لوموند: هكذا تقف واشنطن كالمتفرج حيال ما يحدث في الشرق الأوسط

حجم الخط
8

باريس- “القدس العربي”:

تحت عنوان: “الولايات المتحدة.. المتفرج في الشرق الأوسط”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحية عددها لنهاية الأسبوع، إن العدد الكبير للقتلى الفلسطينيين في غزة حيث تتواصل الضربات الإسرائيلية القاتلة غطى عليه تركيز الاهتمام الدولي على لبنان، قبل أن يحول الرد -الذي توعدت به إسرائيل ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية- مرة أخرى التركيز، الأمر الذي من شأنه أن يغذي المخاوف، التي لها ما يبررها للأسف، بشأن اندلاع حريق إقليمي محتمل.

وأضافت الصحيفة القول إنه من هذه الفوضى، حيث يريد البعض اكتشاف الرغبة الإسرائيلية في إعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال الأسلحة، نتذكر فقط لحظة العجز المذهل للولايات المتحدة. فواشنطن هي الحليف الأقرب لإسرائيل، وهي التي تمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بلا خجل ولا حدود بالأسلحة منذ السابع من أكتوبر.

وهذا الموقع المتميز جعل من الولايات المتحدة، في الماضي، لاعباً قادراً على رسم الخطوط الحمراء. ويبدو أنها بالكاد تمتلك هذه القدرة اليوم، تقول “لوموند”، معتبرة أنه من المؤكد أن المناخ السياسي الأمريكي يساهم إلى حد كبير في هذا الأمر. فمنذ انسحابه من السباق الرئاسي الأمريكي، أصبح جو بايدن “بطة عرجاء”، وسيخلفه في غضون شهر رئيسة أو رئيس منتخب سيجعل كلمات الولايات المتحدة غير مسموعة نهائياً.

وتابعت “لوموند” القول إن هذا الوقت السياسي لا يفسر كل شيء، خاصة فيما يتعلق بزعيم مقتنع بإتقانه للقضايا الدولية، لكن سجله في هذا المجال قد لا يكون في مصلحته في ظل الأشهر الأخيرة. فقد بدأت عملية محو الإدارة الديمقراطية الأمريكية قبل وقت طويل من قرار جو بايدن الانسحاب من الحملة الرئاسية لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس.

يجسد ذلك وزير الخارجية توني بلينكن، الذي لم تسفر أي من محاولاته للوساطة في المنطقة، حيث كثف زياراته، عن أدنى نتيجة، توضح ”لوموند”، مضيفة أن المسعى الأمريكي العقيم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي كان من شأنه أن يحرر “الرهائن” الإسرائيليين الذين تم أسرهم قبل عام ويحافظ على حياة المدنيين الفلسطينيين- تحول إلى إذلال محرج.

وبعد الاستمرار في دوس الخطوط الحمراء النادرة التي وضعها جو بايدن فيما يتعلق بغزة، تمت دعوة بنيامين نتنياهو واستُقبل بحفاوة في البيت الأبيض في يوليو/تموز، وكأن شيئًا لم يحدث، تُشير الصحيفة الفرنسية. وعلى نحو مماثل، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بازدراء اقتراح وقف إطلاق النار في لبنان الذي تقدمت به حليفته وفرنسا في نهاية شهر سبتمبر/أيلول، تتابع “لوموند”.

وأخيراً – تواصل “لوموند”- تعطي الإدارة الأمريكية الانطباع على أنها ستتبع خطى إسرائيل مرة أخرى فيما يتعلق بالأهداف التي يمكن أن يختارها الجيش الإسرائيلي رداً على الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل.

وبسبب التعددية التي دخلت في غيبوبة عفا عليها الزمن، لا يسعنا إلا أن نعرب عن أسفنا لهذا الافتقار إلى الإرادة الأمريكية للتأثير على مجرى الأحداث، ولا سيما من خلال استخدام رافعة مساعداتها العسكرية لإسرائيل. فنتائج الاستخدام الحصري للقوة في الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة ينبغي أن تستدعي أقصى قدر من الحذر، تقول “لوموند” في نهاية هذه الافتتاحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي:

    الولايات المتحدة ليست تقف كالمتفرج هي
    شريك إجرامي بالدماء في الشرق الأوسط.. عليه أصبح استهداف مصالحها واجب ضروري.

  2. يقول حمدان العربي / الجزائر:

    متفرج …بل هو اللاعب الرئيسي…

  3. يقول رضا تونس:

    الإمبريالي الامريكي شريك كامل في هذه الحرب الصهيونية الهمجية البربرية و حرب الابادة النازية المستمرة منذ عام ضد الشعب العربي في فلسطيني و لبنان و سوريا و العراق و اليمن الهدف الأرض خالية من البشر من النيل الى الفرات لإقامة مشروع الوهم الصهيوني حسب اليمين الفاشي الذي يحكم الكيان و كسر شوكة العرب و إخضاعهم لكن الشعب العربي عصي على الاندثار و لن يسمح للصهاينة بالاستمرار فوق الأرض العربية

  4. يقول علي بن داود:

    ( لوموند ) صح النوم بعد عام . و لما وصل الدمار لبنان تاهت وهي تبحث عن منقض . و لان فرنسا هي الاقرب الى لبنان وقادرة على حمايته ولو بلكلام . اصبحت فرنسا غير موجودة في العالم عند ( لوموند ) . و حملت امريكا كل شيئ و هي تعرف ان امريكا مع اسرايئل ظالمة او مظلومة

  5. يقول فصل الخطاب:

    عصابة البيت الأسود الصهيوني اليهودي يا دودي هي التي تقود بنفسها مع عصابة البانتاغون الأمريكي العفن النتن الذي يرسل أسلحته القذرة لقتل أطفال ونساء غزة العزة هذي شهور وشهور وشهور الحرب على فلسطين وسوريا والعراق واليمن ولبنان يا إخوان، حقيقة مكشوفة ومفضوحة منذ 1948 ✌️🇮🇷🇱🇧☹️☝️🔥👹

  6. يقول fady lehlehel:

    شاخت امريكا كرئيسها الطاعن في السن – ننتظر اعلان وفاتها عسي ان تكون بحرب اهليه بمجرد صدور نتائج الانتخابات – الشعب الامريكي مسلح بما يكفي لاباده ال ٣٥٠ مليون امريكي بعضهم البعض

  7. يقول صالح/ الجزائر:

    1)- صحيح أن أمريكا أقوى من فرنسا لكنهما وجهان لعملة واحدة ، تدعمان الكيان الصهيوني المعتدي ، الذي لا يحترم القانون الدولي ولا يطبق قرارات الأمم المتحدة ، على المعتدى عليه ، الذي يقاوم احتلال . بل إن سفير الكيان مزق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة خلال جلسة حول عضوية فلسطين الكاملة بالمنظمة .
    الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران (“الاشتراكي”) ، الذي كان عشية اندلاع ثورة نوفمبر 1954 التحريرية وزيرا للداخلية ، تحالف مع الجيش للقضاء على الثورة الجزائرية ، وصرح : «إن التفاوض الوحيد هو الحرب» . كما أن تحقيق كتاب : “فرانسوا ميتران وحرب الجزائر” كشف عن تورط الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران ، خلال فترة توليه وزارة العدل إبان حرب التحرير الجزائرية ، في إعدام 45 مقاوما جزائريا بالمقصلة، وذلك انطلاقا من ولائه المطلق لفكرة دعم النظام الاستعماري دون قيد أو شرط ، و دحر “التمرد” .

  8. يقول صالح/ الجزائر:

    2)- الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي قال : » لإسرائيل (المحتلة) الحق في الدفاع عن نفسها. ومن واجبها الدفاع عن نفسها. ولو كنا نحن الفرنسيين في الوضع نفسه، لوجب علينا الدفاع عن أنفسنا. يجب على الدولة أن تقف شامخة، وإسرائيل لديها الحق في ذلك. الحق في أن تعيش شامخة. ومن هذا المنظور، أقول إنهم كانوا على حق « . وهذا ما فعله الاحتلال الفرنسي في الجزائر . 132 سنة وهو يدافع عن نفسه ، عن المحتلين في “الجزائر الفرنسية” ، ضد أهل البلاد من السكان الأصليين (“les indigenes”) .
    الرئيس الفرنسي ماكرون لم يهدد الكيان الصهيوني إن ذهب بعيدا في جرائمه في حق الفلسطينيين ، ويقوا : يجب علينا نحن الأوروبيين جميعاً أن نكون مستعدين للتحرك لردعهّ ، وإنما هدد الفدرالية الروسية قائلا : “إذا ذهب الروس بعيدا في مرحلة ما، يجب علينا نحن الأوروبيين جميعاً أن نكون مستعدين للتحرك لردعهمّ” ، بل إنه هدد ، في 24 أكتوبر 2923 ، الفلسطينيين ، مقاومي الاحتلال الصهيوني : بأن “فرنسا جاهزة لتشكيل تحالف إقليمي ودولي لمحاربة المجموعات الإرهابية” ، ثم موضحًا أكثر : “يمكّن (لهذا) التحالف الدولي المناهض لداعش من محاربة حماس أيضا”.

اشترك في قائمتنا البريدية