لندن ـ «القدس العربي»: احتضن الأردن، الثلاثاء، «مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة» بمشاركة قادة عرب ومسؤولين غربيين، أكدوا على ضرورة تيسير دخول المساعدات وبكميات أكبر إلى القطاع الذي دمره العدوان الذي يشنه الاحتلال منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
عباس: نتعرض لإبادة جماعية
ودعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في كلمته في المؤتمر الذي عقد في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت، مجلس الأمن والمجتمع الدولي كافة إلى الضغط على إسرائيل، من أجل فتح جميع المعابر البرية لقطاع غزة، وتسليمها للحكومة الفلسطينية.
وقال إن «الوقت قد حان لوقف ما يتعرض له شعبنا في غزة منذ ثمانية أشهر من إبادة جماعية، وما يعانيه في الضفة بما فيها القدس من جرائم الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين». وأضاف: «نطلب من مجلس الأمن وأطراف المجتمع الدولي كافة الضغط على إسرائيل من أجل فتح جميع المعابر البرية لقطاع غزة، وتسليمها للحكومة الفلسطينية وإدخال جميع المواد الإغاثية والطبية، ومستلزمات وتجهيزات الإيواء والخدمات الأساس».
وأشار إلى أن الحكومة الفلسطينية عرضت برامجها للإغاثة وإعادة الخدمات الأساسية للإصلاح المؤسسي والاستقرار المالي والاقتصادي، وأعلنت عن جاهزيتها لاستلام مهامها في قطاع غزة كما هو في الضفة الغربية بما في ذلك معابر قطاع غزة كافة. أوضح أنه «من الضرورة مواصلة الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لفتح المجال لقيام دولة فلسطين واستلامها مهامها كاملة». ولفت إلى أن «الحل السياسي المبني على قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، يتطلب حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، واعتراف مزيد من دول العالم بها».
مباحثات مع سانشيز
وبحث عباس، على هامس المؤتمر مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، جهود وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا». وأشارت الوكالة إلى أن عباس بحث مع سانشيز «آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والجهود الجارية مع الأطراف كافة لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية».
ونقلت عن الرئيس الفلسطيني تأكيده على «ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، والانسحاب من كامل غزة، والإسراع في إدخال المساعدات لتفادي مخاطر مجاعة حقيقية جراء سيطرة الاحتلال على جميع معابر القطاع وإغلاقها».
عباس يدعو للضغط على إسرائيل لفتح المعابر… والملك عبد الله: إنسانيتنا على المحك
كذلك أعرب عباس خلال لقاء سانشيز عن تقديره لمواقف إسبانيا «الشجاعة والمبدئية بالاعتراف بدولة فلسطين، والتي تأتي استكمالاً لمواقفها الداعمة للقانون الدولي والشرعية الدولية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال».
وأكد أن «قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيسهم في حماية حل الدولتين الذي يتعرض لتدمير ممنهج، وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار للجميع».
في حين، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن الاستجابة الإنسانية الدولية في غزة «دون المطلوب بدرجة كبيرة» مشيرا إلى أنه لا يمكن لعملية إيصال المساعدات الإنسانية في غزة أن تنتظر وقف إطلاق النار.
وزاد في كلمته في المؤتمر: «إننا نقف اليوم عند منعطف حاسم في تاريخ البشرية» مشيرا إلى أن «ضميرنا يتعرض للاختبار الآن بسبب الكارثة في غزة وإنسانيتنا ذاتها على المحك».
وتابع: «على مدى ثمانية أشهر، ودون توقف، ظل سكان غزة يواجهون الموت والدمار اللذين فاقت درجاتهما بكثير أي صراع آخر» مبينا أن «شبح المجاعة يلوح في الأفق والصدمة النفسية حاضرة دائما وستبقى آثارها لأجيال قادمة».
ملك الأردن: ضميرنا يتعرض للاختبار
وأشار إلى أن «كل مكان في غزة عرضة للدمار» منوها إلى أن «العملية العسكرية في رفح أدت إلى تفاقم الوضع المتردي وتم تهجير ما يقارب المليون من سكان غزة قسرا».
ولفت إلى أن «الذين نزحوا مرارا وتكرارا بحثا عن الأمان يتم استهدافهم فلا يوجد مكان آمن» مؤكدا أنه لا يمكن أن تخضع المساعدات الإنسانية في غزة للأجندات السياسية لأي طرف، مشيرا إلى أن «أهل غزة لا يتطلعون إلينا من أجل الكلام المنمق والخطابات بل إنهم يريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع».
وأوضح أن «فض الاشتباك بشكل مؤثر وشامل بين الجهات الفاعلة على الأرض أمر أساسي لضمان قدرة وكالات الإغاثة» مؤكدا أن الممر البري هو الطريقة الأكثر فعالية لتدفق المساعدات إلى غزة.
وأكد أن الأردن سيواصل إرسال المساعدات، إلى جانب المنظمات الدولية والجهات المانحة عن طريق البر رغم العوائق، لافتا إلى أن الأردن سيواصل أيضا عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة.
وكشف عن أن الأردن سينظر في إمكانية استخدام طائرات عمودية ثقيلة لتأمين المساعدات على المدى القصير، لافتا الانتباه إلى الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني المتردي في الضفة الغربية.
وأكد أن الأردن بدأ بالفعل إرسال المساعدات للضفة الغربية منذ أشهر لدعم الفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة، موضحا أن الأردن قدم ما يزيد عن 25 مليون دولار من المساعدات الغذائية والطبية منذ السابع تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى الضفة الغربية.
وأشار إلى أن بلده قدم ما يقارب 75 مليون دولار من المساعدات الأردنية المباشرة لغزة منذ بدء الحرب.
السيسي: حرب انتقامية
كذلك، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى إلزام إسرائيل بإنهاء حالة الحصار والتوقف عن استخدام سلاح التجويع في عقاب أبناء القطاع، وإزالة كافة العراقيل أمام النفاذ الفوري والمستدام والكافي للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من كافة المعابر وتأمين الظروف اللازمة لتسليم وتوزيع هذه المساعدات إلى أبناء القطاع في مختلف مناطقه والانسحاب من مدينة رفح.
وأضاف في كلمته إن أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء في غزة، المحاطين بالقتل والتجويع والترويع، والواقعين تحت حصار معنوي ومادي مخجل للضمير الإنساني العالمي، ينظرون إلينا بعين الحزن والرجاء، متطلعين إلى أن يقدم اجتماعنا هذا لهم، أملاً في غد مختلف يعيد لهم. كرامتهم الإنسانية المهدرة، وحقهم المشروع في العيش بسلام، ويسترجع لهم بعض الثقة في القانون الدولي وفي عدالة ومصداقية ما يسمى بالنظام الدولي القائم على القواعد.
وتابع: مسؤولية ما يعيشه قطاع غزة، من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تقع مباشرة على الجانب الإسرائيلي، وهي نتاج متعمد لحرب انتقامية تدميرية ضد القطاع وأبنائه وبنيته التحتية ومنظومته الطبية، يتم فيها استخدام سلاح التجويع، والحصار، لجعل القطاع غير قابل للحياة، وتهجير سكانه قسرياً من أراضيهم، دون أدنى اكتراث، أو احترام للمواثيق الدولية أو المعايير الإنسانية الأخلاقية.
وأكد أن بلاده حذرت مراراً من خطورة هذه الحرب وتبعاتها، والتداعيات الجسيمة، للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية التي أدى المضي قدماً بها إلى إقامة وضع يعوق التدفقات الإغاثية التي كانت تدخل القطاع بشكل رئيسي من معبر رفح.
ورحب مصر بقرار مجلس الأمن رقم 2735 وبالقرارات الأخرى ذات الصلة وطالب بتنفيذهم الكامل، مشددا على ضرورة الوقف الفوري والشامل والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح كافة الرهائن والمحتجزين على نحو فوري، والاحترام الكامل لما فرضه القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. من ضرورة حماية المدنيين وعدم استهداف البنى التحتية أو موظفي الأمم المتحدة أو العاملين في القطاعات الطبية والخدمية في القطاع. كما طالب السيسي، بتوفير الدعم والتمويل اللازمين لوكالة الأونروا، حتى تتمكن من الاضطلاع بدورها الحيوي والمهم، في مساعدة المدنيين الفلسطينيين، والعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن الإنساني، بما فيها القرار رقم 2720، وتسريع تدشين الآليات الأممية اللازمة، لتسهيل دخول وتوزيع المساعدات في القطاع، وتوفير الظروف اللازمة.. للعودة الفورية للنازحين الفلسطينيين في القطاع.. إلى مناطق سكنهم التي أُجبروا على النزوح منها، بسبب الحرب الإسرائيلية.
وختم كلمته بالتأكيد، على أن الحلول العسكرية والأمنية، لن تحمل إلى منطقتنا إلا المزيد من الاضطراب والدماء، وأن السبيل الوحيد لإحلال السلام، والاستقرار، والتعايش، في المنطقة، يكمن في علاج جذور الصراع من خلال حل الدولتين، ومنح الشعب الفلسطيني حقه المشروع في دولته المستقلة.. القابلة للحياة.
على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية والتي تحظى بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ميقاتي: نهج تدميري
أما رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي فقال إن «نهج إسرائيل التدميري لا سابقة له في التاريخ» مشيرا أن جنوب لبنان يختبر هذا النهج يوميا. وأضاف في كلمته أن «نهج التدمير الذي تتبعه إسرائيل لا سابقة له في التاريخ، ونختبره يوميا في لبنان على أرض جنوبنا الغالي، التي ارتوت بدماء الشهداء والجرحى».
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، قد طالبت الدول المشاركة في المؤتمر باتخاذ «إجراءات ملموسة لإنقاذ ما دمرته إسرائيل» على المستوى الإنساني والصحي في القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان مقتضب: «نطالب الدول التي تجتمع هذه الأثناء في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة باتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لإنقاذ قطاع غزة الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الإنساني والصحي».
كلهم متآمرون على المقاومة ورهن إشارة الصهاينة وأمريكا. ليس لهم علاقة بفلسطين. هؤلاء أخطر على المقاومة من الصهاينة وأمريكا