لماذا يُصر مدرب الجزائر على تجاهل فارس شايبي؟

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

ما زالت ردود الأفعال مستمرة على ما وُصفت في وسائل الإعلام الجزائرية، بأزمة استبعاد نجم نادي آينتراخت فرانكفورت فارس شايبي من قائمة المنتخب الوطني للمرة الثالثة على التوالي، لأسباب تتعلق بوجهة نظر المدير الفني السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، الذي فتح الباب على مصراعيه أمام الصحف والمواقع الرياضية لإثارة الجدل والقيل والقال حول الأسباب الجوهرية وراء خروج الشاب العشريني من حسابات الجهاز الفني لمحاربي الصحراء.

وحاول المدرب البالغ من العمر 61 عاما، تبرير قراره بتجاهل شايبي في اختياراته للقائمة النهائية التي سيعول عليها أمام توغو في مباراتي الجولتين الثالثة والرابعة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025، قائلا في رده على سؤال أحد الصحافيين مساء الخميس الماضي في الندوة الخاصة لإعلان قائمة المنتخب “فارس شايبي لاعب مثير للاهتمام، لكنه في الوقت الحالي يبحث عن مكانه في الملعب مع آينتراخت فرانكفورت. إنه ليس مهاجما، لأنه ليس حاسما بما يكفي أمام المرمى. كما أنه ليس لاعب خط وسط، لأنه لا يظهر صفات هذا المركز على أرض الملعب. لقد اخترت لاعبين في الوقت الحالي أكثر توافقا مع فكرتنا عن اللعبة”.

وفي اليوم التالي، سجل مدرب آينتراخت فرانكفورت دينو توبمولر، اعتراضه على تصريحات نظيره في منتخب الجزائر، رافضا ما وصفه بـ”التقليل” من شأن شايبي، أو كما جاء نصا في حديثه الروتيني مع الصحافيين على هامش ملحمة الأحد ضد بايرن ميونخ في ختام مواجهات الجولة السادسة للدوري الألماني “هناك من يحاول التقليل من إمكانات فارس شايبي الدفاعية، لكن هو ليس مجرد لاعب مهاري، بل يقوم كذلك بمجهودات كبيرة، إنه يحظى بتقدير من الجهاز الفني للنادي وكذلك من زملائه اللاعبين”.

وفي آخر تحديث لهذه الأزمة، علمت منصة “WinWin” من مصادرها الخاصة، أن المدرب بيتكوفيتش لا ينوي أو يخطط لإقصاء اللاعب الواعد بصفة نهائية، مشيرا إلى أن المدرب يسعى لضرب عصفورين بحجر واحد، الأول القيام بما وُصف بـ”الإجراء التأديبي” في حق اللاعب، والثاني من أجل حمايته من الضغوط والانتقادات في بداية مسيرته الكروية، وذلك من خلال التكتم على الأسباب الحقيقية وراء غيابه، وبالتبعية تجنب فضح أمره أو إحراجه أمام الجماهير والرأي العام الجزائري.

وعاد التقرير بالذاكرة إلى عطلة مارس/ آذار الماضي، حين شارك فارس ضمن التشكيل الأساسي في ودية بوليفيا، التي حسمها أبطال أفريقيا 2019 بنتيجة 3-2، وبعدها صدم المدرب ببعض التصرفات غير اللائقة، التي وضعها الجهاز الفني في خانة “الاحتجاج”، وكان ذلك اعتراضا على استبداله بين الشوطين، ما دفع بيتكوفيتش لاتخاذ إجراء تأديبي سريع، باستبعاده من المباراة الثانية في نفس العطلة أمام جنوب أفريقيا، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف في كل شبكة، ضمن البطولة الودية التي نظمتها الجزائر تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

ووفقا لنفس المصدر، كان مدرب لاتسيو الأسبق يخطط لإعادة اللاعب في معسكر سبتمبر/ أيلول الماضي، بيد أن لاعب نادي تولوز سابقا، تفنن في إثارة غضب مدرب المنتخب، بنشر إحدى الإحصائيات التي تظهر أرقامه الجيدة مع ناديه الألماني عبر حسابه على منصة “إنستغرام”، وذلك في رده على قرار إبعاده عن قائمة مباراتي غينيا وأوغندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ليضطر بيتكوفيتش للتمسك بورقة الإجراء التأديبي مرة أخرى، على أمل إعادته إلى الطريق الصحيح، وأيضا كنوع من أنواع الحرص لفرض الانضباط اللازم داخل المجموعة.

وفي الختام، أوضحت المنصة أن الأزمة تفاقمت بتورط اللاعب في تصرف ثالث أثار غضب بيتكوفيتش كثيرا، بعدم الرد أو الاتصال بالمدرب، رغم أن الأخير كان عازم على إدراجه ضمن قائمة معسكر الشهر الماضي، لتعويض هشام بوداوي، بعد تعرضه للإصابة في آخر مشاركة مع فريقه قبل الانضمام إلى صفوف المنتخب، ليدخل الاتحاد الجزائري على الخط، بمراسلة النادي الألماني ومطالبته بإرسال فارس إلى معسكر المنتخب، لترد إدارة ممثل البوندسليغا، بخطاب مدعوم بشهادة مرضية تشير إلى إصابته، قيل إن الاتحاد الجزائري شك في مصداقيته، وغيرها من التصرفات التي فسرها المدرب على أنها تهرب أو رفض لدعوته، وكانت سببا في إبعاد شايبي عن معسكر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية