ليبرمان: وقف النار مع إيران دون اتفاق قاطع سيقودنا لحرب جديدة بعد سنتين وفي شروط أسوأ

 وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- «القدس العربي»: قبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف النار بين إسرائيل وإيران، نجحت طهران بحيازة صورة كانت تبحث عنها في المعركة على الوعي بـاستهداف مدينة بئر السبع وقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين وإلحاق دمار واسع جداً في حي سكني كامل.
وكانت المعركة على وعي الجماهير، اندلعت بين إسرائيل وإيران منذ اليوم الأول في موازاة المواجهة العسكرية وتراشق النار، وفيها سعى ويسعى كل طرف لقول “الكلمة الأخيرة”. هكذا تميزت نهايات الحروب الإسرائيلية الأخيرة خاصة منذ حرب لبنان عام 2006 نظراً لازدياد حساسية وأهمية المعركة على الوعي والرواية نتيجة تحول الجبهة الداخلية بدلاً من الحدود، لساحة القتال المركزية، ونظراً للثورة المعلوماتية الرقمية التي جعلت أحداث الحرب تبث على الهواء مباشرة بكل ما في ذلك من مفاعيل على الوعي وعلى الصورة، خاصة أن الهواتف المحمولة موجودة بيد كل شخص، ومنتديات التواصل الاجتماعي تجاوزت الإعلام التقليدي وعطلّت الرقابة العسكرية.
في حرب لبنان عام 2006 أمر وزير الأمن الإسرائيلي، عمير بيرتس، جنوداً إسرائيليين باعتلاء سقف بيت في بلدة بنت جبل في الجنوب ورفع علم إسرائيلي ضمن السعي المحموم للظفر بصورة انتصار عوضاً عن نصر مأمول مفقود، وتكررت مساعي الحصول على “صورة انتصار” في حروب إسرائيل على غزة منذ 2007 ما يعكس حقيقة قوة إسرائيل مقابل جيوش نظامية وغير نظامية وقدرتها على حسم المعركة دون الاتكاء على مساعدة أمريكية عسكرية هجومية مباشرة لا دفاعية فحسب.

صورة الخراب في بئر السبع

صورة الخراب في بئر السبع قبيل صافرة الإنهاء في هذه المنازلة المباشرة بين إيران وإسرائيل منذ الثاني عشر من حزيران/ يونيو الحالي، دفعت وزير الأمن الأسبق رئيس حزب “يسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان للقول إنه “على خلفية المكاسب العسكرية المدهشة للجيش والموساد في الحرب مقابل إيران فإن “لحن الإنهاء” جاء مريراً صادماً جداً. وفي إشارة للضربة الإيرانية في بئر السبع، قال ليبرمان في تغريدة على تطبيق “إكس” إنه بدلاً من “استسلام غير مشروط” يدخل العالم مفاوضات صعبة ومتعبة، فيما لا ينوي النظام الإيراني الحاكم التنازل عن تخصيب اليورانيوم على أراضيه، ولا عن تصنيع الصواريخ الباليستية ولا عن دعم الإرهاب في المنطقة والعالم”. وأشار ليبرمان المعروف بخصومته السياسية والشخصية مع نتنياهو إلى تحذيره في بداية الحرب من عدم وجود أمر أخطر من إبقاء الأسد جريحاً”. وخلص للقول: “إن وقف النار دون اتفاق واضح وقاطع سيقودنا بالتأكيد لحرب جديدة بعد سنتين- ثلاث سنوات وفي شروط أسوأ”.

صباح طعمه مرير

وتقاطع وزير المالية المستوطن المتشدّد باتسلئيل سموتريتش مع ليبرمان بقوله في تغريدة إنه لا شك أن هذا الصباح يترك طعماً مرّاً ولكننا بحمد الله حققنا انتصاراً تاريخياً على إيران فقد أزلنا تهديداً فورياً وجودياً، وقد مسسنا بالنظام الحاكم ودمرنا عشرات الأهداف في طهران والآن بكل القوة فلنتجه إلى غزة لاستكمال المهمة وتدمير حماس واستعادة مخطوفينا”.
وبعد إعلان ترامب أصدرت حكومة الاحتلال (ليس رئيس الحكومة) بياناً أعلنت فيه قبول وقف إطلاق النار مع إيران، فيما قالت رئاسة الحكومة الإسرائيلية: “نجحنا بتحقيق انتصار كبير من خلال القضاء على تهديد النووي الإيراني والصواريخ الباليستية الإيرانية”. وكان نتنياهو قد أطلع الوزراء في اجتماع الكابنيت الليلة الفائتة عن النية بوقف النار ودعاهم لعدم التحدث بهذا الشأن وهذا ما حصل.
وتدور تساؤلات إسرائيلية متزايدة ومنها: “ماذا ستفعل إسرائيل الآن في ظل صورة قاتمة من بئر السبع وإعلان ترامب عن دخول وقف النار ودعوته لاحترام الاتفاق؟ والأهم ماذا حققت إسرائيل من أهدافها المعلنة: من تدمير المشروع النووي الإيراني (واحتفاظ طهران بالبرنامج النووي من ناحية اليورانيوم المخصب والمعرفة العلمية، حتى لو تم فعلاً تدمير كل المنشآت النووية)؟ وتدمير مشروع الصواريخ البالستية ومنع إيران من دعم الإرهاب وإسقاط النظام الحاكم؟
وفي الصورة الأوسع هناك تساؤلات وأسئلة كثيرة تنتظر أجوبتها بدءاً مما لم يكشف عنه بعد في كواليس اتفاق وقف النار بين إسرائيل وإيران؟ هل تحترمه إسرائيل لاحقاً؟ ما مصير وإحداثيات المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟ كيف سيؤثر وقف الحرب مع إيران على الحرب ضد غزة وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى مخططات استكمال التطبيع؟ كذلك كيف ستؤثر هذه الحرب مع إيران على مستقبل السجالات الإسرائيلية الداخلية وعلى مستقبل نتنياهو السياسي، وهل سيتذكر الإسرائيليون السابع من أكتوبر 2023 أكثر من الثاني عشر من حزيران 2025؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية