لوموند: انجراف قيس سعيد إلى أين؟

حجم الخط
12

باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: تراجع مقلق لتونس قيس سعيد، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية في افتتاحيتها إنه على مدى عامين، شهدت تونس تراجعا مثيرا للقلق نحو نظام استبدادي علني، مما أدى إلى تراجع إنجازاتها بعد عام 2011. ففي ظل حُكم قيس سعيد عادت تونس مهد “الربيع العربي” إلى القمع وتكميم أفواه المعارضة ومطاردة المفكرين.. ويتحدث التونسيون، الذين أصبحوا فريسة للخوف مرة أخرى، عن العودة إلى العصر الجليدي لديكتاتورية بن علي.

واعتبرت “لوموند” أن الحُكم الصادر يوم 22 مايو/أيار الجاري بالسجن لمدة عام بحق الصحافيين مراد الزغيدي وبرهان بسيس بتهمة نشر “أخبار كاذبة” وغيرها من الذرائع الواهية، ليس سوى أحدث مؤشر على تشدد السلطة في تونس. ففي المجمل، هناك ما لا يقل عن ثلاثين صحافيًا ومحاميًا ومدونًا وناشطًا سياسيًا أو مجتمعيًا ورجال أعمال وغيرهم خلف القضبان بتهمة “التآمر وغسل الأموال، وما إلى ذلك.

المفارقة – تتابع “لوموند”- هي أن قيس سعيد تم انتخابه عام 2019 في مناخ من الحماس الشعبي. وقد أشاد الناخبون بأستاذ القانون الدستوري هذا الذي يتمتع بسمعة طيبة في النزاهة والذي وعد بإعادة الثورة إلى المسار الصحيح بعد خيبة الأمل المريرة من “الانتقال الديمقراطي” المختل والفاسد بعد عام 2011.

لكنه نفّذ “انقلاب القوة” في يوليو/تموز عام 2021، وركز السلطات في يديه. و عمل على تفكيك جميع مؤسسات فترة ما بعد “الربيع العربي” ليفرض بشكل أحادي مشروعه.

في الوقت نفسه، أدت شعبيّته المعادية للأجانب إلى تسليم الآلاف من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء الكبرى العالقين في تونس بسبب إغلاق حدود أوروبا، إلى ردود الفعل القديمة المناهضة للسود المنتشرة على نطاق واسع في منطقة المغرب العربي.

وقد أدت نزعته القومية الخطابية إلى توتر علاقاته مع شركاء تونس الغربيين. فهو معاد لأي اتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي تشبه شروطه “الإملاءات الأجنبية”، وهو الآن يضع الخطوط العريضة للتقارب مع روسيا والصين وإيران، بينما تمارس الجزائر نفوذا متزايدا عليه، وفق لوموند.

لكن خلف هذه القبضة الواضحة، يظل مقعد قيس سعيد هشاً، كما يتضح من إقالة وزيرين من دائرته الداخلية في 25 مايو/أيار الجاري. فكل شيء يشير إلى أن البلاد ستدخل منطقة من الاضطراب، بينما تنتهي ولاية قيس سعيد في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وتسود حالة من عدم اليقين بشأن “ما بعد ذلك”، تقول “لوموند”.

ورأت “لوموند” أن الخطر يكمن في أن تصبح تونس الصغيرة الضعيفة رهينة الخصومات الإقليمية، ولا سيما بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة.
ويتعين على الأوروبيين، وفرنسا بشكل خاص، أن يحافظوا على بوصلة واحدة فقط: احترام السيادة التونسية ودعم الإصلاحية المستنيرة التي ورثتها البلاد خارج تقلبات التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عمر:

    عندما يكون رئيس له قرارات سيادية ويدافع عن وطنه يعتبرونه ديكتاتور لانه لا يخدم مصالحهم ،النفاق الغربي

    1. يقول كريم المغربي:

      هل القرارات السيادية هي وضع الصحفيين والقضاة و المحامين والمعارضين في السجون؟!

  2. يقول سعد المغربي:

    الرئيس قيس سعيد انتخب ديموقراطيا من طرف الشعب التونسي.الآن الشعب التونسي يدفع ثمن خياره.قيس سعيد دفع بتونس من دولة مستنيرة الى دولة متسلطة بخطاب قومي شعبوي عنصري بعيدا عن برغماتية و عراقة و رزانة السياسة التونسية المعهودة. للأسف بعد أن كانت تونس نموذج المنطقة و العالم العربي بخصوص الحريات المدنية و السياسية، بسبب أستاذ القانون الدستوري الرئيس قيس سعيد أصبحت تونس مالية سياسيا، دستوريا،اقتصاديا، اجتماعيا و ماليا. !”

  3. يقول إبن آكسيل:

    هههها حتى أنت يا لوموند …؟ إنجراف قيس سعيد بعيدا بعيدا سنوات ضوئية منكم في أوروبا …. و أمريكا و الصهاينة ….تحررنا من غطرستكم المقيطة ……و لا رجوع الى الوراء

  4. يقول زكرياء:

    كنت مترددا في الحكم على الرئيس قيس سعيد ، أما الآن وقد تم إنتقاده من طرف الإعلام الفرنسي فقد قطعت الشك باليقين بأنه في الطريق الصحيح

    1. يقول كريم المغربي:

      وهل الطريق الصحيح هو الزج بالقضاة و المحامين والصحفيين والمعارضين في السجون

  5. يقول تونس الحرة:

    فرنسا اللعينة اخيرا تكلمت .. .لانه تم سجن صحافيين من اصدقاء فرنسا بينما لم تذكر كلمة عن سجن رئيس البرلمان المنتخب ديمقراطيا

  6. يقول جمال:

    ما دخل فرنسا في الشأن الداخلي التونسي الم تكن فرنسا من اول الدول التي اعترفت بالانتخابات النزيهة في تونس وان انتخاب السيد قيس سعيد تم ديمقراطيا ؟
    وبعد ان وقفى الرئيس التونسي قيس سعيد ندا للند امام اطماع فرنسا السياسية والاقتثادية اصبح هذا الرئيس منبوذا اعلاميا.
    لن ترضى عنك النصارى ولا اليهود حتى تتبع ملتهم.

  7. يقول الديموقراطية على طريقة قيس سعيد👁️:

    أغلب القرارات “السيادية” التي إتخذها الرئيس قيس سعيد هي وضع الصحفيين والقضاة و المحامين والمعارضين في السجون.👁️
    تونس في عهد الديكتاتور زين العابدين بن علي كانت مرجعية للعديد من الدول العربية👁️ أما الآن فإن تونس تتخبط في قرارات عشوائية.👁️

  8. يقول غزاوي:

    مجرد تساؤل.
    انجراف قيس سعيد إلى أين !!!؟؟؟
    التساؤل السالف مقتبس من المقال والجواب علي بجملة بسيطة وواضحة:
    انجراف سعيد إلى رفض الهيمنة والوصاية الفرنسية.
    جريدة “لوموند” كانت تشيد بتونس في عهد بن علي، حتى أن وزيرة خارجية فرنسا ميشال آليو ماري خصص لها بن علي طائرة خاصة تونسية لقضاء عطلة نهاية السنة 2010 في تونس مدفوعة كافة التكاليف مع بدأ إنطلاقة ثورة الياسمين، وبعد عودتها عرضت على بن علي من داخل البرلمان الفرنسي دعمه بخبرتها في السيطرة على الحشود ومساعدته لقمع المتظاهرين.

  9. يقول غزاوي:

    مر تساؤل.
    بماذا أذكر يا “لوموند” !!!؟؟؟
    هل نسيت دفاعك، عن الاستعمار، ودكتاتوريي إفريقيا !!!؟؟؟
    هل نسيت ديمقراطيتكم العرجاء وشعاراتكم الزائفة !!!؟؟؟
    هل نسيت دفاعك عن الاستعمار وعن دكتاتوري إفريقيا بيادق فرنسا !!!؟؟؟
    هل نسيت سحب مقال الباحث “بول ماكس موران”، ساعات بعد نشره بأمر من الإليزيه !!!؟؟؟
    هل نسيت قضية الصحفي “مسلوب خيذر” الذي تهجمت عليه الشرطة الفرنسية في بيته لتسليمه استدعاء يوم:28/12/2022 للتحقيق معه حول مقال نشره في جريدة “Algeriepatriotique” الإلكترونية عن خيانة الحركى !!!؟؟؟
    هل نسيت قمع الشرطة الفرنسية للقمصان الصفراء !!!؟؟؟
    هل نسيت وصف ساركوزي لسكان الضواحي بـ “الحثالة” !!!؟؟؟
    هل نسيت أن فرنسا تمنع رفع العلم الفلسطيني والعلم الجزائري !!!؟؟؟
    هل نسيت أن ساسة فرنسا أصبحت هويتهم ملحقات الشريفات المسلمات لفرض عليهن التبرج !!!؟؟؟
    هل نسيت استضافة إعلامكم جزار غزة ” النتن ياهو ” يوم أمس فقط (30/05/2024) على قناتي “إل سي إي” و”تي إف 1″ ، في الوقت الذي كل العالم والمحاكم الدولية أدنته بإبادة سكان غزة.
    هل نسيت أن ماكرون كان من الأوئل الذي زار الكيان ليبارك العدوان على غزة ووصف المجاهدين الذين يدافعون عن أرضهم وشرفهم بـ “الإرهابيين”.
    ما سلف غيض من فيض. نحن لم ولن ننسى.

  10. يقول كريم المغربي:

    كل من يطبل للرئيس قيس سعيد فهو يساند الدكتاتورية ، وكل زعيم عربي يدعمه فهو مثله

اشترك في قائمتنا البريدية