لوبوان: رغم تحذيرات الجزائر.. فرنسا تتجه نحو الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية

حجم الخط
29

باريس- “القدس العربي”:

قالت مجلة “لوبوان” اليمينية الفرنسية، في مقال بعنوان “المغرب أم الجزائر؟ ربما أنه عليك أن تختار”، إن “باريس أدركت متأخرة، أنها اخطأت الحساب مع الجزائر، فقد بات بوسعها أخيراً أن تتصالح مع الرباط”.

اعتبرت المجلة أن ما وصفتها بـ”التحذيرات الصادرة عن الجزائر لا تغير شيئا، وأن فرنسا تتجه نحو الاعتراف الكامل بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية؛ وأن هذا التحول لصالح الرباط سيتسبب في ضحية جانبية كبيرة، وهي مصالحة الذاكرة مع الجزائر، التي كان إيمانويل ماكرون ينوي أن يجعل منها عمله الدبلوماسي العظيم، لكن النظام العسكري الجزائري رفض محاولة التقارب هذه، ولم يعد لدى الرئيس الفرنسي أي أوراق أخرى بين يديه”.

ووفق المجلة الفرنسية “من المؤسف أن يُنظر إلى مثلث باريس-الرباط-الجزائر العاصمة على أنه لعبة محصلتها صفر من قبل “الإخوة الأعداء” في شمال إفريقيا، لكنه واقع: بمجرد أن تعزز فرنسا علاقاتها مع أحدهما، يعتبر الآخر مظلوما. ويمنع هذا الانسداد أي انفراج شامل مع منطقة تعتبر مع ذلك ضرورية للمصالح الفرنسية، سواء كان ذلك يتعلق بدمج الشتات الجزائري والمغربي في فرنسا، أو مكافحة الإرهاب الجهادي، أو تنظيم الهجرة، أو التعاون الاقتصادي، وما إلى ذلك”.

وذكرت المجلة بأنه “في عهده، حقق جاك شيراك المستحيل من خلال حصوله على الاستحسان في شوارع الجزائر العاصمة ووهران، بينما ظل قريبًا جدًا من الملك محمد السادس. وصحيح أن هذه الحرب كانت في سياق دولي فريد، وهي الحرب الأميركية في العراق عام 2003، والتي عارضتها فرنسا. ولم يتمكن أي من خلفائه من تكرار هذا العمل”.

ومضت تقول إن إيمانويل ماكرون تمكن من الاختلاف مع البلدين في نفس الوقت، معتقدًا خطأً أن صغر سنه يعفيه من التواطؤ مع الاستعمار، زاد الرئيس الفرنسي من مبادراته مع الجزائر. ولكن من المؤسف أنه أهمل حقيقة مفادها أن السلطة الجزائرية أسست شرعيتها على المواجهة الدائمة مع فرنسا”.

الصحراء الغربية “ملف وجودي للمغرب”

وبحسب المجلة الفرنسية فمن “خلال الإصرار على الرهان على انفتاح متبادل مستحيل مع الجزائر، أثار إيمانويل ماكرون غضب السلطات في الرباط. وأصبح سخطها واضحا للجميع عندما رفضت المساعدات الطارئة الفرنسية بعد الزلزال المدمر الذي وقع في سبتمبر2023. خاصة وأن محمد السادس حصل في هذه الأثناء على اعتراف بمغربية الصحراء من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ثم إسبانيا. ومنذ ذلك الحين، لم يعد بإمكانه الاكتفاء بموقف الانتظار والترقب الفرنسي”.

ووفق المجلة “فلتجنب الخسارة على الطاولتين، يجب على فرنسا أن تخضع لطرح السيادة المغربية. ومنذ بداية العام، قامت باريس بزيادة عدد الخطوات المشفرة. واعترفت بأن الصحراء هي “قضية وجودية” بالنسبة للمغرب. وزادت عدد الزيارات الوزارية؛ وهي تستعد في الأشهر الأخيرة من العام لزيارة دولة لإيمانويل ماكرون الذي لم يزر المملكة منذ 2018. واليوم، ها هو رئيس الجمهورية الفرنسية يكتب إلى الملك ليؤكد له أن خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي اقترحتها الرباط، في نظر باريس، هي في الواقع الأساس الوحيد الممكن للتسوية”.

بحسب “لوبوان” فإنه بين ما وصفته بـ”النظام العسكري الجزائري المتصلب، المتحالف مع روسيا والصين وإيران، والذي رفض إدانة هجوم حماس وقطع علاقاته مع الرباط في عام 2021، والنظام الملكي المغربي الموالي للغرب، والذي يلعب دورا نشطا في أفريقيا، والذي يقيم علاقة سلمية مع إسرائيل والتي تطلب فقط التعاون المثمر مع باريس، فإن الخيار الفرنسي، بما أنه لا بد من وجود خيار، يمكن اتخاذه دون تردد”.

وختمت بالقول “مع ذلك، يجب أن نأمل ألا يأخذ الإليزيه في الاعتبار، لكي يغفر له جرأته الجديدة، تقديم تعهدات للجزائر العاصمة. وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام خيبات أمل جديدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محسن:

    فرنسا و قبلها امريكا و اسبانيا و المانيا و هولندا وبلجيكا و قريبا جدا انجلترا…
    التالي …

    1. يقول عبد الجليل دبابي:

      اتمم بقية الدول الاستعمارية، قرارات الامم المتحدة ملزمة للجميع، و الحق يتطلب كل التضحيات.

  2. يقول نسيم:

    يا فرنسا قد.مضى وقت العتاب ،استعدي و خذي منا الجواب. الجزائر ليست محمية فرنسية ،

  3. يقول هالة_باريس:

    الأكيد أن ماكرون هو الرئيس الفرنسي الذي أثبت بجدارة أنه لا يجيد الديبلوماسية و لا إدارة التوازنات في السياسة الخارجية الفرنية بل أكثر من ذلك أثبت أنه لا يفقه شيئا في السياسة الخارجية. تميزت فترته بإخفاقات متتالية في حلحلة النزاعات والخلافات و هذا بشهادة كبار الخبراء و السياسيين والمراقبين الفرنسيين وغيرهم. أثبت ماكرون أنه مصلحجي بامتياز يفعل عكس ما يقول و لا يستمع إلى آراء مستشاريه بل هو قليل البصر و البصيرة. طردت فرنسا من إفريقيا و عادت روسيا و تشاجرت مع تركيا و إيطاليا و حتى أميركا حيث وبخه ترامب 3 مرات و ها هو اليوم يقطع شعرة معاوية مع الجزائر ليصرف النظر عن الأزمة السياسية الداخلية التي يعيشها بعد فوز اليسار في التشريعيات و ضغطه عليه لتشكيل حكومة يسارية من جهة و بهدف محاولة تحقيق مكاسب مادية في الصحراء على شكل رد الجميل بما أن فرنسا وصية على القرار هناك. فرنسا لم تواكب التطورات السريعة و بقيت حبيسة ايديولوجية استعمارية يمينية متطرفة.. الجزائر عصية عليها و الأيام ستثبت أن هذه الخطوة الرعناء ستكلفها غاليا.

  4. يقول الجزائر إرتكبت هذا الخطأ الخطير جدا👽👽👽:

    الجزائر كانت قد سحبت سفيرها من إسبانيا بنفس الطريقة ولنفس الأسباب.👽
    لكن إسبانيا لم تتراجع 👽بل الجزائر هي التي تراجعت وأعادت سفيرها إلى مدريد👽 وفهمت فرنسا بأن الجزائر ستغضب كثيرا جدا👽 ثم تعيد ستعيد الجزائر سفيرها إلى باريس وكأن شيئا لم يكن👽

    1. يقول جمال:

      فعلا الجزائر تراجعت عن نصف قرارتها النتخذة ضد إسبانيا جاء هذا بعدما اكد رئيس حكومة إسبانيا على العمل بقوانين الامم المتحدة والشرعية الدولية في حل قضية الصحراء الغربية .

  5. يقول كريم إلياس/.....:

    قُضي الامر الذي فيه تستفتيان ..كان على أصحاب الشأن و أُكرر اصحاب الشأن ( الصحراويين) إغتنام فرصة ( الحكم الذاتي ) لإدارة شؤونهم ..بعيدًا عن الشعارات الجوفاء و السراب الذي يتبعونه..! لأن فرص قيام دولتهم اصبحت تتلاشى شيئا فشيئا ..تغيرت الموازين و المعطيات و لم يعد هناك من يهتم لامر قبائل الصحراء الغربية ..سوى من اعلنوا انهم يتبنون قضيتهم و اقصد الجزائر..! الجزائر لا تملك اوراق ضغط كبيرة و لا مؤثرة..و الدليل على ذلك إعتراف فرنسا ( التي تربطها بحكام الجزائر ..علاقات وثيقة و متشابكة) بالحل الواقعي ..و هو الحكم الذاتي..رغم تهديد و وعيد الجزائر..و مع ذلك لم تفلح في ثني الدولة الفرنسية على الاعتراف بالامر الواقع…النتائج تبنى على وقائع و ليس على فرضيات..و هكذا هو حال الصحراء الغربية.

    1. يقول عزيز _ ح:

      مازال هناك من يهتم بالشعب الصحراوي مثل هيئة المينورصو واللَّجنة الرَّابعة التي تعنى بتصفية الإستعمار و حتَّى الجار القريب موريتانيا التي استقبلت بالأمس إبراهيم غالي لحضور مراسم تنصيب الرِّئيس المنتخب محمَّد الشيخ الغزواني و كان إستقباله وفق بروتوكول إستقبال الرُّؤساء كونه رئيس الجمهورية العربية الصحراوية العضو في الإتِّحاد الإفريقي .

  6. يقول مستشرف:

    ما دمتم مطمئنين على التزود بالغاز الجزائري وعلى وجود العشرات من شركاتكم فقولوا ماتشاءون عنا.

  7. يقول عبد الرحيم المغربي.:

    خضوع ماكرون..المسبوق بخضوع آخر لالمانيا واسبانيا..وقبلهم اعتراف أمريكا رغم الحملة الشرسة التي قادها جون بولتون والمحافظون الجدد..لمنع الاعتراف…يكشف حقائق جيوسياسية..تتعلق بقوة التواجد السياسي المغربي على الساحة الدولية..وقدرته على فرض ثوابته في قضيته المحورية وهي الصحراء المغربية..التي ستكون نهايتها اعلانا بفتح ملف الحدود الموروثة عن الإستعمار جملة وتفصيلا..؛ ولعل الواقع الذي جعل فرنسا ترضخ للموقف المغربي…هو معرفتها الدقيقة والموثقة بحقيقة وخلفيات التقسيم الجغرافي للمنطقة…وزوال نفوذها من دول الساحل…مع توجه تلك الدول إلى التنسيق مع المغرب وعقد اتفاقيات معه..واخرها إتفاقية التعاون العسكري بين المغرب وبوركينا فاسو قبل ثلاثة أيام…بينما توجد الجزائر في نفس الموقف الفرنسي مع العمق الإفريقي المسدود في وجهها حالياً من جهة مالي والنيجر وباقي دول المنطقة..ولن تكون ردود الفعل الرسمية الجزائرية تجاه فرنسا سوى تنفيسا إنشائيا عن الاحباط…بحكم تشابك العلاقات و المصالح..على المستويين الذاتي والرسمي..

  8. يقول الشهيبات مولاي يوسف:

    في الحقيقة كصحراوي من المغرب،لطالما تساءلت عن كيفية فك لغز مساندة النظام الجزائري لبعض سكان الصحراء المغربية للحصول على دولة مزعومة؟
    و حاليا اعتقد ان المشكل له جذور نفسية غير مفهومة.
    و اعتقد أنه على المستوى الموضوعي فالنظام الجزائري كان منذ البداية عكس التاريخ المشترك و الجغرافيا و ضد الفسيفساء الهوياتية و الاثنية لمنطقة الصحراء الافريقية الكبرى من الازواد بجنوب الجزائر و قبائل صحراوية افريقية اخرى.
    فإذا ساندت الجزائر بعض سكان الجنوب المغربي في تقرير المصير فهي اوتوماتيكيا يلزمها مساندة شعب الازواد على تأسيس دولة مستقلة و سوف تسقط في نتائج مبدئها لتقرير المصير و يستغله شعب القبائل بالجزائر نفسها على المطالبة بدولة مستقلة و هكذا سوف ستتدحرج كرة الثلج على جميع الهويات الاثنية المختلفة مما سيخلق واقعا و مجالا نظريا لتأسيس دويلات صغيرة هوياتية شوفينية ،لكن مع صمود المغرب و مقارعته لهذه التوجهات الانفصالية و حكمة الدول الوازنة في المجتمع الدولي استطاع تحييد الثقل الجزائري و قوة الغاز دولار و فرملتها نهائيا جهويا قاريا و دوليا.
    و في الحقيقة الحكم الذاتي حل براجماتي في صالح الشعوب المغاربية. الا النظام الجزائري الذي كان يعتاش من المشكل و يتهرب من الجواب عل سؤال التنمية و المحاسبة .

  9. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    ما هو مآل قرار ماكرون !!!؟؟؟
    في تعليق على قرار ماكرون, صرح “خوان سورويتا ليسيراس”, أستاذ محاضر في القانون الدولي العام والعلاقات الدولية في جامعة الباسك (اسبانيا), ورئيس الرابطة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان لوكالة الأنباء الجزائرية بما نصه:
    “قرار الحكومة الفرنسية يبقى إعلاناً سياسياً لا يترتب عليه أي أثر قانوني على مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية وسيكون مآله، مآل القرارات السابقة التي أعلنت عنها الحكومة الاسبانية وقبلها قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب”. انتهى الاقتباس.
    تغريدة ترامب دفنها خليفته باين عندما وصفت خارجية أمريكا جبهة البوليزاريو بـ “حركة التحرير”، وأرسلت الوفود الرسمية، عالية المستوى، للتفاوض مع قادتها، وتبنى مسعى الأمم المتحدة لحل النزاع.
    رسالة سانشيز لملك المغرب (07/04/2022) التي تتضمن دعم سانشيز للمبادرة المغربية، تنكر لها سانشيز نفسه، في خطابيه في الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنتي 2022 و 2023، المكان الذي كان المغرب ينتظر أن يعلن فيه دعمه للحكم الذاتي، لكنه جدد تبنى اسبانيا لمسعى الأمم المتحدة.

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية