح الرب” وفق الفهم التوراتي، ولذلك يحرصون أيضاً على اقتحامه حفاةً كما يظهر في الفيديو، من باب تأكيد التعامل معه وكأنه “أقدس مقدسات اليهود”.
ويرى ابحيص أن ذلك يأتي استكمالاً لتغيير هوية المسجد الأقصى والتعامل معه وكأنه هيكل خلال اقتحامه، حيث يحرصون على الغناء والتصفيق وتأدية الطقوس بصوت مرتفع في الساحة الغربية للمسجد الأقصى.
وشدد ابحيص: “تأتي هذه المحاولة لفرض الطقوس التوراتية في كل أجزاء المسجد الأقصى المبارك في إطار “التأسيس المعنوي للهيكل” والذي يعني التعامل مع المسجد الأقصى وكأنه هيكل حتى وإن كانت أبنيته ما تزال إسلامية، على اعتبار أن هذا التأسيس المعنوي يشكل مقدمةً للتأسيس المادي”.
ويركز المقتحمون طقوسهم التوراتية في الساحة الشرقية للأقصى والتي يتعاملون معها وكأنها كنيس غير معلن، إلا أنهم يحرصون في الوقت عينه على توسيع نطاق الطقوس لمساحات أخرى في المسجد تعبيراً عن عدم اكتفائهم بها، وعن تمسكهم بتغيير هوية المسجد الأقصى بكامل مساحته.
وحرص العشرات من المستوطنين الصهاينة اليوم على أداء طقوس تقديم “القرابين النباتية” و”الصلاة المضافة” الخاصة بعيد العُرُش التوراتي في ساحة الإمام الغزالي المقابلة لباب الأسباط في الجهة الشمالية الشرقية للمسجد الأقصى، خلال أيام عيد العُرش التوراتي.
وساحة الغزالي هي الساحة ذاتها التي سبق أن كانت مركز هبة باب الأسباط التي فرضت على الاحتلال التراجع عن البوابات الإلكترونية في عام 2017، كما أن باب الأسباط المجاور لها في السور الشرقي للقدس سبق أن اقترح مشروع “كيدم” في 2007 تحويله إلى مدخل تهويدي رديف لباب المغاربة الواقع في سورها الجنوبي.
واقتحم 774 مستوطنا، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن مجموعات متتالية من المستعمرين وبأعداد كبيرة اقتحمت المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، في سادس أيام “عيد العرش” اليهودي.
وعززت قوات الاحتلال من تواجدها في البلدة القديمة، والمسجد الأقصى، ومحيطه، منذ ساعات الفجر، بداعي تأمين اقتحامات المستعمرين.
وانتشر العشرات من عناصر شرطة الاحتلال على أبواب الأقصى، وطرقاته، وعلى أبواب البلدة القديمة، فيما عرقلت وصول المصلين.
كما أغلق الاحتلال الطرقات في منطقة باب الأسباط، وسمح للمركبات والحافلات التي تقل المستوطنين المرور باتجاه باب المغاربة وصولاً لساحة البراق.
يذكر أن هناك تصاعدا مستمرا في أعداد المستعمرين المقتحمين للمسجد الأقصى، حيث كانت أعدادهم قبل عدة سنوات لا تتجاوز الـ5 آلاف سنويا، في حين وصلت هذا العام إلى أكثر من 60 ألف مقتحم.
وعلى إثر الاقتحام الصباحي والمسائي، كثّفت قوات الاحتلال من وجودها في البلدة القديمة من القدس، وفي محيط المسجد الأقصى، منذ ساعات الفجر، بحجة تأمين الحماية للمستوطنين. كما انتشرت قوات شرطة الاحتلال بشكل مكثّف على أبواب المسجد، وفي الأزقة المؤدية إليه، بالإضافة إلى نشر الحواجز التي عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى.
وفي إجراء آخر، أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى منطقة باب الأسباط، وسمحت فقط لحافلات المستوطنين بالمرور باتجاه باب المغاربة للوصول إلى حائط البراق. ويذكر أن هذه الاقتحامات تأتي في سياق تصعيد ملحوظ لأعداد المستوطنين الذين يدخلون المسجد الأقصى.
ههه يستعجلون قدرهم بالسحر الأسود التلمودي يا دودي 🇵🇸🤔✌️