لوس أنجلس تايمز: زيارة بايدن للشرق الأوسط غير ضرورية ومخاطرة بالظهور كمن لا يعرف شيئا عن المنطقة

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن ـ “القدس العربي”: تساءل الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفن كوك عن ضرورة رحلة الرئيس بايدن للشرق الأوسط. وقال بمقال نشرته صحيفة ” لوس أنجليس تايمز” إن الرؤساء الأمريكيين زاروا على مدى العقود الثلاثة الماضية الشرق الأوسط 56 مرة. ويعتبر جورج هيربرت بوش صاحب الرقم القياسي في الزيارات بمجموع 20 رحلة، فيما يعتبر كل من جورج دبليو بوش ودونالد ترامب الأقل، أربع زيارات لكل واحد منهما. ودائما ما ارتبطت الزيارات بأسباب مهمة، سواء كانت لقاء القوات الأمريكية في الميدان أو رعاية اتفاقيات سلام والبحث عن دعم ضد الإرهاب أو تقوية النظام الأمريكي بالمنطقة.

وفي حالة جوي بايدن لا يعرف سبب زيارته لإسرائيل وفلسطين والسعودية. ففي أثناء حملته الانتخابية عام 2020 حاول مستشاروه التقليل من أهمية الشرق الأوسط في إدارته. وعندما وصل إلى البيت الأبيض أكد أن القيم الأمريكية ستكون مركز سياسته الخارجية. إلا أن زيارته للمنطقة هذا الأسبوع تقوض هذين الزعمين وتزيد الأمور سوءا، ومن الصعب فهم الداعي وراء هذه الزيارة وإن كانت مهمة.  وعلى أجندة زيارته سيؤكد وهو في السعودية على الأمن والتعاون، إلا ان الولايات المتحدة  تحاول اللحاق بالركب في هذه الموضوعات. فقد توصل السعوديون والإماراتيون والبحرينيون وإلى حد ما المصريون والأردنيون إلى إجماع إقليمي حول هذه الأمور مع إسرائيل. وفعلوا هذا بسبب الولايات المتحدة وليس رغما عنها.

ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة تحتاج للتعويض عن بعض الأخطاء، ففي الماضي دعمت التغير الديمقراطي بالمنطقة، في العراق ومصر وفلسطين وليبيا وأفغانستان من بين عدة مناطق، بشكل أثار مخاوف حلفائها الأقوياء الذين اتهموها بتقوية حظوظ الإسلاميين.  وعبرت الدول العربية وإسرائيل عن غضبها من محاولة الولايات المتحدة عقد اتفاقية نووية مع إيران عام 2015. وتريد إسرائيل والدول العربية من الولايات المتحدة أن تكون في القيادة، لكنها تريد من بايدن أكثر من مجرد الكلام. وهي تريد منه أن ينهي المفاوضات مع إيران وقادتها راغبون بشراء السلاح الأمريكي. إلا أن الالتزامات الأمنية الجديدة بما في ذلك بيع الأسلحة تحتاج لموافقة الكونغرس، حيث لا تمتع كل من مصر والسعودية والإمارات بشعبية واسعة بين الديمقراطيين، نظرا لسجلها في حقوق الإنسان والمخالفات الاخرى.

 وبالنسبة لإيران، يريد التقدميون في الكونغرس العودة إلى الاتفاقية النووية رغم التعنت الإيراني في المفاوضات ونشاطات طهران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة. وربما أصبح الالتزام الأمني وصفقات الأسلحة للسعودية مستساغا مع القبول الإسرائيلي بالمنطقة. وربما كان هذا هو الخيار الوحيد أمام بايدن لتغيبر طبيعة سياسة إسرائيل داخل الحزب الديمقراطي. فقد بدأ الإجماع بين الحزبين بالترنح خلال السنوات الماضية. وعلى أية حالة، يقول الكاتب فعملية دمج إسرائيل بالمنطقة اتخذت منطقها الخاص بعيدا عن أية جهود تقوم بها الولايات المتحدة حول هذا الموضوع. ففي قمة النقب في آذار/مارس والتي شارك فيها وزير الخارجية انطوني بلينكن، لم تحدث هذه القمة لأن الولايات المتحدة دفعت بها، ولكن لأن البحرين والإمارات والمغرب ومصر أرادت بناء علاقات جديدة على الصلات القائمة.

ويقول الكاتب إن التكهنات هي قيام بايدن أثناء وجوده في السعودية بالإعلان عن مزيد من الرحلات الجوية الإسرائيلية عبر المجال السعودي في طريقها لآسيا، والتي ستكون خطوة أخرى نحو السلام الإقليمي. إلا أن خطوات إضافية للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، تحتاج لتقدم على المسار الفلسطيني، الموضوع الذي لم يعبر البيت الأبيض عن اهتمام به. وعندما سيزور بايدن بيت لحم ويلتقي الزعيم الفلسطيني محمود عباس، فإنه سيعبر عن دعمه لحل الدولتين، لكنها لن تكون اللحظة الميمونة في اللقاء. فالفلسطينيون غاضبون بسبب الطريقة التي تعاملت فيها إدارة بايدن مع مقتل الصحافية الأمريكية شيرين أبو عاقلة. وبدلا من إجراء تحقيق معمق في الحادث، معتمدة على خبرات أف بي أي، أصدرت وزارة الخارجية بيانا هادئا قالت فيه إن الجنود الإسرائيليين هم من أطلقوا الرصاص الذي قتل أبو عاقلة، ولكنه كان واضحا من أن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على التوصل لنتيجة قطعية حول الطرف المسؤول. وربما كانت لحظة بيت لحم هي الأكثر حرجا له في الزيارة لو لم يزر السعودية، البلد الذي انتقده خلال حملته الانتخابية. ويقوم الرئيس مدفوعا بالأرقام في استطلاعات الرأي وارتفاع أسعار النفط، بكل ما يستطيع لتخفيف معاناة الأمريكيين عند محطات الوقود. وهذا يعني لقاء القيادة السعودية بمن فيها ولي العهد محمد بن سلمان لكي توافق على توفير مزيد من النفط للأسواق.

ويذكِّر الكاتب بمقتل الصحافي جمال خاشقجي وبحرب اليمن التي خلقت أسوأ كارثة إنسانية. ويضيف أنه بعد تخليه عن تأكيدات متعلقة بالقيم الأمريكية، فسيعرف بايدن أن السعوديين ليست لديهم القدرات لزيادة معدلات النفط في الوقت الحالي.

ويختم بالقول في النهاية، “فهذه ليست اللحظة المناسبة للرئيس الأمريكي ليزور المنطقة. وفي العادة ما يبرز بايدن في رحلاته الخارجية إلا أنه في الشرق الأوسط يخاطر بالظهور بمظهر الرجل الذي لم يكتشف بعد الدينامية الضعيفة وغير الحقيقية، وهو عكس ما يريد تحقيقه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    هههههههه نعم و الله ولكن أمريكا تحاول تلميع صورتها بعد هزيمتها في أوكرانيا على يد روسيا لذا هرولت إلى فلسطين المحتلة من قبل ربيبتها دويلة الباطل إسرائيل، والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين ????????????

اشترك في قائمتنا البريدية