بيروت- “القدس العربي”: تستمر الخروقات الإسرائيلية للهدوء الحذر على الجبهة الجنوبية حيث أفادت التقارير صباح الأربعاء بإطلاق نار من أحد مواقع جيش الاحتلال في العباد بالقرب من آلية عسكرية للجيش اللبناني عند حدود بلدة حولا. ولم تحجب أهمية الوضع الجنوبي الزيارة التي باشرها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في فصلها الرابع والتي تظهر أن فرنسا لم تتراجع عن مبادرتها الهادفة إلى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان معطوفة على التحذير من أي توريط للبنان في حرب مفتوحة مع إسرائيل من خلال العمل على تطبيق القرار الدولي 1701.
وقد أكد الموفد الفرنسي “أن زيارته لبنان تهدف إلى تجديد التأكيد على موقف اللجنة الخماسية بدعوة اللبنانيين إلى توحيد الموقف والاسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية وإبداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الإطار، خصوصاً أنه لا يمكن للبنان في ظل تطورات غزة والمنطقة أن يبقى من دون رئيس وخارج طاولة التفاوض في حال ذهب ملف غزة إلى مفاوضات”. وأشار إلى أنه “سيجري عدة لقاءات واجتماعات تهدف إلى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة”. ولم يعرض لودريان طرحاً رئاسياً لكنه أبلغ المسؤولين اللبنانيين أنه “لم يعد لديكم الوقت وإذا بقي لبنان بلا رئيس فإن البلد سيذهب إلى وضع صعب جداً”.
وشملت جولة لودريان في يومها الأول على التوالي كلاً من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور في قصر الصنوبر، ثم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، على أن يواصل الخميس لقاءاته مع ممثل حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والفرقاء في المعارضة ومستقلين.
وقد استبق لودريان زيارته بيروت بالانتقال إلى الرياض حيث التقى المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا مع ما يحمل هذا اللقاء من دلالات حول تنسيق فرنسي سعودي من أجل توفير الاستقرار للبنان وإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وخلال زيارته قائد الجيش تم بحث الوضع في الجنوب، ونوّه لودريان بأداء الجيش في ظل التحديات التي يواجهها، مؤكدا “استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية”. ومن جهته، شكر العماد عون دولة فرنسا على “اهتمامها الدائم بالجيش وإرسالها المساعدات له بصورة متواصلة وآخرها المساعدات الطبية”.
وفي عين التينة، ذكرت المصادر أن لودريان شدد “على أهمية انتخاب رئيس في هذه المرحلة وعلى تجنب الشغور في قيادة الجيش، ولم يطرح أي أسماء لها علاقة بالاستحقاق الرئاسي”.
تزامناً، ترأس ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء من دون أن تشهد اي طرح لموضوع تأجيل تسريح قائد الجيش، وكانت مداخلة للرئيس ميقاتي جاء فيها “خمسة وخمسون يوماً من الحرب على غزة وما رافقها من اعتداءات إسرائيلية على لبنان وسقوط ضحايا وشهداء، هي تاريخ نعيشه بالدم، ونأمل أن تنتهي الأمور إلى سلام بعد تجربة الهدنة التي انعكست على واقع الجنوب”. وقال: “مروحة اللقاءات والاتصالات التي أجريتها، تؤشر إلى أن الاتجاهات الدولية تسعى إلى وضع حل على اساس “قيام الدولتين” ونظام العدالة الإنسانية. الموفدون، من الأشقاء العرب وأصدقاء لبنان الدوليين الذين يزورون لبنان، ويجرون الاتصالات لإنهاء الحرب وإرساء قواعد السلام، مشكورين على مساعيهم الهادفة إلى الحض على الإسراع بانتخابات الرئاسة ورصد ما يجري في الجنوب من اعتداءات واستفزازات اسرائيلية وسقوط ضحايا. وهذا الوضع أبلغته إلى الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وأكدت أن الاولوية هي لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة”.
واضاف ميقاتي “نحن في الحكومة نتابع تحمل مسؤولياتنا ونعمل جاهدين لتوفير الخدمات لأهلنا في الجنوب رغم صعوبة الظروف ونقدر صمودهم وتضحياتهم”.
وتابع رئيس الوزراء “يصادف اليوم 29 تشرين الثاني اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يتزامن مع صدور قرار مجلس الأمن بتقسيم فلسطين. ويقدم هذا اليوم الفرصة لاسترعاء انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة حتى يومنا هذا، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه. المصادفة أنه في الوقت الذي تحيي فيه الأمم المتحدة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يواجه هذا الشعب المزيد من الاعتداءات الاسرائيلية لاغتصاب حقه بأرضه وسيادته عليها، فيما المجتمع الدولي يغض الطرف عما ترتكبه اسرائيل من ممارسات عدوانية وقتل المدنيين والأطفال والنساء، لكن الملفت هو بروز صحوة بين شعوب عدد من الدول الكبرى لنصرة الشعب الفلسطيني من خلال المسيرات الشعبية الكبيرة التي تنطلق يومياً في هذه الدول منددة بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة”.