لوبوان: الجزائر في مواجهة تحديات جيوسياسية خلال عام 2025

حجم الخط
18

باريس- “القدس العربي”:

في مقال تحت عنوان: “التحديات الجيوسياسية التي تنتظر الجزائر عام 2025”، قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إن العام 2025 يعد بأن يكون حافلاً ومليئًا بالتحديات للجزائر ودبلوماسيتها.

أولا، هناك السباق الذي تخوضه الجزائر للحصول على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في فبراير/شباط المقبل، وهو المنصب الذي يجب أن يذهب إلى منطقة المغرب العربي. في هذا الإطار، تم إيفاد رئيس الدبلوماسية أحمد عطاف، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين ومبعوثين خاصين للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى عدة عواصم إفريقية لدعم ترشيح الدبلوماسية سلمى حدادي، البالغة من العمر 47 عاما، السفيرة الجزائرية سابقاً لدى كل من كينيا وجنوب السودان والمتمركزة حالياً في إثيوبيا. وهي أيضًا الممثلة الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة.

تخوض الجزائر سباقا للحصول على منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في فبراير/شباط المقبل، وهو المنصب الذي يجب أن يذهب إلى منطقة المغرب العربي

تتنافس الدبلوماسية الجزائرية مع الليبية نجاة الحجاجي، والمصرية حنان مرسي، والمغربية لطيفة آخرباش. وتؤكد وسائل إعلام جزائرية ومغربية أن المرشحتين الجزائرية والمغربية، هما الأوفر حظا للظفر بهذا المنصب الاستراتيجي، على خلفية المواجهة بين الجزائر والرباط حول نفوذهما داخل هيئات الاتحاد الإفريقي، تشير “لوبوان”.

من المؤكد أن عملية لي الأذرع هذه التي تتبلور حول قضية الصحراء الغربية ستشهد تحولات ومنعطفات جديدة في العام 2025، بحسب “لوبوان”: أولاً، مع تنصيب إدارة ترامب، اعتباراً من 20 يناير/كانون الثاني، والتي كانت تميل إلى تبني الأطروحات المغربية بشأن القضية الصحراوية. وتسير التوقعات بشكل جيد في الرباط والجزائر لتخمين الخطوات التالية التي يمكن أن تعلنها واشنطن لصالح الخطوة المغربية، لا سيما وأن عام 2025 سيشهد، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مما قد يعزز حراك المملكة على الصعيد الإقليمي حول قضية الصحراء الغربية، طوال العام.

وتتابع “لوبوان” القول إنه على صعيد إقليمي آخر، سيشهد شهر أيار/مايو عام 2025 انعقاد القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية في بغداد، في خضم التحولات مع سقوط نظام بشار الأسد، والصراع في الشرق الأوسط واحتمالات تقارب تاريخي بين السعودية وإسرائيل، الذي كشفت عنه صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 17 ديسمبر/كانون الأول، والذي يوضح أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية “توصلتا مؤخرًا إلى انفراجة” في المناقشات حول هذه المسألة.

ومن هذا المنظور، الذي لم تؤكده الدولتان رسميًا بعد، فإن الرياض ستتخلى عن شرط صاغته سابقًا، وهو الاعتراف الصريح بالدولة الفلسطينية من قبل إسرائيل. وبدلا من ذلك، ستكتفي الآن بـ”التزام غامض من جانب إسرائيل تجاه” هذا الهدف، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

من بين القضايا الأخرى التي تنتظر الدبلوماسية الجزائرية، العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ورغبة الجزائر في التحرك نحو مراجعة اتفاقية الشراكة لعام 2005

ومضت “لوبوان” قائلة إنه من بين القضايا الأخرى التي تنتظر الدبلوماسية الجزائرية، العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ورغبة الجزائر في التحرك نحو مراجعة اتفاقية الشراكة لعام 2005. وأعلنت مصادر عن بدء إعادة التفاوض بين الجزائر وبروكسل اعتبارا من النصف الأول من عام 2025.

في 23 ديسمبر/كانون الأول، صرح نائب رئيس مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري (إحدى النقابات الرئيسية لأرباب العمل)، أن “وعد الازدهار المشترك لم يتم الوفاء به”. وهي حجة دافعت عنها السلطات الجزائرية، لكن لاقت تبايناً في الموافق في بروكسل، مع الإشارة إلى انفصام بين توقعات اتفاقية الشراكة وبنية الاقتصاد الجزائري التي تكافح من أجل دمج برمجيات التجارة الحرة.

“لوبوان” اعتبرت أيضاً أن هناك موضوعا جيوسياسيا أخيرا يشعل السياسة الداخلية لكل من فرنسا والجزائر: العلاقات بين هذين البلدين. فلاشيء يشير إلى وضع ثنائي أفضل، بالنظر إلى التطورات الأخيرة في الأزمة التي أبرزها الموقف المؤيد للمغرب بشأن الصحراء الغربية، الذي عبرت عنه باريس وتبنته هذا الصيف خلال زيارة إيمانويل ماكرون إلى الرباط في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت “لوبوان” إن ميزان الحرارة بين باريس والجزائر العاصمة يتأرجح بين درجات “التراجع” و”التدهور”، بحسب مراقبين وبعض صناع القرار على ضفتي المتوسط. والأسوأ من ذلك، أنه حتى حكومة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو الجديدة هي موضع عدم ثقة من قبل الجزائر. فقد اعتبرت صحيفة الشروق أن “عودة الوجوه القديمة إلى الحكومة الفرنسية تهدد مصالح الجالية الجزائرية في فرنسا”.

ورأت الصحيفة الجزائرية أن وزير الداخلية برونو روتايو “يتبنى مواقف ومقترحات قريبة من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف”. ووصفته مانويل فالس بأنه “يساري لا يحمل قيم اليسار إلا بالاسم، بسبب الأزمات التي خلقها مع الجزائر عندما كان على رأس حكومة الرئيس السابق فرانسوا هولاند”. في حين، اعتبرت الصحيفة أن تعيين جيرالد دارمانان وزيرا للعدل “يمثل رغبة حكومة بايرو في إيجاد تنسيق بين وزير العدل ووزير الداخلية المناهض للهجرة [برونو روتايو] لتنفيذ سياسات مناهضة للمهاجرين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول طارق بن رحال:

    و القادم أسوأ
    حادثة السفينة الروسية مفتعلة لإيجاد ذريعة و مبرر “محاربة الإرهاب” لنقل قاعده طرطوس البحرية إلى ميناء وهران في الجزائر و امتصاص غضب الغرب الذي لن يقبل تواجد روسيا على حدوده.

  2. يقول DINA:

    لملاحظ جليا أن كل أزمات وتحديات الجزائر سببها الصحراء المغربية. كل تحرك جزائري مهما كان يحركه ملف آلصحراء المغربية أما مصالح الجزائر الحيوية فتأتي لاحقا أو لا تأتي

  3. يقول Rachid:

    التاريخ يسجل من هو حر و من هو عبيد. كم أنت كبيرة يا جزائر ! دماء شهدائنا لم تبقى على الارض .الجزائر ثابتة دائما على مبادئ اول نوفمبر 1954 لا تهاب ولا تمل. ما زال هذا البلد يثير الاعجاب والتقدير والاحترام بحيث اصبح يزداد قوة من سنة لاخرى ديبلوماسيا على الاخص فهذا يذكرنا بما فعله في السابق في طرد الكيان من الاتحاد الافريقي بعد مساعدته من طرف دولة عربة مع الاسف التسلل الى افريقيا وهذه هي انجع الخطوات لمحاربة الكيان بالطرق الحديثة الناجعة فعزله وكشف جرائمه امام العالم هي اوجع الضربات التي توجه اليه

    1. يقول ملاحظ:

      التاريخ يسجل كذالك 300 سنة استعمار تركي/الباني و132 سنة فرنسي في الوقت الذي وصل فيه الجيش المغربي الى تومبوكتو

    2. يقول أبو رحاب.:

      بعد سقوط نظام الأسد الهارب في سوريا الذي حرس أمن الصهاينة خمسين عاماً في الجولان. ستصبح المتاجرة بفلسطين دليل إدانة وليس العكس..

    3. يقول يوسف الجزائري:

      إلى ملاحظ اسمها الخلافة العثمانية كانت تحكم من الجزائر إلى الخليج ماعدا سلطنة مراكش لأن سلطانها تحالف مع البرتغال والاسبان ضدالخلافة العثمانية وكيف لجيش وصل حتى تمبكتو بينما أراضيه تحت الاحتلال الإسباني منذ خمسة قرون وإلى يومنا هذا

    4. يقول أبو رحاب.:

      بهذا المنطق فإن الصين وروسيا والمانيا واسبانيا واليابان..دول أقل قدرا من أنغولا والموزمبيق… لأن الأولى لازالت لها أراضي محتلة مثل تايوان وجزر كوريل والاسكا وجبل طارق..بينما الثانية ليست لها أراضي محتلة.. أما الدولة العثمانية فقد انهزمت في المغرب في معركة وادي اللبن..كما انهزمت إسبانيا في الزلاقة والارك.وانوال..والبرتغال في وادي المخازن..وبريطانيا في القصر الصغير.. وفرنسا في الهري وبوغافر..وهذه أمور لن يستوعبها من استقل بالاستفتاء..

  4. يقول أبو رحاب.:

    الخيارات كانت متاحة قبل سقوط الحليف البشاري الهارب في سوريا.. خاصة في إجراء مصالحة داخلية تسلط الضوء على مصير عشرات الآلاف من المختطفين الذين تم تغييبهم في العشرية. وصرف النظر عن مشاريع التقسيم الفاشلة التي طبخت في مطابخ الإستعمار وفق خلفيات صليبية.. ووقف المتاجرة بفلسطين التي لم تنل حتى الفتات مما قدم بسخاء لمليشيا انفصالية حشدت لها كل امكانيات الدعم المالي والتسليحي والديبلوماسي..بل وحتى شراء لوبيات من ذاخل أمريكا نفسها مثل مركز بولتون المخطط الرئيسي لتدمير واحتلال العراق وتهويد القدس..؛ واعتقد أن واقع ما بعد هروب بشار الحليف..قدوقلص كل الخيارات التي لن تجد لها حيزا زمانيا في الوقت بدل الضائع..

    1. يقول عبدالكريم بوشيخي:

      لو اهتمت الجزائر الشقيقة بمصالح شعبها لتفوقت على الدول الخليجية الشقيقة اقتصاديا و في البنية التحتية و في رفاهية شعبهاخاسرة.

  5. يقول عبد الجليل الاغواط:

    الجزائر بلد الرجولة والايمان فرغم الهزازات التي تعرضت لها من إستعمال دام 132 سنة ورغم خيانة الاقربين ورغم عداء فرنسا لها إلا انها اظهرت العالم ان ابناءها المخلصين لا يفرطون في وطنهم امانة الشهداء والمجاهدين الاحرار .

    1. يقول مولاي:

      الجزائر بلد الرجولة نعم ولكن عند الشعب وليس السلطات.

  6. يقول sab:

    مادخل الجزاءر في الصحراء الغرپة هي منطقة بعيدة جغرافيا وتاريخبا عن الجزاءر ام هي ارض جزاءرية وماعلا قة الجزاءر لهذا الاقليم انا ارا سوى الاطماع

  7. يقول ابن الريف:

    الجزائر دولة محورية في المنطقة و قوية اقتصاديا و عسكريا و تملك امكانيات هائلة من الطاقة و الثروات الطبيعية و المعدنية و تملك قوة التاثير في كل الملفات في المنطقة في الساحل و الصحراء و افريقيا و استعادت مكانتها في افريقيا بعد العشرية السوداء التي غيبتها عن افريقيا اين استغل البعض هذا الفراغ في محاولة فاشلة يائسة لتحقيق مخططاتهم في الاستعمارية في المنطقة لكن الجزائر عادت لهم بقوة و بالمرصاد .

    1. يقول أبو رحاب.:

      يقول الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد..لماذا يسلط الله سبحانه المستبدين على الناس..وهو العادل الذي لايظلم عنده أحد.. لأن المستبد لايتسلط إلا على المستبدين..ويقصد المداحين والجهال والانتهازيين وغيرهم ممن يزينون للمستبد استبداده..خوفا أو جهلا أو سعيا نحو المكسب..

  8. يقول عادل_ألميريا:

    سيسجل التاريخ بأحرف من ذهب أن الجزائر عي بلد التحديات، بلد الشموخ و الكرامة والإنسانية ..بلد السيادة و النيف …بلد الحضارة بامتياز ..كل هذه التحديات الجزائر لها فتاريخ الجزائر ورجالها أثبتوا أنهم رجال المهام الصعبة أشاوس يجري في دمهم الميف والكرامة والرجولة.

    1. يقول الغزواني:

      سيسجل التاريخ ان الجزيري بقي يحلم بجزائر قوية ومحورية طول حياته التي عاشها

  9. يقول بلحلو لحسن:

    يا ملاحظ تقصد الصحراءالغربية لأن الملف ما زال على قائمة الأقاليم التي لم تقرر مصيرها بالأمم المتحدة فكيف صارت معربية دون استشارة سكانها ؟ وإلا أتحداك أن تفهمني معنى تسمية المينورسو المختصرة؟ أليست حرفيا (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية) ؟ هل في التسمية كلمة مغربية أو عبارة حكم ذاتي؟

  10. يقول Nacer:

    حسب الصحافة الفرنسية فقد تم إطلاق سراح بوعلام صنصال ، وما حملة العفو الا لتغطية على الحدث .

اشترك في قائمتنا البريدية