ليبيا: سخط شعبي بعد تداول مقطع فيديو لدهس مشجعين بعد مباراة كرة قدم في طرابلس

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: أثار مقطع فيديو متداول على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي غضباً واستياء شعبياً، حيث أظهر لحظة دهس سيارة أمنية مواطناً في محيط ملعب طرابلس الدولي، بالتزامن مع مباراة كرة القدم التي جمعت بين نادي الأهلي طرابلس ونادي السويحلي.
الواقعة التي وُصفت بأنها «متعمّدة وغير مبررة»، فجّرت سخطًا جماهيريًا دفع بالبعض إلى الاشتباك مع قوات الأمن، ما أدى إلى اندلاع مواجهات تخللتها أعمال عنف وحرق لآلية عسكرية. وقد حمّل كثيرون على مواقع التواصل حكومة الدبيبة ووزارة الداخلية المسؤولية الكاملة، مطالبين بتحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين.
ووفقًا لشهود عيان، فإن السيارة التي كانت تابعة لأفراد يتبعون الوزارة، توقفت أمام مجموعة من المشجعين بعد المباراة، واعتدت عليهم بطريقة غير مبررة. وذكرت مصادر محلية أن الاعتداء أسفر عن إصابات طفيفة بين المشجعين، في حين كانت الأجواء مشحونة للغاية بعد المباراة.
وفي رد فعل على الحادثة، طالب النادي الأهلي طرابلس، مساء الإثنين، بفتح تحقيق عاجل وشفاف للوقوف على ملابسات واقعة دهس مشجعين خارج ملعب طرابلس الدولي، بعد مباراة الفريق أمام السويحلي في أولى جولات الدور السداسي الأول من مسابقة الدوري الليبي الممتاز لكرة القدم.
ودان النادي في بيان عبر صفحته على فيسبوك، الحادث المؤسف الذي تعرضت له بعض جماهير الفريق، لافتاً إلى أن تعرض عدد من المشجعين لإطلاق النار والدهس من إحدى سيارات جهاز الدعم المركزي التابع لوزارة الداخلية، حدث غير المقبول، ويعد انتهاكاً صارخاً لسلامة المشجعين وحقهم في الوجود الآمن في المنافسات الرياضية، قائلاً إن هذا الأمر لا يمكن السكوت عنه. وطالب وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية بفتح تحقيق عاجل وشفاف للوقوف على ملابسات الحادث ومحاسبة من تثبت مسؤوليته وتورطه في هذه الأفعال التي تتعارض مع أبسط ضمانات الأمن والسلامة.
وأعرب النادي الأهلي تضامنه الكامل مع المتضررين وأسرهم، مؤكدًا أنه سيتابع الملف بكل حزم حتى يتم تحقيق العدالة.
من جانبه، أعرب الاتحاد الليبي لكرة القدم، في بيان، عن رفضه لأي مظاهر عنف أو تجاوزات تسيء إلى صورة كرة القدم الليبية، وتهدد أمن وسلامة الجماهير والرياضيين.
وقال الاتحاد، في بيانه، إنه تابع «ببالغ القلق والأسف ما وقع من أحداث مؤسفة خلال مباراة فريقي الأهلي طرابلس والسويحلي، ضمن منافسات الدور السداسي الأول من الدوري الليبي الممتاز، والتي نتج عنها إصابات في صفوف الجماهير، إضافة إلى أضرار مادية في محيط الملعب». وأكد أنه «لن يتوانى عن اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان إقامة المباريات في أجواء آمنة ومنضبطة».
وفي أول رد رسمي، أصدرت وزارة الداخلية أمراً عاجلًا أكدت فيه فتح تحقيق فوري وشامل في الحادثة المؤسفة، مشددة على أن السلوك الفردي لا يُمثل الوزارة بأي شكل، وأن العدالة ستأخذ مجراها في محاسبة كل من يثبت تورطه.
وأشار البيان إلى أن السيارة المتورطة وسائقها تم التحفظ عليهما، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بإشراف مباشر من وزير الداخلية المكلف، الذي أصدر تعليماته بتحديد المسؤوليات بدقة ومحاسبة من تجاوز حدود المهام الأمنية.
وذكرت في بيانها، أن الحادث جاء بعد محاولة بعض المشجعين الاعتداء على دوريات الشرطة، في محاولة غير مبررة للتصعيد، إلا أن التصرف الأمني لم يكن في محله، وتتم الآن مراجعة تفاصيل ما حدث لحظة بلحظة.
ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى التزام التهدئة وتحري الدقة في نقل الأخبار حتى اكتمال التحقيقات، مؤكدة التزامها الكامل بالمعايير القانونية والإنسانية في أداء مهامها، وحرصها على ضمان سلامة وحقوق الجميع دون استثناء.
كما شددت على أنها ستعلن عن أي مستجدات تتعلق بالتحقيق فور توفرها، وستُطلع الرأي العام على نتائج التحقيقات بكل شفافية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية