وهل خمد أوار الأولى لترتفع شرارة الثانية؟ ألم تقرر جبهة البوليساريو وقبل أكثر من ثلاث سنوات العودة إلى ساحة القتال، بعد أن أعلن زعيمها في أعقاب تدخل القوات المغربية في منطقة الكركارات لتأمين المعبر الحدودي، الذي قام منتسبون لها بغلقه، أن الجبهة «أنهت وقف إطلاق النار المستمر منذ تسعة وعشرين عاما مع المغرب، لاستئناف كفاحها المسلح»؟ كما قد يقول البعض.
ثم هل كان جديدا أن يلمح، أو يحذر الأمين العام للأمم المتحدة من حدوث حرب ما في تلك المنطقة، ويعبر مثلما فعل في آخر تقرير أعده للجمعية العامة، ونشر الاثنين قبل الماضي، عن شعوره «بقلق عميق ازاء تطور الوضع في الصحراء الغربية»؟ ألم يصرح وفي أكثر من مناسبة، لعل أبرزها كان مع بدء مشكلة الكركارات، أن لديه مثل ذلك الشعور، كما قد يضيف آخرون. لكن السؤال الذي قد يطرح الآن هو، ما الذي دعا غوتيريش وفي هذا الظرف بالذات لأن يكشف عن مثل تلك الهواجس والمخاوف، مما قد تؤول إليه الأمور في الصحراء؟
ربما سيقول البعض إن تقريره لم يكن على صلة أو علاقة مباشرة بالتطورات الأخيرة، التي حدثت في ذلك الملف، خصوصا على المستوى الدبلوماسي بعد الاختراقات التي حققتها الرباط في الشهور الماضية، في اتجاه إقناع مزيد من الدول الأوروبية والغربية بالخصوص، بالمقترح الذي عرضته قبل سبعة عشر عاما لحل ما ظلت تصفه بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وكان آخرها فنلندا، التي اعتبرت الثلاثاء قبل الماضي أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يمثل «أساسا جيدا لتسوية متوافق بشأنها من قبل الأطراف»، وفرنسا التي أقرت اواخر الشهر الماضي بأن «حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرج في اطار السيادة المغربية»، وأن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يبقى «الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي»، لذلك النزاع .
إن الحسابات والمصالح والضغوط والتوازنات الدولية، ظلت هي المتحكم الأول والأخير في توجهات الهيئة الأممية ومواقفها من النزاع الصحراوي
غير أن استخدام الأمين العام للأمم المتحدة لعبارات تحذيرية، قد تكون موغلة في التشاؤم، ربما يفتح الباب أمام كثير من التأويلات. فهل كان الغرض من اختيارها هو أن يظهر حرص المنتظم الأممي، على أن يستعيد دفة إدارة نزاع، ربما بدا في وقت من الأوقات وكأنه قد خرج عن سيطرته، ويذكّر الجميع بالتالي بأنه هو وحده المسؤول عن وضع خاتمة ما للنزاع، وأن الحديث عن إغلاق الملف الصحراوي بشكل نهائي قد يكون مبكرا وسابقا لأوانه؟ في نظر الجزائريين، قد لا يبدو مثل ذلك الاستنتاج بعيدا عن الواقع، بل إن الكلمات التي اختار غوتيريش أن يبدأ بها تقريره، تجعلهم مقتنعين تماما بأن ذلك التأويل يبدو صائبا ومحقا للغاية. فقد قال المسؤول الأممي في مستهل بيانه، إن «مجلس الأمن الدولي يتناول قضية الصحراء الغربية باعتبارها مسألة سلام وأمن، وإن لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار التابعة للجمعية العامة، واللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، تتناولان قضية الصحراء الغربية باعتبارها مسألة تتعلق بإنهاء الاستعمار». وهذا ما يعيد الأمور بنظرهم إلى نقطة الصفر، ويقلص ما تعتبره الرباط نجاحات دبلوماسية في ذلك الملف. ولأجل ذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن تعلن الجزائر الأحد الماضي عن لقاء بين وزير خارجيتها أحمد عطاف، ومن وصفه بيان خارجيتها بوزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سيداتي، كان الغرض منه هو «استعراض وتباحث تطورات قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، على ضوء التقرير الذي قدمه مؤخرا الأمين العام للأمم المتحدة حول هذه القضية، وكذا في أفق الاستحقاقات الدبلوماسية المقبلة بهذا الخصوص، سواء على مستوى مجلس الأمن، أو على مستوى الجمعية العامة للمنظمة الأممية»، حسبما جاء في البيان.
لكن ما الذي جعل الصورة تبدو قاتمة وملبدة بنظر غوتريتش؟ لقد أشار الدبلوماسي البرتغالي وبوضوح إلى عاملين أساسين هما «استمرار الأعمال العدائية، وغياب وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو»، باعتبارهما «يمثلان انتكاسة واضحة في البحث عن حل سياسي لهذا النزاع طويل الأمد»، على حد رأيه، ثم عدم تعامل أطراف النزاع مع «المسار السياسي بعقل متفتح ودون شروط مسبقة»، مثلما عبر عنه بشكل ضمني من خلال دعوته لهم للالتزام بذلك. لكن ما الذي فعله بالضبط؟ هل طرح مقترحات، أو عرض حلولا عملية، ربما تساعد على التوصل إلى تسوية دائمة ونهائية للمشكل؟ قطعا لا، بل إن كل ما قام به هو أنه اكتفى بالإشارة في تقريره إلى أن السياق الحالي، هو سياق صعب «يجعل التفاوض على حل سياسي لقضية الصحراء الغربية، أكثر الحاحا من أي وقت مضى، بعد مرور ما يقرب من خمسين عاما على بدء النزاع»، على حد تعبيره. والواضح أن مثل هذا الاستنتاج يبدو غارقا في العمومية، ويغفل مسألة مهمة وهي تحديد الجهة التي تقف وراء تعثر مسار المفاوضات وتوقفها. لكن هل تخلى الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، أو حتى أسلافه وفي أي وقت من الأوقات، وكلما تعلق الأمر بالنزاع الصحراوي، عن محاولة مسك العصا من الوسط؟ ألم يفضلوا دائما وأبدا اللعب على الحبلين وإرسال إشارات مبهمة وغامضة، وربما حتى متناقضة في بعض المرات للطرفين الأساسيين في النزاع، أي الجزائر والمغرب؟ إن الحسابات والمصالح والضغوط والتوازنات الدولية، ظلت هي المتحكم الأول والأخير في توجهات الهيئة الأممية ومواقفها من النزاع الصحراوي. لكن السؤال اليوم هو كيف سيكون موقف الأمين العام للأمم المتحدة غدا من تلك القضية في صورة ما إذا خرجت بريطانيا، وهي واحدة من الدول دائمي العضوية في مجلس الأمن لتعلن عن تأييدها للمقترح المغربي بالحكم الذاتي للصحراء؟ هل سيتحدث غوتيريتش حينها أيضا عن تصفية الاستعمار في الوقت الذي تتبنى فيه ثلاث دول من أصل خمسة من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن موقف المغرب ورؤيته لحل ذلك النزاع؟ أم أنه سيفضل التمهل والتريث إلى حين أن يصدر مجلس الأمن قرارا واضحا وصريحا بدعم خطة الحكم الذاتي، التي اقترحتها الرباط فيعلن في ذلك الوقت فقط عن موقفه الجديد من تلك القضية؟ لقد كانت دعوته الخاطفة والسريعة في تقريره الأخير إلى أطراف النزاع للتعامل مع المسار السياسي بـ»عقل متفتح» ودون «شروط مسبقة» بمثابة التحذير الأخير. ومع أن الجزائريين والمغاربة قرؤوا، وعلى حد سواء ذلك التقرير بشكل إيجابي إلا أن غوتيريتش لم يكشف أبدا عن طبيعة مخاوفه من التطورات المقبلة في ملف الصحراء، فهل أراد أن ينبه من تحول مرتقب في موقف مجلس الأمن من تلك القضية؟ أم انه أراد أن يقول للمغاربة والجزائريين، إن لم تتفقوا على حل فسيفرض عليكم من الخارج؟ في كل الأحوال فان شبح حرب في الصحراء بات يشعره على ما يبدو بـ»قلق عميق» وغامض.
كاتب وصحافي من تونس
انا لدي حل للقضية جدي و عملي ينهي نزاع الاطراف كلها، و يقضي على فكرة الحرب، و على التدخل الأممي و الخارجي، و يقر و يستقر معه أمن الصحراء و المنطقة ، و يلتفت بعده الجميع إلى قضايا التنمية و التطوير، و انفاق أموال الرشى و السمسرة و تمويل اللوبيات في التنافس على اكتساب العلوم و التكنولوجيا و صناعات السلاح الرادع ، و تأمين المنطقة من اي تدخل او غزو او تلاعب أجنبي . الحل …….إستفتاء .
استفتاء يضع مصير المعنيين بأيديهم .
إذا كانوا يعتقدون انهم مغربيين و جزء من المغرب سيكون الاستفتاء فرصتهم للعودة الى المغرب بعد انفصال. و إذا رضوا بغير ذلك فلهم ذلك …. و ينصرف الجميع الى أعماله.
جميل . من ستستفتي…
.
هذا السؤال حاول مجلس الأمن الإجابة عليه ولم يجد
حلا… فأقبر الاستفتاء من حديثه… لأنه لا يعقل أن
نستفتي اناسا من مالي والنيجر التخقوا بالبوليساريو …
والمجتمع الصحراوي قبائلي .. والكل يعرف الكل ..
.
الحكم الذاتي هو الحل من أجل تقرير المصير كما
بحلو لساكنة الصحراء…
الاستفتاء لن يكون بالقطع في الصحراء المغربية بعد أن اغلقته الأمم المتحدة بصفة نهائية..بسبب اصرار الجزائر على منع عدد هائل من الصحراويين في الداخل من حق التصويت..واعطاء الحق لاشخاص من موريتانيا والتشاد ومالي والنيجر والجزائر…ولكنه قد يكون في مناطق لم تشارك في استفتاء ديغول في بداية الستينات…ولعل البعض لم يستوعب الدرس السوداني الذي انطلق من التقسيم واستقر في الحرب الأهلية..بعدما ثبت أن أنظمة العسكر لها كل الاستعداد للقبول بتقسيم البلدان..والتقاتل الداخلي من أجل الكراسي..
اخي “طارق” .
اعلم انك لم تأتي بجديد لأن المغرب هو من اقترح الاسثفتاء كحل لعلمه اليقين أن ما يصطلح عليه بالصحراويين هم مغاربة.
المشكل أن الطرف الآخر حاول اقحام من لا علاقة لهم بالصحراء الغربية في الاسثفتاء ليحسم النتيجة في اتجاه معين، حيث قام باستجلاب عشرات الآلاف من الاشخاص من مختلف دول جنوب الصحراء. الأمر الذي رفضه المغرب الذي يتشبث بلوائح السكان الذين احصتهم اسبانيا قبيل خروجها من المنطقة.
اما وقد حسم الملف، فان الطرف الآخر في ورطة اليوم مع من جلبهم واسكنهم تندوف وتكاثرو فيها واصبحو يعتبرونها أرضهم.
نعم اخي طارق الاستفتاء حل مقبول ًولكن لا تنسى على صاحبة المشكل وهي الجزائر لا تريد إحصاء لصحراويين الحقيقيين خوفاً من قلتهم في المخيمات على حسب أقوال الصحراويين الحقيقيين في مخيمات تندوف ليس يوجد إلا 30 في الماية من الصحراويين الحقيقيين في المخيمات والباقين من ناس من دول الجوار هاده لعبة جزائرية لكي تستفيد من الأزمة دبلوماسية واقتصادية
(تابع)وسجل السفير في هذا الصدد أن المسؤول الجزائري “وعلى العكس من ذلك ينكر هذا الحق على شعب القبائل الذي يعيش تحت الاحتلال منذ قرون. فلتلتزم الجزائر، إذن، وبشكل كامل، بمنطقها في دعم مبدأ تقرير المصير لصالح كافة شعوب العالم، وتقبل بمنحه لشعب منطقة القبائل”.
وأعرب عن أسفه لكون “القبائل منطقة مهملة، وسكانها الذين يفوق عددهم 7 ملايين نسمة يعيشون حالة من التهميش والفقر؛ وشبابها ونساؤها يتعرضون للاضطهاد وحقوقهم في التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات وفي حرية التنقل والحفاظ على ثقافتهم وهويتهم القبائلية، تنتهك بشكل يومي”، مضيفا أن “الشعب القبائلي المقدام يستحق تماما أن تتكفل الأمم المتحدة بضمان حقه في تقرير مستقبله بحرية وممارسة حقه في تقرير المصير، تماما كما تطالب الجزائر بذلك لسكان آخرين عبر العالم”.
كان هذا جزء من رد السفير المغربي بالأمم المتحدة على المندوب الجزائري الذي حاولاستغلال منصبه في مؤتمر أممي مخصص لموضوع “حفظ السلم والأمن الدوليين.. رفع الظلم التاريخي وتعزيز التمثيلية الفعلية لإفريقيا في مجلس الأمن”.
شكرا للاستاذ نزار أنه الاكثر الماما بمنطقته أما عن الاستفتاء كما يذكره غيري فهذا قد اقبر لانه يستحيل أن يجري لأن لا يمكن قبول استفتاء من لم ينتمي إلي المنطقة ولم يكونوا تحت الاحصاء الاسباني منذ الخمسينات من القرن الماضي الي غاية انتهاء الوجود الاسباني يعني الي 1975 ويشمل كل القبائل أما أن تأتي لساكنة من مالي الجزائر موريتانيا وحتي داخل المغرب، لكل هذا تم رفض الاستفتاء فهل هناك من تتوفر فيه الشروط ؟
الظاهر ان حل الاستفتاء الذي اقترحته لم ينل موافقة بعض الأخوة. مع انه منطقي جدا و عملي، و حجتهم ان هناك من ليسوا من الصحراء و هم سيصوتون للانفصال.
لنفترض ذلك ، انهم ليسوا من اهل البلد ، فلا يعقل ان تكون نسبتهم أكثر من نسبة أهل البلد. فحتى اذا صوتوا هم للانفصال و صوت أهل البلد للانضمام فسيكون الاستفتاء في مصلحة المغرب …. فمما الخشية إذن اذا كان هناك يقين بأن الصحراويين مغربيين و يريدون الانضمام للمغرب، و نسبتهم لابد أنها أكثر من نسبة الوافدين اذا كان هناك وافدون فعلا؟
نقولها ونعيدها، المغرب هو صاحب مبادرة الاسثفتاء.
المشكل اخي انك لا تدرك الحقيقة جيدا لكون من استقدموا لمخيمات تندوف من جنوب الصحراء يفوق عددهم بكثير الصحراويين ولأجل ذلك ترفض الجزائر إحصاء الساكنة من طرف الأمم المتحدة.
مع صعوبة إجراء الاسثفتاء فقد طرح المغرب حلا بديلا عن الحل الذي طرحه في الوهلة الأولى.
لن يكون هناك حرب و لا هم يحزنون، لان ميزان القوة عاد إلى الوضع الطبيعي من جهة المغرب، أما في ما يخص تندوف، فالمعسكر الشرقي و الإديولوجية الماركسية التي كان يعتنقها الرفاق هناك قد ذهبت من غير رجعة. و لم يبقى للجزائر الا خوض الحرب أصلا بعد فشل فرع البوليساريو في كل الجبهات، ووهذا ابعد ما يكون لان أي حرب بين البلدين تعني تدمير كامل للبنى التحتية ورخصوصا مصادر و خطوط إمداد الطاقة التي ستصبح في مهب الريح،
الصحراء مغربية بالقوة والنار والحديد ومن يقول العكس فل يتقدم شبر واحد ، انتهى الكلام أما كثرة الكلام فمعروف من الذي يثرثر