لوفيغارو: هذه هي الرسائل الأوكرانية من خلال التوغل في روسيا

حجم الخط
6

باريس- “القدس العربي”:

تحت عنوان: “دلالة التوغل الأوكراني في روسيا”؛ قال الكاتب بصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، رينو جيرار، إنه من خلال اختراق منطقة كورسك، يرسل الجيش الأوكراني رسائل مهمة إلى الروس والشعب الأوكراني والحلفاء الغربيين.

انتقد الرئيس فلاديمير بوتين “الاستفزاز” من قبل أوكرانيا، في حين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن مثل هذه “الجرائم” لن تمر دون عقاب. وأطلق الكرملين خطة “لمكافحة الإرهاب”. ولكن من أين حصلت روسيا الرسمية على هذه الكلمات؟ ليس هناك “استفزاز ولا جرائم ولا إرهاب”، بل هناك ببساطة حرب! فهل نسي الكرملين الذي كان ثملاً بالدعاية الخاصة به، أنه بدأ بنفسه هذه الحرب التي وُصفت بأنها “عملية خاصة” حتى لا يخيف الشعب الروسي بعدوانه العسكري واسع النطاق في 24 فبراير/ شباط 2022؟ يتساءل الكاتب الفرنسي.

في الحرب، كما في الملاكمة، نوجه الضربات ونتلقاها، نتقدم ونتراجع. وبعد تلقي العديد من الضربات على أراضيهم، قرر الأوكرانيون تسديد ضربات على الأراضي الروسية. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن روسيا كانت متفاجئة ومنزعجة، يتابع رينو جيرار، الذي تساءل: “هل تعتقد موسكو أن أراضيها محمية لمجرد أنها دولة نووية؟”.

واعتبر الكاتب أنه من الناحية التكتيكية، سمح هذا التوغل للأوكرانيين بتحرير جبهة دونباس من خلال إجبار الروس على سحب جنودهم هناك، وإرسالهم كتعزيزات إلى منطقة كورسك. كما أن له نطاقا استراتيجيا. ولا نستطيع أن نجده في كمية الأراضي التي تم غزوها ـوهي قطعة صغيرة مقارنة بمساحة روسيا الشاسعة- بل في الرسائل القوية التي تمكن من نقلها إلى الجماهير الثلاثة الحاسمة بالنسبة لأوكرانيا.

من الواضح أن الجمهور الأول هو الشعب الأوكراني، حيث إنه من المهم أن تُظهر النخب الحاكمة في كييف لأمتها أنها ليست فقط غير انهزامية، بل إنها قادرة أيضا على المبادرة والابتكار والحفاظ على السر من أجل تجنيب القوات تأثير المفاجأة من العدو.

وتلعب الروح المعنوية في الحروب دوراً حاسماً، كما ظهر من انهيار الجيش الألماني على الجبهة الغربية في الثامن من أغسطس عام 1918. ويشكل النجاح في التوغل داخل الأراضي الروسية لفتة رمزية من شأنها أن تملأ فخر جميع الجنود الأوكرانيين وتشجع على التجنيد. إنه أيضا بمثابة دفعة معنوية قوية جدا لجميع الأوكرانيين الذين يعملون خلف الكواليس، يقول الكاتب.

ويشكل الروس، القادة والسكان على حد سواء، الجمهور المستهدف الثاني لاستراتيجية الاتصال الأوكرانية، التي تخبرهم أنه يجب عليهم نسيان فكرة الحرب المريحة، مع تجنب المدنيين الروس العاديين. وهي تسعى إلى إيقاظهم سياسياً وجعلهم يسألون رئيسهم: “ما الفائدة التي جلبتها لنا بالضبط يا فلاديمير في حربك ضد أبناء عمومتنا الأوكرانيين؟”، يضيف رينو جيرار.

وحتى فلاديمير بوتين يبدو أنه تلقى رسالة، إذ أوضح علناً أن الأوكرانيين يسعون بلا شك إلى الحصول على تعهدات، من أجل الوصول إلى وضع أفضل على طاولة المفاوضات. ومن خلال الإشارة إلى إمكانية حدوث تبادلات إقليمية في يوم من الأيام بين روسيا وأوكرانيا، هل كان الرئيس الروسي يحاول رمي القطب؟ يتساءل الكاتب، موضحاً أن ذلك يأتي ذلك بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الأوكراني أنه ينبغي بالفعل دعوة وفد روسي إلى المؤتمر الدولي المقبل حول السلام في أوكرانيا، بعد مؤتمر بورغنستوك (سويسرا) يومي 15 و16 يونيو 2024، والذي لم يقدم أي شيء على الإطلاق.

ومن الواضح أن الجمهور الثالث الذي تستهدفه كييف هو الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين، يقول الكاتب، موضحا أن الهدف هو الإظهار لواشنطن وبروكسل أن المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا لا تنتهي في نهاية المطاف في برميل دانايد. وقد التزمت الولايات المتحدة ببرنامج قيمته 60 مليار دولار، والاتحاد الأوروبي ببرنامج قيمته 50 مليار يورو على مدى خمس سنوات. نعم، لقد تعزز الجيش الأوكراني خلال العامين الماضيين؛ نعم إن قواته رشيقة وقابلة للمناورة. نعم، لقد تعلمت استخدام الأسلحة المتطورة التي زودها بها الغرب، بحسب قول الكاتب الفرنسي.

واعتبر جيرار أن روسيا في مغامرتها الأوكرانية المأساوية، أشبه بحافلة مجنونة ما تزال تتجه نحو الهاوية. ويظل اللغز قائما فيما إذا كان هناك أي شخص على متن الحافلة قادر على سحب فرامل اليد أم لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الغريب:

    ومن الرسائل الغير مقصودة والتييمكن ان تكون اعتبارا للمقاومة في غزة بانه كما قال تعالى : {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله والله مَعَ الصابرين}

  2. يقول سامي:

    هذا و كأنه مقال اشهاري لنظرة الإتحاد الأروبي للحرب، اكثر منه من تحليل للواقع

  3. يقول أوكرانيا تحارب روسيا حتى في إفريقيا🤖🤖🤖:

    أعلنت جمهورية مالي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، وأرجعت ذلك إلى إعتراف مسؤول أوكراني رفيع بضلوع بلاده في معركة أسفرت عن مقتل جنود ماليين ومقاتلين من مجموعة فاغنر الروسية الخاصة.🤖
    ولم يؤكد المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف تورط كييف في القتال، لكنه قال في تعليقات نشرت على موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة يوم الاثنين 29 يوليو/تموز 2024 إن “المتمردين الماليين تلقوا المعلومات الضرورية لتنفيذ الهجوم”.🤖
    وقال يوسوف “حصل المتمردون على كل المعلومات الضرورية التي يحتاجون إليها، وليس فقط المعلومات التي سمحت لهم بإجراء عملية عسكرية ناجحة ضد مرتكبي جرائم الحرب الروس. بالتأكيد لن ندخل في التفاصيل الآن. سترون المزيد من هذا في المستقبل”.🤖

  4. يقول رضوان:

    ملهاة و استعراضات كلامية تحاول تضبيب المشهد الابادي الدامي في غزة.
    تهديات إيران مطلوبة، و هي تتكرر و يتكرر اقتباسها في خطاب صهيون للغرب لتعليل التمويل و الدعم .

    إيران لن تتحول إلى عراق او الى سوريا او يمن او لبنان آخر لأنها في مشروع صهيون كنز استراتيجي لا بديل له.

  5. يقول عربي سوري:

    لايمنا من هذه الحرب سوى رؤية جيش المجرم بوتين وهو يذل داخل الاراضي الروسية من قبل الجيش الاوكراني نحن لم ننسى تبجح المجرم بوتين وهو يعلن ان جيشه جرب اكثر من ٣٦٠ سلاحًا جديدًا على الشعب السوري الاعزل ام يستثني طفلًا او امراة او مسجد أو مشفى آو تجمعات مدنية او اسواق شعبية
    اليوم تتم اهانة من كان يصور نفسه انه يقود قطب مضاد لحلف الاطلسي
    وفي النهاية نرجوا من الله عز وجل ان ينتقم لكل مجرم اعتدى على الشعوب العربية السنية في سورية وفلسطين والعراق واليمن

  6. يقول المصطفى:

    اطفال سوريا ستتبعك يابوتين وبشار الي القبر ان شاء الله دولة التي تعتبر نووية تحتضر ما راي بوتين

اشترك في قائمتنا البريدية