وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو في لوهافر في 13 يناير 2025. ا ف ب
باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان “في مواجهة الجزائر.. الحفاظ على الحزم و الهدوء”.. قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحية عددها الورقي لهذا الأربعاء، إن رياحاً سيئة، بل وغير صحية، تهبّ على العلاقات الفرنسية الجزائرية، حيث اتخذ التصعيد منعطفاً مثيراً للقلق، خلال الأسبوع الماضي.
كانت العلاقة بين باريس والجزائر معقدة بلا شك، وتعصف بها دورات متكررة من الخلافات والمصالحات، وهي مرآة لتاريخ عاطفي يمزج بين المأساة والقرب. لكن الهزة الحالية هي الأعنف، منذ عشرين عاماً. وهذا الأمر يثير المزيد من القلق، لأن قوات التذكير تراجعت عن موقفها، تقول “لوموند”.
وأشارت “لوموند”، في افتتاحيتها هذه، إلى أن موجة الحمّى الأخيرة هذه وُلدت من اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. وقد أثار هذا التحول الدبلوماسي غضب الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو. وتفاقمت الأمور بسبب اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، والذي أدانه ماكرون باعتباره عملاً “يسيء إلى شرف” الجزائر.
تصاعدت حدة العداء بعد ذلك مع الخلاف حول مؤثّرين جزائريين على تيك توك، يقيمون في فرنسا، وجّهوا تهديدات غير مقبولة باستخدام العنف على شبكات التواصل الاجتماعي ضد معارضي النظام الجزائري. وقد ألقي القبض على أربعة منهم، أحدهم كان عرضة لترحيل فاشل إلى الجزائر.
رأى وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو في هذه الحادثة رغبة من جانب الجزائر في “إذلال فرنسا”، فيما هدد زميلُه وزيرُ العدل جيرالد دارمانان بإلغاء الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، التي توزعها الجزائر بسخاء على عائلات النخبة.
رأى وزير الداخلية الفرنسي رغبة من الجزائر بـ”إذلال فرنسا”، فيما هدد زميلُه وزيرُ العدل بإلغاء الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، الموزّعة بسخاء على عائلات النخبة
فإلى أي مدى ستصل دوامة العداء المتبادل؟ تتساءل صحيفة “لوموند”، قائلةً إنه عندما نتذكر الآمال التي تولدت عن محاولة مصالحة الذاكرة، التي أطلقها الرئيس الفرنسي ماكرون في عام 2022، والتي أصبحت اليوم طيّ النسيان، فإننا نقيس مدى الضرر. فالأسباب المؤدية إلى هذا الانتكاسة تتمثل في أن النظام الجزائري لم يلعب مطلقاً لعبة مصالحة الذاكرة، كما تقول الصحيفة الفرنسية.
وتتابع “لوموند” القول إن التحول المؤيد للمغرب في الدبلوماسية الفرنسية في المغرب العربي هو نتيجة لإحباط باريس من الجزائر المتصلبة، في وقت تستمر فيه الرباط في تسجيل النقاط على الساحة الدولية.
الصحيفة الفرنسية اعتبرت أن الطريق للخروج من الأزمة يكمن في اتّباع مسار متعرّج يجب المضي فيه بدقة. لا ينبغي أن يكون هناك أي أوهام حول نظام السلطة في الجزائر الذي ينجرف إلى اندفاع متهور ضار وقمعي ومهووس بسبب هوسه بالبقاء. ومن هذا المنظور، فإن الحزم في مناوراته الغامضة في فرنسا مبرر تماماً. وفي الوقت نفسه، من الضروري أن تتجنب فرنسا عدم المسؤولية المتمثلة في المواقف العدوانية التي تكون دوافعها الخفية واضحة للغاية، تقول “لوموند”.
وتابعت “لوموند” القول إن الحملة القمعية التي تقودها بعض وسائل الإعلام، والتي يشجعها قادة اليمين واليمين المتطرف في فرنسا، لا تؤثر على النظام في الجزائر بقدر ما تؤثر على الجزائريين في فرنسا أنفسهم، الذين يندمج معظمهم في المجتمع بشكل مثالي ويحترمون قوانينه. والحديث عن خيانتهم المحتملة للجمهورية أمر خطير. ومن خلال إضعافهم وإحباطهم، لن يؤدي ذلك إلا إلى إلقائهم في أحضان النظام الجزائري، بحسب الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها.
2)- وفي جميع الظروف، يجب على فرنسا أن تحترم الحقوق الفردية.
إن الطريقة التي يواصل بها برونو روتايو، منذ دخوله إلى الحكومة ، من خلال المساس بسيادة القانون أو إعادة تأهيل الاستعمار، التي تقوم بالتصعيد ومحاولة فرض المواجهة ، هي طريقة حقيرة وغير مسؤولة.
الاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968، التي تحكم شروط التنقل والاستقرار بين بلدينا ، والتي هاجمها كل من إيريك سيوتي وغابرييل أتال، قد تم إفراغها تماما من مضمونها منذ ذلك الوقت ، والهجمات ضدها لا تؤدي إلا إلى تأجيج الأوهام غير المسؤولة والمؤذية لشعبينا.
بالنسبة للجزائر كما هو الحال مع البلدان الأفريقية الأخرى فإن التخلي عن كل مواقف الهيمنة الاستعمارية الجديدة ، هو أساس أي علاقة متوازنة، أي قائمة على المساواة واحترام الجميع.
بعد أن طُردت فرنسا من كل مكان في القارة الأفريقية، هل تريد هذه السلطة الآن أن تواجه شعبنا وجميع جيراننا وأقاربنا المقربين باستفزازات تضايقها ولا تريدها؟.
3)- إننا نعرب عن قلقنا ومعارضتنا الشديدة لهذا التصعيد الذي لا يطاق بالنسبة لملايين العائلات الفرنسية التي تعيش علاقة مباشرة من المودة والأخوة المحترمة مع الشعب الجزائري. لقد انتهت الحرب منذ اثنين وستين عامًا. ألا يمكن لشعبينا أخيرا أن يكون لهما الحق في علاقة طبيعية مبنية على الاحترام المتبادل والعلاقات الهادئة ؟ .
*- والكلمة تحق لمن انتصر ، وليس لمن انهزم ، في الانتخابات التشريعية المسبقة ، بعد أن انقلب السحر على الساحر .
يحكى أن شخصا لم يستطع الوصول إلى شجرة والحصول على العنب وكل رأى شخصا يقول له لا تقترب من تلك الشجرة فعنبها ليس لذيذا هذا يقال على النخبة في الجزائر يمضون إجازاتهم في فرنسا ويستثمرون فيها وابنائهم يدرسون في فرنسا وباللغة الفرنسية ويستقرون هنا ويتمتعون بالحريه والعدالة والديمقراطية الفرنسية ويعالجون في فرنسا وفي مصلحتها ورغم كل هذا يحاولون شيطنة فرنسا لا لشئ إلا لأنها عبرت عن موقف واعترافها بمغربية الصحراء