“لوموند” في افتتاحيتها: السنغال.. واجهة ديمقراطية في خطر

حجم الخط
0

باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: السنغال.. واجهة ديمقراطية في خطر، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية في افتتاحيتها إن مكونات أزمة قد تجمعت في السنغال، بعد إجراء الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي. سلطة تقف أغلبيتها على حشد نائب برلماني واحد على الأقل، ومعارضة تندد بالتعطيل وتهدد بعدم القبول بـ”مصادرة الفوز”. والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان الخلاف سينتهي في المحكمة أم سينتشر في الشوارع. فمنذ مارس 2021، تسببت الحياة السياسية في وفاة سبعة عشر سنغاليًا على الأقل.

وأضافت الصحيفة القول إن الديمقراطية في السنغال ما زالت تعمل، لكن الفجوة بين القادة والمعارضين لم تبد أبدًا بهذا الاتساع. القطب الأول يجسده الرئيس ماكي سال، الذي يسعى بنفس الحماس منذ عام 2012 لتطوير بلاده وتقليص “المعارضة” على حد تعبيره. إنجازاته الاقتصادية واضحة مثل فشل رهانه الثاني. وإذا كانت لهذه الانتخابات التشريعية قيمة الاستفتاء على ترشيح محتمل لولاية رئاسية ثالثة عام 2024، فالرسالة كانت: أكثر من نصف الناخبين ذهبوا إلى المعارضة.

وتابعت الصحيفة القول إن القطب الثاني يمثله عثمان سونكو، الذي يعد انعكاسا لشعبوية معينة تتماشى مع العصر. كما أن “تحييد” الرئيس ماكي سال لمنافسيه الآخرين ساهم في ظهور سونكو، وفق “لوموند”، التي نقلت عن أستاذ العلوم السياسية موسى دياو، قوله: “السنغال دولة ديمقراطية بدون ديمقراطيين، حيث لا يبدو أن الزعيمين يستوعبان مبادئ نقاش الخصومة”.

وأوضحت “لوموند” أن خلف الصراع السياسي بين ماكي سال وعثمان سونكو هناك “سنغالان”، إحداهما يتم العثور فيها على المستفيدين من النمو بشكل تخطيطي والأخرى يسكنها أولئك، الذين غالبًا ما يكونون شباباً، والذين يتوقعون في حياتهم اليومية أكثر بكثير من خطاب السلطة الذي يرضي نفسه بنفسه. وبينهما هناك طريق تستحق أن تُسمع: أكثر من نصف السنغاليين امتنعوا عن التصويت يوم الأحد الماضي.

واعتبرت الصحيفة أن أزمة الثقة هذه هي أحد أعراض تطور غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية والتي، قبل عشر سنوات فقط، كان بإمكانها التباهي بتقدمها الديمقراطي، وترى اليوم أن الأنظمة تتمسك بالسلطة من خلال “التلاعب” بالدستور، والانقلابات العسكرية تتبع بعضها البعض.

ورأت الصحيفة أن فرنسا التي تعاني بالفعل في مالي، يمكن أن تشعر بالقلق بشأن علاقتها مع السنغال، البلد الذي تحافظ معه على علاقة حميمة معقدة. فماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، شريك متميز يدافع أيضًا عن مصالح بلاده وقارته. واحتمالية وصول عثمان سونكو تثير حالة من القلق في باريس، لأنه من مصلحة روسيا، التي دخلت معه في صراع نفوذ متصاعد في إفريقيا، لفت الأنظار إلى منبر شاب “مناهض للاستعمار”. وسيكون وصول سونكو إلى السلطة علامة على رفض شعبي معين، مما ينذر بقطع مع دولة مركزية في علاقة فرنسا بأفريقيا، تختتم “لوموند”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية