بيروت: قبل أيام من الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، يأمل اللبنانيون من الرئيس المرتقب أن يضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على بلدهم، ليعودوا إلى بيوتهم التي هُجّروا منها وليتمكنوا من العيش بسلام.
ويتنافس في سباق الرئاسة الأمريكية المرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، والمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، واللذان أبديا دعمًا كبيرا لإسرائيل، كما هي العادة، خلال مناظرة جرت بينهما في 10 سبتمبر/ أيلول 2024.
الأناضول استطلعت آراء مواطنين في العاصمة بيروت حول توقعاتهم ومن يفضّلون للفوز بالرئاسة الأمريكية، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان والمجازر التي طالت آلاف المدنيين، إلى جانب الدمار الواسع ونزوح مئات الآلاف بحثا مأوى.
معظم الذين استطلعت آراءهم، يرون أن المرشّحين هاريس وترامب “وجهان لعملة واحدة”، لكن الانتخابات ستكون مفصلية بالنسبة لهم من خلال حسم مصير العدوان الإسرائيلي على لبنان.
جمال حجازي، قال إن “كلا المرشّحَين وجهان لعملة واحدة، وهما أسوأ من بعضهما، ولم يأتِ منهما سوى الخراب لبلداننا”، وفق تعبيره.
ولفت حجازي (54 عاما) إلى أن المرشحين “يدعمان إسرائيل التي تقتل وتدمّر البشر والحجر”، مؤكدا أنه “لن يأتي منهما إلا الشر”.
المواطن يونس ياسين (60 عاما) أيضا يرى أن “ترامب وهاريس وجهان لعملة واحدة”، وأضاف: “جميعهم يدعمون اليهود وهم من يسيطر على زمام الأمور في العالم”.
من جهته، شدد محمد رحاّل على أنه “لا يهم من سيربح، ترامب أم هاريس، المهم من يستطيع إيقاف الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان بمعزل عن غزة”.
وشدد رحاّل على أن “ترامب وهارس واحد بالنسبة لنا، وأصحاب فكر متشابهة بالنسبة للشرق الأوسط، المهم هو إيقاف الحرب على لبنان، كفانا مجازر وقتل ودمار”.
وأشار رحّال (55 عاما) إلى أن “لبنان بأمسّ الحاجة في هذا الوقت لوقف إطلاق نار، وإلى أن يستعيد نشاطه من جديد”.
وقال إن “دعم أمريكا لإسرائيل التي ارتكبت المجازر لن يؤثر على صورتها، لأن كل جهة لديها حلفاء وتريد حماية حليفها والحفاظ عليه، كما إيران أيضا”، وفق تعبيره.
من جهته، رجّح إبراهيم يحيى (57 عامًا) أن تفوز هاريس بالرئاسة الأمريكية “لأن وضعها بالنسبة للجالية العربية أفضل من ترامب”، وفق رأيه.
وأضاف: “إن نجحت بالتهدئة في منطقة الشرق الأوسط هناك أمل أن يصوت لها العرب والمسلمون، خاصة أن لدينا جاليات عربية كبيرة ولها تأثير في الانتخابات الأمريكية وخاصة في ولاية مشيغان الأمريكية”.
ورأى يحيى أن “هاريس هي الأفضل في هذه المرحلة بالنسبة للشرق الأوسط، لأنها تستطيع أن تعطي أكثر من ترامب من خلال متابعتها للأوضاع عن كثب في منطقتنا”.
لكنه على أي حال قال: “ننتظر من الرئيس الذي سيفوز في الانتخابات الأمريكية أن يطفئ الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط ليعود الانتعاش الاقتصادي، وأن تكون سياسته الخارجية أفضل مما هي عليه الآن”.
من وجهة نظر يحيى، فإن “السياسية الخارجية لأمريكا ضعيفة الآن، وليست كما كانت، ويجب أن تكون أقوى في الأيام المقبلة”.
واعتبر أن “صورة أمريكا اهتزّت بسبب دعمها المطلق لإسرائيل تجاه ما تفعله في غزة ولبنان، لأنهم يتحدثون بشيء ويفعلون شيئا آخر، فقتل المدنيين يُشجب ببيان صغير فقط ولا يعتمدون الصرامة في هذا الموضوع”.
وفي هذا المجال بيّن أن “إسرائيل تتابع قتل المدنيين ولا تردّ على أحد، لذلك سياسة أمريكا أصبحت ضعيفة”.
من جهته، وفيق فرحات (70 عاما)، الذي نزح إلى بيروت بانتظار انتهاء الحرب، قال إنه لا فرق بين من سيأتي إلى الرئاسة الأمريكية.
وأردف: “نريد العودة إلى بيوتنا وأرضنا بأمان لأننا لا نستطيع تركها، ولا يهمنا أن تأتي إسرائيل لتأخذ أرضنا، لأننا متمسكون بها ولن نرحل”.
وأضاف فرحات الذي التقته الأناضول بينما كان يجلس عند كورنيش بيروت البحري: “مهما فعلت إسرائيل سنعود، وعلى الرئيس الأميركي أن يحافظ على حرية وديمقراطية لبنان لا أكثر ولا أقل، نريد أن نعيش بسلام”.
أما شقيقه حسين فرحات (65 عاما)، فقال: “في حال فاز أي رئيس أمريكي جديد يجب أن تكون علاقتنا جيدة معه، وأن لا يكون عدوًّا لنا وأن يكون لبنان بلد مستقل”.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت عقب شن إسرائيل إبادة جماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 144 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل لبنان والعاصمة بيروت، بشن غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و792 شهيدا و12 ألفا و772 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الثلاثاء.
ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
(الأناضول)