لماذا حضر عنصر المفاجأة في قصف إسرائيل للقنصلية في دمشق وغاب في الهجوم الإيراني

حسين مجدوبي
حجم الخط
16

لندن- “القدس العربي”: في الوقت الذي تدرس فيه مراكز التفكير الإستراتيجي والعسكري نوعية الضربات التي وجهتها إيران إلى الكيان الإسرائيلي، فجر الأحد الماضي، ظهر في العالم العربي تيارٌ يعتبر ما يجري مسرحية عسكرية متفق عليها. ويمكن تفسير هذا النوع من التفكير بضعف الثقافة العسكرية والتطرف المذهبي وآثار التطبيع مع الصهاينة، أي اختراق شريحة من المثقفين العرب.

ويعود الادعاء بأن ما يجري هو نظرية إلى أن إيران أعلنت الهجوم على إسرائيل، وكان الجميع يتابع الطائرات المسيرة، في حين باغتتها إسرائيل بضربها القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق. ويقولون بأن الحرب هي خدعة ومفاجئة، لكن اختفى أو انعدم هذا المعطى في هجوم 13 أبريل ضد إسرائيل. ما الفرق بين الهجوم على القنصلية والهجوم ضد إسرائيل؟

 ظهر في العالم العربي تيارٌ يعتبر ما يجري مسرحية عسكرية متفق عليها. ويمكن تفسير هذا النوع من التفكير بضعف الثقافة العسكرية والتطرف المذهبي وآثار التطبيع مع الصهاينة

كان هجوم إسرائيل مباغتاً لسببين رئيسيين، وهما: لا أحد كان ينتظر هجوماً على قنصلية دبلوماسية، لأن القانون الدولي يحمي التمثيليات الدبلوماسية. ثانياً، المسافة بين قاعدة نيفاتيم، التي انطلقت منها مقاتلات إف 35 التي ضربت القنصلية لا تبعد جواً سوى 350 كلم من العاصمة السورية دمشق، وكانت هذه المقاتلات تحلّق في شمال إسرائيل، أي المسافة أصبحت أقل من مئة كلم جواً. علاوة على هذا فإن المقاتلات إف 35 لديها إمكانية الضرب والتهديف من مسافة تتجاوز 120 كلم. وبالتالي، قصر المسافة يجعل اعتراض هذه الصواريخ عملية صعبة، وهنا يحضر عنصر المفاجأة والمباغتة.

في المقابل، لم يكن الهجوم الإيراني مفاجئاً للأسباب التالية، وهي: أولاً، إيران أعلنت أنها سترد على إسرائيل، وأخبرت بذلك عدداً من العواصم الكبرى، مثل بكين وموسكو والرأي العام العالمي. ثانياً، استعملت إيران قرابة 200 من الطائرات المسيرة أغلبها من نوعية الشاهد، وهي طائرات يتم رصدها بسهولة للغاية، لا سيّما في منطقة تعيش حالة استنفار، وتتعقب الرادارات الحربية لدول المنطقة، أو في السفن الغربية والقواعد الغربية، كلَّ جسم طائر، ثم إن الأمر يتعلق بطائرات لا تتجاوز سرعتها 300 كلم في الساعة. وبالتالي، عندما رصدت إسرائيل والدول الغربية انطلاق المسيرات أعلنت ذلك للعالم بساعات، واستعدت لإسقاطها. لم يحدث الأمر نفسه في حالة الصواريخ المجنحة، إذ جرى الحديث عنها بعد اعتراضها، وبعد أن ضربت أهدافاً عسكرية في إسرائيل، مثل قاعدة نيفاتيم. لماذا؟ لأن الصواريخ، خاصة المجنحة، تناور، وتختفي، وهي سريعة جداً.

في الحرب الروسية- الأوكرانية، تعتمد روسيا طائرات الشاهد، ويرصد الجيش الأوكراني هذه الطائرات المسيرة، لكنه لا يستطيع اعتراضها كلها، فمن جهة، لا يمتلك سلاح طيران كافياً لاعتراضها جواً، ومن جهة أخرى، لا تستطيع الدول الغربية المشاركة في اعتراضها جواً بالمقاتلات. ويحدث العكس في حالة إيران، إذ تمتلك إسرائيل أنظمة دفاع جوي متطورة ومقاتلات.

في الوقت ذاته، تكفّلت الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، باعتراض معظم الطائرات المسيرة. ماذا لو لم تشارك الدول الغربية في اعتراض المسيرات والصواريخ الإيرانية؟ كل تحليل عسكري، سينتهي إلى خلاصة بأن إسرائيل كانت ستعترض نصف الطائرات والصواريخ، بينما النصف الآخر كان سيصيب الأهداف المنتقاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لماذا حضر عنصر المفاجأة في قصف إسرائيل للقنصلية في دمشق وغاب في الهجوم الإيراني أستاذ حسين مجدوبي تحليك في هذا المقال غير موفق على الإطلاق ليس المرة الأولى تضرب إسرائيل وتقتل أشخاصا ذوي شأن ب النسبة لإيران وفي كل مرة إيران تصرح بعبارة واحدة لأن يمر هذا دون رد والرد في الوقت المناسب ولم يراء أحد أي رد على الإطلاق سنين وإذا تم رد يتم عن طريق الوكلاء في سوريا والعراق واليمن ب مناوشات لا قيمة لها بعيد عن الأراضي الإيرانية لإعطاء الحجة لإسرائيل لضرب وتخريب دول العالم العربي هذه الدول تم تدميرها بسبب وجود وكلاء إيران في هذه الدول وأصبح مفهوما لعالمنا العربي التعيس المنكوب أن إيران سبب من أسباب الخراب في المنطقة المهم المفهوم في القانون الدولي أي سفارة في أي مكان في العالم تعتبر أرض البلد التي تمثلها. وأصبحت إيران أضحوكة في عالمنا العربي عندما يتم ضربها من قبل الجيش الذي لا يقهر ولا ترد والآن أول ( 1 )

  2. يقول محي الدين احمد علي رزق:

    المسرحية عندما قطع بايدن رحلته وعاد إلا البيت الأبيض لماذا لا أعلم وبعد ذلك البروباغاندا على جميع المحاور وعلى وسائل الإعلام في الغرب ب الكامل مثل الإعلان عن يوم التخفيضات عن السلع الكهربائية والمعروف عن الحرب أنها خدعة ومن أسباب نجاح أي معركة مهما كانت بسيطة السرية إيران ستضرب إسرائيل وضربة ستكون موجعة وكل هذا لاكتساب إسرائيل عطف الشعوب الأوروبية وتبيض وجه إيران وجر المنطقة لتوسيع الحرب في المنطقة ووضع باقي الدول في حرب أو الاستسلام الكامل باسم السلام في منطقة منكوبة منكوبة وبعد كل هذا أين تأسري الضربة الموجعة وإسرائيل حققت مع أمريكا وإيران جميع الأهداف المطلوبة والمضحك إعلان البيت الأبيض أنه بريء من ضرب القنصلية الإيرانية وتبليغ إسرائيل لأن تكون شريكة في الحرب على إيران. وبعد ذلك كل من يقول إنها غير أنها مسرحية لا يعلم عن فن التمثيل شيئا وللأسف هذه المسرحية درجة ثالثة والجميع كومبارس أيضا درجة عشرة. ( 2 )

  3. يقول وفاء:

    انها مسرحيه تشفي الصدور وتثلج القلوب وتغيظ الخونه والحاقدين ياليت هذه المسرحيه تمثلها وتكررها احدى الدول الاسلاميه في الاسبوع القادم وتكررها دوله ثالثه في اسبوع ثالث

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية