“ليكسبريس”: الخيارات السيئة للجزائر وراء الخلاف مع المغرب

حجم الخط
48

باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان: الخيارات السيئة للجزائر وراء الخلاف مع المغرب، قالت مجلة “ليكسبريس” الفرنسية إن الفحص الدقيق لملف الخلاف بين البلدين الجارين الجزائر والمغرب يُوضح أن الانتقادات واللوم والمطالبات تأتي بشكل أساسي من الجزائر العاصمة التي أغلقت حدودها من جانب واحد في عام 2021 وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع الرباط.

وأضافت المجلة الفرنسية أنه ينظر للنظام في المغرب على أنه قديم لأنه ملكي، وضعيف لأنه لم يخض أي حرب استقلال، عكس الجزائر التي خاضت ثورة تحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، وهو ما يسمح لطائفة من الجنرالات الماكثين في السلطة دون انقطاع تقريبًا منذ الاستقلال بإضفاء الشرعية على حكمها وقمع أي معارضة لهم.

وتابعت “ليكسبريس” القول إن الجزائر لطالما ظلت تابعة لموسكو حتى بعد سقوط الشيوعية، وتبنت القومية العربية. على عكس المغرب الذي نوّع شراكاته وحافظ على علاقات وثيقة مع فرنسا والولايات المتحدة. ومع ذلك، منذ توقيع الرباط في عام 2020 على اتفاقات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل، فإن “الكيان الصهيوني” الذي تنبذه الجزائر أصبح بدوره شريكًا متميزًا للمغرب، كما يتضح مؤخرًا من الزيارة الرسمية لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.

من جهة أخرى، فحسب المجلة،  فقد أثار اختيار العاهل المغربي محمد السادس للاعتراف رمزياً ودستوريًا بثقافة ثلاثية للمغرب: عربية وأمازيغية ويهودية، أثار حفيظة حكام الجزائر التي لم تحل أبدًا ملف البربر الخاص بها وتخشى ربيعاً قبائلياً جديدًا.

وتزعم المجلة أنه من الناحية الجيوستراتيجية، تبحث الجزائر عن التمتع بـامتياز “ثنائية المحيطات”، أي بعبارة أخرى الوصول المميز إلى المحيط الأطلسي عبر دولة صحراوية تكون مدينة لها، إن لم تكن تابعة، لأنها كانت ستدعم مروّجيها. و اعتبرت  أن ضم الصحراء الغربية وسيطرتها من طرف المغرب يعيق على الجزائر تحقيق هدفها.

بشكل أكثر واقعية، ألا تأتي مرارة الجزائر المتكررة من فشل نظام تبنى عددًا من الخيارات السيئة؟ تتساءل “ليكسبريس”، قائلة، من جهة، إن النظام الجزائري هو نظام اقتصادي ريعي محصور بين أيدي مستفيدين مدنيين وعسكريين مما أثقل كاهل دولة غنية بالمواد الهيدروكربونية، والتي لم تعد عائداتها بالفائدة على السكان أبدًا، وهو مايفسر قوة التعبئة الاجتماعية في الحراك الأخير.

من جهة أخرى، تتمسك الجزائر ـ كما تكتب المجلة ـ بالدعم السياسي والعسكري للمقاتلين الصحراويين، وبموقف صارم وغير فعال بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يعزلها دبلوماسياً باعتبارها دولة محاطة بالفعل من الشرق والجنوب بدول فاشلة.

المغرب، على العكس من ذلك، لايتمتع بموارد طبيعية قابلة للتسويق (باستثناء الفوسفات غير المربح للغاية)، لكنه حقق قفزة نوعية خلال عقدين من الزمن، من حيث الدبلوماسية أو البنية التحتية أو التجارة، في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الناطقة بالفرنسية على وجه الخصوص. كما أنه حقق انتصاراً ديمقراطياً سلمياً بإسقاط التيار الإسلامي دون عنف في الانتخابات التشريعية الماضية، على حد قول المجلة الفرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عمار:

    نحن الجزاءريين لا نسمع لمهاترات فرنسا. ادا تكلم الفرنسين عن الجزاءر بسوء فهدا معناه ان الجزاءر في الطريق الصحيح

    1. يقول سعيد:

      إذا كنتم على الطريق الصحيح، فما عليكم إلا مواصلة السير عليه…ألف مبروك

  2. يقول شاهد على العصر:

    في عهد الحماية كانت الجريدة الرسمية تصدر تحت هذا العنوان:Empire Cherifien.
    Protectorat de la République Française au Maroc. مما يعني الاعتراف بحدود المملكة قبل التقسيم الاستعماري ، كما يدل على استمرار السيادة الداخلية للدولة المخزنية. وفي معاهدة الغاء الحماية 2 مارس 1956 التزمت فرنسا باحترام حدود المملكة كما هي متعارف عليها دوليا. الا ان احتضان المغرب لجيش التحرير الجزائري اغضب فرنسا و انتقمت بفصل موريتانيا عن وطنها. و كذلك ارادت ان تفعل اسبانيا لولا المسيرة الخضراء.

  3. يقول ابراهيم الامازيغي:

    كالعادة كان لدي الكثير من التعليق اللاذع على النظام الجزائري لكني لن أقول شيئا سلبيا اليوم…حين ترى التضامن الكبير من الاخوة الجزائريين بخصوص الطفل رايان فك الله محنته..لا يسعني إلا ان أقول شكرا من أعماق القلب ولا شئ غير الشكر…فعجبا لشعبين يتنابزان بالالقاب ويتبادلان الشتم وعند أول محنة تراهما متضامنين متداعمان يتبادلان الدعاء !! فلتحيا الجزائر وليحيا المغرب.

  4. يقول الرمح:

    الحمد لله فرنسا تنتقدنا .اذن الجزاءر على الطريق الصحيح

  5. يقول amine:

    وعجبى على هذه الصحيفة الفرنسية المنافقة المضللة تفصل الأمور على مقاسها ،و نسيت بلادها التي تنهب و تسرق ثروات أفريقيا و فقرت شعوبها

  6. يقول باب المغاربة - القدس:

    المغرب كبير بتاريخه و بشعبه و بملكيته، و المستقبل كله ازدهار و تقدم للمغرب من طنجة للكويرة.

  7. يقول هشام-المغرب:

    المغرب لم يخض حرب استقلال !!! ماهذا الهراء ! بل العكس تماما شراسة المقاومة المغربية هي التي طردت فرنسا في أقل من 44 سنة فقط من الاستعمار الفرنسي والذي تحالف مع الاستعمار الاسباني !! والدليل الحرب الكيماوية على الريف حيث اذاق المقاوم عبد الكريم الخطابي كلا القوتين الاستعماريين العلقم بذون ذكر باقي المقاوميين في جبال الاطلس و حتى تخوم الصحراء !

  8. يقول ميساء:

    شر البلية ما يضحك حقا وصدقا بل العكس هو الصحيح الثابت

  9. يقول محمد:

    هههه ..الأحلام الأخيرة للمستعمر الفاشل ! تحيا الجزائر مهد البشرية

  10. يقول يوسف:

    في ضل التجادبات السياسية وصراع الحالتين وضعف الشعبين في فرض روابط الاخوة

1 2 3 4

اشترك في قائمتنا البريدية