لماذا ترى إسرائيل ساحة أبو إدريس الشرفي في العراق “صورة استثنائية”؟

حجم الخط
1

ينبغي الانتباه لصورة استثنائية بشأن أبو إدريس الشرفي، ممثل الحوثيين في بغداد. حكومة العراق وضعت تحت تصرفه مسكناً ومكاتب في حي مميز ومحروس في العاصمة، حيث يدير علاقات جديدة مع الميليشيات العراقية وممثلي الحكم الإيراني. ويقفز بين الحين والآخر، إلى طهران أيضاً.

التعاون بين الميليشيات العربية التي تحت رعاية إيرانية وبين قيادة الحوثيين في اليمن، لم يعد يتضمن فقط الهجوم على السفن في البحر الأحمر وفي خليج عدن. قال أبو إدريس الحوثي في مؤتمر صحافي إنه “بتعليمات طهران، شاركت الميليشيات العربية في هجوم على أهداف في إيلات. وميناء حيفا أيضاً على بؤرة الاستهداف الآن.

إسرائيل أمام سبع ساحات: حزب الله في لبنان، وحماس و”الجهاد الإسلامي” في غزة، والحوثيون في اليمن، و”فيلق القدس” في سوريا، والميليشيات الشيعية في العراق، ومجموعة فلسطينية في الضفة الغربية، وبالطبع إيران. وهذه تعلن أن لا مصلحة لها في حرب شاملة مع إسرائيل، لكن إذا ما عملت هذه في أراضيها، أو شددت الهجمات في لبنان – فسيكون الرد أليماً. ربما نضيف إلى القائمة أفغانستان وباكستان، اللتين تضغطان لإرسال، وربما أرسلتا، مقاتلين إلى المنطقة.

بالتوازي، تواصل الجماهير الأردنية التظاهر ضد إسرائيل. لكن بينما عمان تصدر دعوات ضد إسرائيل من داخل البرلمان، لكن الأردن يخفض رياح الحرب، بإلهام من القصر الملكي. ومصر بالذات، ذات البطن المليئة على إسرائيل جراء الأعمال في محور فيلادلفيا، تحافظ على الهدوء. ثمة نقد، ولا مؤشرات لفتح جبهة أخرى.

في هذا السياق، منذ أشهر وأنا أزعج نفسي في مسألة ماذا سيحصل إذا ما وقف “فقط” 100 ألف طالب عمل على الحدود مع إسرائيل في طابا. هذا الكابوس يتحقق في قسم منه الآن، صحيح أنه ليس 100 ألف، لكن عدد المصريين الذين يبحثون عن رزق في إسرائيل، تقلق الطرفين جداً.

فهل نسمح لهم بالدخول؟ نخلق لهم أماكن عمل في الفنادق في إيلات؟ في مواقع البناء؟ ماذا ستقول القاهرة؟

في سوريا، الرئيس الأسد يسيطر عمليا على دمشق ومحيطها فقط. وثمة قوة روسية من ضباط وجنود في قواعد سلاح البحرية، وضباط استخبارات ومنشآت، وثمة قوة أكبر للحرس الثوري. لم يصحُ النظام السوري بعد من قضية اغتيال المستشارة الكبيرة لونا الشبل، التي كانت محوطة بخصوم وعلى رأسهم زوجة الرئيس أسماء، وتحت حساب مفتوح من جانب الإيرانيين. الشبل الحسناء، صفيت على ما يبدو في حادث طرق غريب على أيدي قوة إيرانية. أخوها، العقيد ملحم الشبل، يخضع للتحقيق للاشتباه بنقل معلومات إلى إسرائيل، وزوجها في الإقامة الجبرية بعد أن حاول الهرب من سوريا.

في هذه المرحلة، تفكيك الأنفاق في محور فيلادلفيا ووقوف الجيش الإسرائيلي على طول الجانب الفلسطيني من معبر رفح يعقد نقل السلاح والعتاد العسكري الإيراني إلى القطاع. لكن الخبراء يدعون بأن التسريب لم يتوقف عبر دول إفريقية. بالتوازي، تتخلى إيران أغلب الظن عن محاولات تهريب السلاح إلى الضفة الغربية، لأن الأردن لا يتعاون. تتذكر طهران الهجوم على طائرات سلاح الجو الإيراني التي حاولت التسلل إلى أراضي إسرائيل. السعودية، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وإسرائيل والأردن، تصدت للطائرات في عملية مشتركة.

لم يسبق لإسرائيل أن تصدت بالتوازي لهذا العدد الكبير من الجبهات العربية وواحدة خطيرة جداً، إيرانية. تخيلوا حجم التحدي أمام الجيش الإسرائيلي إذا ما جرى توحيد تام لقوات الأعداء. هذا في الوقت الذي لا يسيطر فيه أبو مازن إلا على أجزاء من الضفة ويتعرض للنقد على إصراره على عدم إجراء انتخابات، وعلى الفساد العام والتردي في أداء المستويات العليا في السلطة الفلسطينية، وعلى أنه لا يطالب بتحرير مروان البرغوثي من السجن الإسرائيلي.

سمدار بيري

 يديعوت أحرونوت 17/7/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو أشرف- ماليزيا:

    نسيت الحقيقة المؤكدة: أن هذه الجبهات، وعلى رأسها المقاومة الصامدة والمحاصرة في غزة، تواجه أمريكا القوة العظمى بكل أسلحتها المتطورة مع الغرب الإمبريالي الصهيوني: بريطانيا وألمانيا وغيرها.
    لولا أمريكا والغرب وبعض عبيدهم من قادة العرب، للأسف، ما بقيتم دقيقة واحدة في فلسطين لأنكم أجبن وأضعف أن تحاربوا.
    لكن نهايتكم قربت أنتم وأمريكا وكل من حارب نيابة عنكم.

اشترك في قائمتنا البريدية