لوموند: أزمة البحر الأحمر.. الهند في الخطوط الأمامية

حجم الخط
2

باريس- “القدس العربي”: قالت  صحيفة “لوموند” الفرنسية إن أنشومان كانوريا يراقب من مزارع الشاي التابعة له في شمال شرق الهند الوضع الجيوسياسي في البحر الأحمر. فمن خلال مهاجمة السفن التجارية في هذه المنطقة، حيث يمر  %70من الواردات الأوروبية عبر قناة السويس، نجح المتمردون الحوثيون في اليمن في خفض حركة المرور البحرية بنحو النصف.

باحث: أمن الطاقة في البلاد هو الذي أصبح على المحك، حيث تستورد الهند %86 من استهلاكها من النفط والغاز. لأن البحر الأحمر كان البديل الوحيد لمضيق هرمز

يؤدي التحويل عبر رأس الرجاء الصالح، في جنوب أفريقيا، إلى إطالة أمد الرحلة بما لا يقل عن عشرة أيام، ومضاعفة تكلفة نقل الشاي من الهند إلى لندن أو باريس أو سانت بطرسبرغ (روسيا) ثلاث مرات. “تضاف هذه الزيادة إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة وتكاليف الإنتاج لدينا”، يقول أنشومان كانوريا، الذي يخشى خسارة حصّته في السوق لصالح كينيا، وهي منتِج آخر للشاي أقرب إلى الاتحاد الأوروبي، والتي وقّعت اتفاقية تجارية معه في عام 2023.

وبحسب تقديرات مركز دراسات نظام البحوث والمعلومات للدول النامية، التابع للحكومة الهندية، فإن أزمة البحر الأحمر قد تكلّف البلاد 30 مليار دولار من الصادرات، وبالتالي خفضها بمقدار %6,7 خلال السنة المالية التي تنتهي في 31 مارس/آذار 2024 مقارنة بالعام السابق. قال وزير الدولة للتجارة في الهند، سونيل بارثوال، في بداية شهر يناير/ كانون الثاني الجاري: “إننا نراقب الوضع عن كثب”.

وتنقل الصحيفة عن كبير تانيجا، الباحث في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث، وهي مؤسسة بحثية مقرها دلهي، قوله: “أمن الطاقة في البلاد أيضًا هو الذي أصبح على المحك، حيث تستورد الهند %86 من استهلاكها من النفط والغاز. لأن البحر الأحمر كان البديل الوحيد لمضيق هرمز [الواقع بين إيران والإمارات العربية المتحدة]، الذي تعطّلت حركة المرور فيه في عام 2019  بسبب التوترات بين الولايات المتحدة وإيران”.

وحذرت “لوموند” من مغبة أن أدنى زيادة في أسعار النفط قد يكون لها تداعيات سياسية كبيرة، قبل أشهر قليلة من الانتخابات العامة في الهند، المقرر إجراؤها في شهر مايو/أيار المقبل.

ونقلت الصحيفة عن إيزابيل سان ميزارد، الأستاذة في المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية، قولها إن “الهند تقع على خط المواجهة بسبب قربها الجغرافي. وهي تحمي مصالحها من خلال نشر فرقاطات لمراقبة الطرق البحرية، دون الانضمام إلى تحالف الولايات المتحدة، ومن خلال التفاوض مع إيران.” كان وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جيشانكار في طهران، في منتصف شهر يناير/ الجاري. وأعرب عن “قلقه”  إزاء هذا الوضع الذي له “تأثير مباشر على مصالح الهند في مجال الطاقة والاقتصاد”.

بعد العقوبات المفروضة على روسيا، تعرضت التجارة العالمية، مرة أخرى، للعقوبات، بسبب التوترات الجيوسياسية

وتابعت “لوموند” القول إنه، ومن المفارقة، أن الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة التي نجت من تجارتها، هي التي تضمن الأمن البحري في المنطقة.

وأعلنت واشنطن، الجمعة 19 يناير/كانون الثاني، عن ضرب البنى التحتية العسكرية للمتمردين الحوثيين في إطار التحالف الذي تشكّلَ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023  وتشارك فيه المملكة المتحدة بشكل خاص. وما تزال الصين، التي لديها قاعدة عسكرية في جيبوتي، في الخلف. فهي تجني ثمار الوجود العسكري الأمريكي دون إهدار رأسمالها الدبلوماسي في المنطقة.

بعد العقوبات المفروضة على روسيا، تعرضت التجارة العالمية، مرة أخرى، للعقوبات، بسبب التوترات الجيوسياسية.

وفي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قالت رئيسة منظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، إنها “أقل تفاؤلاً” بشأن توقّعات نمو تجارة السلع في عام 2024، تشير “لوموند”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلام:

    لا يخفى على احد حجم الاختراق والاستثمار الصهيوني في الهند من اجل خلق جدار من العداء ومحاصرة العرب,,, اختراق النخب وتأجيج العداء للمسلمين داخل الهند عبر اليمين المتطرف كما يحدث في اروبا ، لم يأت من فراغ,,وهو احد الاعمدة الاستراتيجية لتشكيل وبلورة الشرق الاوسط الجديد وحدوده، أعنى جدر الفصل العنصري والعدائي التي تحيط به,,,

  2. يقول صقر القريشي:

    إختار هذا العنصري ناريندرا مودي الإصرار على معادته للعرب والمسلمين، رغم أن إقتصاد بلاده سوف ينهار إن أوقف حكام الخليج إستيراد العمال الهنود وإستبدالهم بالعمال العرب والباكستانيين والبنغال وغيرهم، وفرض الشعب العربي مقاطعة على البضائع الهندية بدءً من الشاي والبهارات التي بإمكانهم إستيراد أفضل منها وأرخص من سريلانكا والباكستان وبنغلادش. متى سوف يتحلى حكامنا بأدنى الكرامة والإنتماء لأمتهم والغيرة على دينهم ومصالح شعوبهم وخصوصاً الشعب الفلسطيني القامع تحت الإستعمار الصهيوني عدو كل العرب والمسلمين؟

اشترك في قائمتنا البريدية