مؤتمر العدالة والتنمية: حين ترهن رؤية الحزب للمستقبل

يوم غد ينعقد المؤتمر التاسع للعدالة والتنمية المغربي وسط صعوبات مالية كبيرة وخلافات مع وزارة الداخلية حول مقتضيات قانونية تتعلق بحق الحزب في تسلم جزء من الدعم المالي لتنظيم المؤتمر.
مختلف مكونات الحزب تنظر للمؤتمر بأنه سيكون حاسما، فإما أن يضع الحزب قاطرته على السكة الصحيحة وينطلق ليجدد دوره في الحياة السياسية، وإما أن يدشن بداية النهاية، ويغلق قوس إمكانية استعادته المبادرة.
يتوقف الجواب عن هذا السؤال على تقييم مرحلة ما بعد المؤتمر الاستثنائي، وهل نجح عبد الإله بن كيران) في فترة الولاية الاستثنائية (2021 ـ 2025) أن يأخذ بسفينة الحزب إلى النجاة، ويحقق وعده بأن يجعل من المؤتمر التاسع عرسا تتوحد عنده مختلف مكونات الحزب؟
ثمة في الواقع تباين كبير على مستوى التقييم، فإذا كان الجميع يقر بأن عملا مهما تم القيام لتصحيح مواقف الحزب، والقيام بدور معارضة قوية بحجج ملموسة (معركة تضارب المصالح في قضية محطة تحلية المياه، وصفقة تزويد المكتب الوطني للماء بالمحروقات، قضية المدونة، وقضية 13 مليار درهم لدعم مستوردي اللحوم) فإن التباين لا يزال قائما على مستوى تقييم انعكاس ذلك على الداخل التنظيمي، وقدرة القيادة على إنهاء الخلاف الداخلي، وطي صفحة الماضي، والانخراط الجدي في سؤال المستقبل.
الأمين العام للعدالة والتنمية، أقر في الندوة الصحافية التي كشف فيها الحزب عن معطيات مؤتمره التاسع بأن العضوية في الحزب تراجعت للنصف من 40 ألف عضو إلى 20 ألف عضو، دون تفسير لذلك، مؤكدا أن هذا الوضع لا يزعج، لأن المهم في نهاية المطاف، هو الفاعلية والحيوية وانبعاث دور الحزب من جديد.
التفسير الأقرب إلى الحقيقة، أن عددا مهما من الذين التحقوا بالحزب لمصالح رأوها في وجوده في الحكومة غادروه لأحزاب أخرى، واستحب آخرون بسبب خلاف مع القيادة ورؤيتها لخطه ورؤيته للمستقبل، وكثير من أعضاء الحزب يوجدون في غرفة انتظار لما سيجود به المؤتمر.
القيادي السابق في العدالة والتنمية، السيد مصطفى الرميد أجرى حوارا مطولا من 25 حلقة، قدم فيه روايته لمسار الحزب ودوره فيه، وخلافاته مع قيادته (ابن كيران، والعثماني) وبعث بثلاث رسائل للمؤتمر التاسع: أولها، حرص عبد الإله بن كيران على عدم مغادرة موقع الأمين العام، وأن أي إرادة لزحزحته عن هذا الموقع، سينتج عنها ما نتج في السابق من تدخله من خارج مؤسسات الحزب للتأثير على قراراته وسحب الشرعية من أي قيادة مستقبلية. والثانية، تسبب تصريحاته في توتر مؤسساتي، وبخاصة مع المؤسسة الملكية، أي أن استمراره، يعني الدخول مرة أخرى في لعبة الشد والجذب مع الدولة. والثالثة، ألا مشكلة للدولة مع الحزب، وإنما مشكلتها مع عبد الإله بن كيران، وأن الحزب إذا أراد أن يحرر إرادة الحزب، فالكلفة بسيطة أن يترك عبد الإله بن كيران بشكل طوعي أو بمقتضى تصويت المؤتمر مربع القيادة.

نخبة الحزب المسيسة، تطرح سؤال الحصيلة السياسية والتنظيمية أيضا، وذلك في ضوء تعهدات ابن كيران عشية إعلانه أمينا عاما، خاصة ما يتعلق بالمصالحة الداخلية، وإصلاح الأداة التنظيمية للحزب، والرؤية التي سيعتمدها لتجديد دور الحزب في المرحلة المقبلة

الأمين العام للعدالة والتنمية، صرح أكثر من مرة بأنه لا يستمع إلى حلقات الرميد، وأنه لن يرد عليه، وجزء مهم من القاعدة في الحزب يرون رسائل الرميد بكونها رسائل من «خارج الحزب»، أي أن ابن كيران، نجح في واقع الأمر، أن يجعل من حلقات مصطفى الرميد داعمة لشرعيته في القيادة في المرحلة المقبلة.
نخبة الحزب المسيسة، تطرح سؤال الحصيلة السياسية والتنظيمية أيضا، وذلك في ضوء تعهدات ابن كيران عشية إعلانه أمينا عاما للحزب بنسبة 81 في المائة في المؤتمر الاستثنائي في ديسمبر 2021، خاصة ما يتعلق بالمصالحة الداخلية، وإصلاح الأداة التنظيمية للحزب، والرؤية التي سيعتمدها لتجديد دور الحزب في المرحلة المقبلة.
على المستوى الداخلي، أي استعادة العافية التنظيمية، تبنى ابن كيران منطقا جديدا، يقوم على مقولة:» لن أبذل أي جهد في التصالح مع القيادة السابقة، سيلتحقون حينما يرون الحزب في خضم المعارك الكبرى». رفض ابن كيران فتح حوار داخلي لتقييم المرحلة السابقة بحجة أن ذلك سيعمق أزمة الحزب، لكنه في الآن ذاته، سمح لنفسه أن يعمم سرديته للأزمة طيلة أربع سنوات، قبل أن يضطر أعضاء من الأمانة العامة المستقيلة على خلفية نتائج انتخابات 2021 سردياتهم الخاصة (مصطفى الرميد، لحسن الداودي). ابن كيران، قال أيضا إنه لن يدخل في حوار مصالحة مع قيادات الحزب، وأنهم سيعودون إلى الحزب في اللحظة التي يرون فيها مواقف الحزب تتصحح في المعارك الكبرى ضد خصومه، وهو الواقع الذي لم يحدث، حتى في معركة المدونة، التي خرج فيها مصطفى الرميد يعبر عن مواقف قريبة من مواقف الحزب، لكن ليس من موقع الإسناد، بل من موقع تعدد الجهات التي تناصر قضايا الهوية والمرجعية.
التقييم الكلي، لهذا الموضوع، أن القيادات السابقة، لا تزال تحتفظ بتقييمها السابق عن أسلوب ابن كيران، مع تفاوت في المسافة مع الحزب، فبينما اختار مصطفى الرميد وعزيز الرباح وعبد القادر عمارة الاستقالة أو تجميد العضوية، اختار لحسن الداودي ومحمد يتيم الاشتغال مع الحزب دون اقتراب من القيادة، بينما اختار سعد الدين العثماني إعطاء المسافة والتصريح بضرورة أن تتولى الحزب قيادة جديدة شابة.
على مستوى الرؤية، أي طبيعة الجواب عن سؤال المستقبل، والذي بالمناسبة لا علاقة له بإشكالات ما بعد إعفاء ابن كيران، لم يقدم الحزب أي تصور للموضوع، بل لم يطرح سؤال علاقة الحزب بالدولة، وإمكان القيام بدور جديد في المستقبل؟ وطبيعة الخط السياسي للمرحلة القادمة؟
تجربة الماضي تشير إلى أن أسلوب ابن كيران في السياسة انتهى بـ«البلوكاج»، أي بتوتر مع الدولة، رغم حديث ابن كيران الكثيف عن الملكية وخطورة التنازع معها، ورغم حرصه على أن يغطي عن الموضوع بإلصاق التهمة بزعيم الأحرار السيد عزيز أخنوش والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر.
التقييم بهذا الشكل، يعني شيئا واحدا، إما أن الحزب في رؤيته للمستقبل سيعيد تجربة الأمس بقوة تنظيمية أقل من السابق. وفي هذه الحالة، سيحكم عليه أن يبقى خارج التجربة، أي في موقع المنتظر لتغيرات كبرى دولية وإقليمية أو حتى محلية، ليتبرر الطلب عليه، وهو ما يعني تعليق مستقبل الحزب بمجهول قد يقع أو لا يقع. وإما أن الحزب، سيعدل من خطه السياسي في اتجاه قدر من الجذرية مع مراكز النفوذ في الدولة، وهو ما لا يتحمله السياق الدولي والإقليمي، ولا ابن كيران ولا حزبه، المتعودون على معادلة الضغط والمراكمة. وإما أن يكون الخيار نهجا بدون رؤية، أي ارتجالية عفوية، تبني موقف الغد على ما تحصل من تراكم اليوم. وفي هذه الحالة، فإن الحزب سيحقق هدفا واحدا لا غير، هو أن يبقى أمينه العام في موقعه إلى حدود 2035 حسب تصريحه، أي بعد أن يقضي ولايتين اثنتين، بعد ولايته الاستثنائية.
الدولة أرسلت قبيل المؤتمر، إشارة سياسية مهمة، بتعيين عبد القادر عمارة على رأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والمعنى أنه ليست هناك مشكلة بين الدولة والحزب، لكن، لا شيء من رؤية الحزب للمستقبل رتب على هذه الإشارة أو غيرها، فالمؤتمر أعد كل شيء، وبخاصة الجانب التواصلي والإعلامي، لكن شيئا واحد لم يقدم بشأنه أي جواب، هو الرؤية للمستقبل، وحتى الأطروحة السياسية التي يفترض تقديمها لرؤية الحزب للمرحلة القادمة، فهي محشوة بعبارات عامة، تسمح بتأويلات متباينة، وبمساحة كبيرة للقيادة في أن تجعل منها مجرد ورقة لا طعم لها ولا رائحة.
في المحصلة، ليس هناك أي جواب منتظر في هذا المؤتمر، سوى من يكون على رأس الحزب، لأن التركيبة السوسيولوجية المحافظة أضحت ترى أن رؤية الحزب للمستقبل مرهونة بزعيم منتظر.

كاتب وباحث مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو الوليد . المغرب:

    إختلفت مآلات قادة القوم من متقرب لدوائر القرار درج على الخروج بتصريحات الاساس عنده ألا تخدش مشاعر أولي النعمة, وءاخر استطاب حلاوة المناصب العليا فتنصل من الحزب ونصب ينتظر لفتة مولوية, ثم ءاخر تورط في التوقيع على معاهدة مشؤومة وأدرك حجم الزلة التاريخية والأخلاقية التي دفع لها دفعا فانتهى به الأمر إلى الإختفاء من المشهد, فيما ءاخر أصر على العودة للواجهة ليدعو القوم لعدم الإنسياق وراء المغريات في الوقت الذي قبل هو بدون تعفف أخذ هبة شهرية من دون وجه حق, وءاخر وءاخر… الحل الوحيد للقوم لاستعادة شيء من المصداقية المفتقدة أن يختاروا من بينهم قيادات من صنف لفتيت علها تخرجهم من النفق المظلم أو يسلموا الأمر لقيادات من الشباب لم يسبق لهم الوقوع في المطبات فلربما ينجحوا في ترميم ما خربه الجيل الأول.

  2. يقول منير الصقلي:

    الإشكالية أعمق من التوافق على لملمة الحزب السياسي وإعداده لما يسمى الإستحقاقات المقبلة, الذهنية التي يحاول البعض ترسيخها بين أتباعه ويخرج مخاطبا بها العامة بلزوم تقديس الأفراد وتعطيل الحس النقدي تعارض المنطق والشرع والواقع عفى عنها الزمن, فكل إنسان مهما علا شأنه في أعين البعض معرض للخطأ في التقدير وسوء تدبير النوازل, لذلك النقاش المفتوح وتداول الأفكار هو السبيل الأقوم لإتخاذ القرارت خاصة الحيوية منها, الرعيل الأول منذ أزيد من 14 قرن قدم نماذج يقتدي بها لمن يعتبر. فأبو بكر يخاطب الناس قائلا: *قد وليت عليكم ولست بخيركم, فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني…* وبعده عمر حين عارضه رجل فغضب أحد الحاضرين فقال عمر: *دعه فليقل, لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها..* يقصد الإنتقاد والتقويم والمعارضة بحجة, رغم أنهم مبشرون بالجنة لكنهم لم يجعلوا أنفسهم في مراتب فوق المحاسبة أو المعاتبة, هذا من الجانب الشرعي. التاريخ يشهد بأن الأنظمة المستبدة وتقديس الأفراد لم يقد شعوبها إلا للخراب والتخلف والواقع اليوم ما عاد يقبل بذلك في زمن إنكشفت فيه الحجب عن كثير من الطابوهات.

  3. يقول هيثم المغربي:

    المغفل من يعيد تجربة بنفس الظروف والوسائل وينتظر كل مرة نتائج مغايرة, ثبت من خلال تجارب تاريخية عديدة بما لا يدع مجالا للشك أن التغيير الجاد من داخل أنظمة مترهلة ومتسلطة من سابع المستحيلات, الذي يحدث أن المغامرين بمحاولة إصلاح المنظومات الفاسدة بالإلتحام معها ينتهي بهم الأمر بأن يخضعوا هم للتنميط والتدجين ليصبحوا مهادنين ومتعايشين مع التسلط بدل مناهضته, القبول بأنصاف الحلول والتنازل عن قواعد أساسية وضرورية (ديموقراطية,احترام الحريات, ربط المسؤولية بالمحاسبة, استفلال القضاء…) لتمهيد الطريق للإصلاح في إعتقادي هو خيانة للأمانة والثقة التي منح الشعب لمن انتخبهم ليمثلوه في مجالس الشعب واعضاء الحكومات. تجمع النخب الحكيمة والفعاليات المخلصة في وطنيتها اليوم أن الملكية البرلمانية التي يسود فيها البلاط ولا يحكم على غرار النموذج الإسباني هي الحل الأمثل و المتاح لبلدنا لتأمين إنتقال ديموقراطي يحفظ الحقوق ويحقق تنمية فعلية, وأي مشروع سياسي لا يحمل في برنامجه جدول زمني محدد وءاليات واضحة لتحقيق هذا الإنتقال السلمي السلس لشكل ومضمون السلطة هو محكوم عليه بالفشل الحتمي, وللأسف فالحزب المذكور هنا لا يحمل هذا المشروع وبالتالي في تقديري لا ينبغي الرهان عليه.

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      للاسف الشديد اتبث التجارب في دول عربية ان استيراد
      مفهوم الديموقراطية بحذافره كما هو من الغرب
      انتج الخراب… ولا شيئ غير الخراب..😡
      .
      هناك من قال ان النظام الجمهوري هو الحل.. فقلب
      الملكيات الموجودة.. والنتبجة نعرفها في كل البلدان
      التي اصبحت جمهوريات بعد الملكية .. واصبح
      الجميع يقول…وا حصرتاه على زمن الملكية…
      .
      في المقابل.. نجد ان الانظمة التي حافظت على
      الملكية هي الاكثر استقرارا وازدهارا… وهذه حقيقة..
      .
      THIS IS A FACT….
      .
      لكن مسألة ان تنتقل الملكية الى ملكية برلمانية مسألة
      مشروعة… غير ان هنا التقليد الاعمى خطير جدا ايضا…
      وجب انشاء نظام يخص ثقافتنا وخصوصيتنا…
      فمسألة الدين وامارة المؤمنين لا توجد في اسبانيا..
      وهي شيئ منجدر في وجداننا ولا يمكن القفز عليه
      بأي خال من الاحوال..
      .
      في نظري.. الحل هو التوفيق بين الامور.. برلمان
      يحكم.. وملك يضمن الاستمرار للدولة بالقانون والدستور.. كي لا يقع لنا ما نراه في امركا… كل حزب
      يأتي الى السلطة يلغي ما فعله الحزب الآخر من قبل..
      والنتيجة هي تقهقر امريكا امام الصين .. التي لا
      توجد فيها ديموقراطية.. للغرابة والتناقض….
      .
      يتبع 1

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اذا.. الحل هو الحريات وديموقراطية حزبية تعددية..
      مع صلاحيات حقيقية للاحزاب في الحكم… وكذلك
      ملكية تظمن الاستمرار والاستقرار… بالدستور…
      بمعنى ملك يحكم ويسود.. لكنه يحكم كحكم ترجع
      اليه الامور في الملفات التي لا تستوعب تفرقة
      نظرة الاحزاب واختلافاتهم… كمسألة الأمن..
      والدفاع.. الخ… وما تبقى من اغلبية الملفات هو للاحزاب..
      .
      وهذا بالظبط نهج ملكية المغرب… بالظبط…
      .
      هناك حريات واحزاب.. ومسؤولية حقيقة في
      الحكومة.. لذلك نرى محاكمات قضائية لمسؤولين..
      ما يؤكذ انه كانت لهم حرية القرار فعلا.. لكنهم
      اساؤوا استعمالها..
      .
      لكن ملفات العلاقات الدولية.. والأمن.. والدفاع.. خارج
      حلبة الصراع… ولا يمكن التأثير عليها من الخارج..
      .
      بحيث نرى في بعض الجمهوريات دولة مثل ايران
      تحكم دولة اخرى مثل العراق.. بسبب الديموقراطية
      الحزبية في العراق بتقليدها الاعمى للغرب . بينما
      ايران لييت ديموقراطية…
      .
      لا زال هناك مشوار طويل امام البلدان العربية..
      والديموقراطية الحقة هو تمرين يحتاج الى وقت…
      .
      الى ان نصل الى ذلك المستوى وجب المضي بخطوات
      محسوبة جدا مع تأمين الدولة واستمرارها .. وهذا
      هو اهم شيئ على الاطلاق…
      .
      انتهى شكرا 2

  4. يقول عزالدين مصطفى جلولي:

    ما مصلحة المسلمين من كل هذا؟ وماذا سيفقد الإسلام إن غابت كل هذه الوجوه عن المشهد؟ أليس بين المغاربة من هو أقدر منهم للقيام بواجب الإصلاح السياسي؟

  5. يقول عبد الرحيم المغربي.:

    لم أتعرف على عبد الاه بن كيران إلا من خلال الظهور المتقطع في أنشطة بعض التنظيمات.. وإلى وصوله إلى منصب رئيس الحكومة..؛ ولكنني عرفت مصطفى الرميد من خلال زمالة الدراسات العليا لمدة معينة في دار الحديث الحسنية..وكذلك سعد الدين العثماني أثناء أشغال مؤتمر العلماء ..الذي انعقد بوجدة سنة 1989..؛ ولم أكن حينها أتصور أن يجتمع الثلاثة في مشروع سياسي واحد..لغلبة الشعبوية الخطابية..والبراغماتية المصلحية على إبن كيران…ولصلابة شخصية الرميد وطبعه غير المهادن فيما يراه صوابا…ولهدوء طباع العثماني وميله نحو الانصات .؛ ولكن التواجد حصل…وكانت للشخصية البنكيرانية التأثير الكبير على مجرى الأحداث..وحجم السلبيات التي طبعت مرحلة حكومة العدالة والتنمية …سواء عندما كان إبن كيران على رأسها أو بعد مغادرته لها.. لأن حجم الخيبات التي كرسها في عهده..كانت كفيلة بأن تذيب كل إيجابيات مرحلة العثماني..؛ ولعل ما سبقت الإشارة إليه من نوعية الطبع هي التي حسمت موقف إبن كيران..الذي أصبح منذ يومه الأول في الحكم مناصرا للمؤلفة بطونهم في قطاع المحروقات..ومدمرا مقداما للطبقة الوسطى من المجتمع..التي حاربت الإستعمار..وحافظت على هوية البلاد..فهل يعي السيد إبن كيران أن العطار لن يصلح ما أفسده السيد إبن كيران نفسه..نيابة عن الدهر…

  6. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    تتمة رجاء الى المعلق هيثم..
    .
    لنتصور ان السيد بن كيران في الحكم.. وان لنا ملكية
    يسود فيها الملك ولا يحكم ملف الأمن مثلا..
    .
    كيف كانت ستنتهي قصية ميناء طنجة.. والامر
    صراع تجاري وااااضح على الميناء وشركة ميرسك..
    .
    سمعت باذني تصريح السيد بنكيران المناصر للاحتجاجات
    على الميناء… ولم يبخل من استعمال كلمات تنتزع
    الدموع من الأعين.. من دماء.. واطفال.. وعدوان..
    وانسانية.. ومواقف… والدين… والجنة والنار…
    .
    لكنه قفز على اهم معطى على الاطلاق… هو ان
    الامر لا يعدو شك .. واشتباه…
    .
    فكيف فاته.. وهو الضليع في الفقه.. وحامل رايته
    في حزبه… أن بعض الظن اثم.. كيف استطاع ان
    يوفق بين خطاب الجنة والنار لريتوريك ديالو في
    خرجاته..
    والثقوى… وهو هاجم مصالح بلده على اساس اشتباه… ظن… ظن وفقط…
    .
    هنا اقف.. واقول… الحمد لله على الملكية في المغرب..
    .
    وإلا… لرحنا في ستين داهية…

    1. يقول عبد الرحيم المغربي.:

      هتلر نفسه جاء عن طريق إنتخابات حرة نزيهة..فصفى المعارضة وكل الاحزاب وقاد ألمانيا إلى الإزدهار ثم إلى الخراب… أي أن الإنتخابات بدون مرجعية الاستقرار قد تكون طريقا نحو ديكتاتوريات قد تفوق نظيرتها المنبثقة عن الثكنة…؛ وأما من يطالب بملكية رمزية..فهو كمن يردد..ويل للمصلين.. لأن هذا التوجه يعني فصل الدين عن الدولة..وتحويل الدين إلى فضاءات المتاحف…وهذا لن تقبل به الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي

  7. يقول عبد الكريم البيضاوي ( السويد ):

    هل من فائدة في سياسية لا تأتي بأفكار وإصلاحات جديدة علما أن قطار الحياة مساره دوما نحو الأمام والمستقبل وليس العودة لماض عتيق والاكتفاء بما جاد به الأقدمون ؟
    من يتوقف عن السير سيعود للخلف هي طبيعة الحياة حتى السياسية منها.

  8. يقول أمين:

    كل ما قيل عن مؤتمر صحيح هو تحليل منطقي لي مؤتمر العدالة والتنمية وأن الإنعقاد مؤتمر أكد أن الأمين العام لي العدالة والتنمية يريد أن يبقي في منصب الأمين العام لي يحقق شيء غير واضح

اشترك في قائمتنا البريدية