القاهرةـ «القدس العربي»: تواصل مصر تحركاتها لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في أواخر شهر نيسان/ابريل المقبل، بالتنسيق مع جهات إقليمية ودولية، على رأسها الحكومتان المصرية والفلسطينية.
وتهدف القاهرة لتوفير التمويل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية وتتكلف 53 مليار دولار وتستغرق 3 سنوات.
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي التزام بلاده بدعم قطاع غزة، رغم التحديات الاقتصادية، مشددا على «أنها لن تتأخر عن تقديم المساعدة وستكون مثالا في دعم الفلسطينيين».
وكشف وزير الخارجية المصري في تصريحات صحافية، تفاصيل الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، وقال إنها تعتبر الأمن مسؤولية السلطة الفلسطينية وتتضمن تدريب مجندين جدد لنشرهم وملء الفراغ الأمني في القطاع.
ولفت إلى أن وزراء اللجنة السداسية العربية اتفقوا خلال اجتماعهم البناء والمهم مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الدوحة الأربعاء الماضي، على أن تكون الخطة العربية الإسلامية هي الأساس لإعادة الإعمار، وهذه تطورات محمودة وإيجابية.
وقال عبد العاطي إن المسألة الثانية هي من سيدير القطاع، والثالثة كيفية ملء الفراغ الأمني في القطاع، وهاتان المسألتان تم التطرق إليهما بشكل عام في التقرير المرفق بالخطة، والإجابة كانت واضحة فيما يتعلق بالحوكمة.
ولفت وزير الخارجية إلى أن الخطة تتضمن لجنة خاصة بإدارة قطاع غزة تتكون من 15 شخصاً من الشخصيات الفلسطينية من سكان القطاع من التكنوقراط ممن لا علاقة لهم بأي من الفصائل الفلسطينية، وهذا أمر شديد الوضوح. موضحا أن هذه اللجنة ستتولى إدارة شؤون القطاع لمدة 6 أشهر فقط، وهي محل توافق من الفصائل الفلسطينية رغم أنها «غير فصائلية».
وتابع: «ما نريد أن نركز عليه أن هناك فترة انتقالية ستتولى هذه اللجنة فيها مهامها، وبالتزامن يتم نشر السلطة الفلسطينية لتتولى مهام الإدارة والحكم».
وفيما يتعلق بقضية الأمن، قال: «تحدثنا عنها بشكل واضح، هناك عناصر شرطة فلسطينية موجودة داخل قطاع غزة وتتبع السلطة الفلسطينية وتتقاضى رواتبها من السلطة، كل ما علينا هو إعادة تدريب هذه القوات الموجودة بالفعل في غزة لتتولى قضية الأمن والاستقرار وإنفاذ القانون».
وواصل: «هناك مجموعة من الأسماء التي وردت إلينا وتمت مراجعتها أمنياً وسيتم البدء في تدريبها وهم مجندون جدد، ليتم نشرهم داخل القطاع لملء الفراغ الأمني».
ولفت إلى أن الأصل هو انتشار السلطة في قطاع غزة تأكيداً للارتباط الموضوعي بين الضفة الغربية والقطاع، باعتبار «أنهما الإقليم المستقبلي للدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها».
وفي ما يخص انتشار قوة دولية في قطاع غزة والضفة الغربية، حسبما ورد في نص الخطة، أشار عبدالعاطي إلى أن هدف الاقتراح «التأكيد على الترابط بين الضفة والقطاع… ضمن الخطوات الملموسة المتخذة على صعيد إقامة الدولة الفلسطينية» مشددا على أن نشر قوات دولية في قطاع غزة والضفة الغربية، يأتي ضمن التحضيرات لإقامة الدولة الفلسطينية على أرض الواقع، وذلك استجابة لدعوة القمة العربية الموجهة إلى مجلس الأمن بشأن هذه المسألة.
وبين عبدالعاطي، أن الهدف من هذه القوة الدولية ليس فقط الانتشار في قطاع غزة، ولكن أيضا في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعكس الترابط العضوي والموضوعي بين المنطقتين.
كما أشار إلى أن إحدى المهام الأساسية لهذه القوات ستكون توفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني، وفقا لما ورد في البيان الختامي للقمة، مع ضمان الأمن للطرف الآخر أيضا.
وأكد أن مشاورات ستبدأ قريبا للتوصل إلى توافق حول آلية تنفيذ هذه الخطوة، مشددا على أن «هذا الإجراء سيكون أحد الخطوات العملية والملموسة التي تهدف إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض الواقع».
كما شدد عبدالعاطي، على علاقات مصر الاستراتيجية القوية مع أمريكا، مشيرا إلى التقدير الأمريكي للدور المصري في استقرار المنطقة، مؤكدا أن الموقف الأمريكي من قطاع غزة يتطور بشكل إيجابي، معتبراً أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب بأنه لا حاجة لطرد سكان القطاع من أراضيهم تطور شديد الأهمية، ونحن نقدر أهمية هذا التصريح في هذا التوقيت.
وكانت مصر أعربت الأسبوع الماضي عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أدلى بها أثناء لقائه مع مايكل مارتن رئيس الوزراء الإيرلندي بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته.
وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أن هذا الموقف يعكس تفهماً لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
وشددت مصر على أهمية البناء على هذا التوجه الإيجابي لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، من خلال تبني مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تحقق الاستقرار والأمن لكافة الأطراف.
وببنت مصر أن مبادرة الرئيس ترامب لإنهاء الصراعات الدولية وإحلال السلام بما في ذلك في الشرق الأوسط يمكن أن تمثل إطاراً عملياً للبناء عليه والعمل المشترك لتحقيقه، وبما يراعي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجددت مصر التزامها بدعم جميع المبادرات الجادة التي تهدف إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، فإنها تدعو كافة الأطراف الدولية والإقليمية إلى تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
وكان الرئيس الأمريكي قال خلال لقائه رئيس الوزراء الأيرلندي إنه لن يطرد أحدا من غزة.
وتمثل هذه التصريحات موقفا مختلفا عما تبناه وأعلنه ترامب طوال الأسابيع الماضية من ضرورة نقل الفلسطينيين من القطاع إلى عدة دول بينها مصر والأردن، وهي التصريحات التي واجهت رفضا عالميا.
وكانت مصر أعلنت تجهيز خطة لإعادة إعمار غزة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم وتستغرق 3 سنوات، اعتمدتها القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة. إلى ذلك جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين.
وقال في كلمته خلال الندوة التثقيفية الحادية والأربعين، التي أقامتها القوات المسلحة المصرية بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم تحت عنوان «شعب أصيل»، إنه «على الرغم من الأحداث المتلاحقة، التي يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التي خلفت واقعا مضطربا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعي مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعل رئيسي في هذه القضية، التي أوضحت فيها مصر منذ بدايتها، موقفا ثابتا راسخا، بأنه لا حل لهذه القضية، إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، تحت أي مسمى».
وأضاف: لم يكن هذا الموقف ليتحقق، إلا بوعي الشعب المصري، واصطفافه حول القيادة السياسية، معبرا عن صدق النية وحب الوطن.
وقدم السيسي التحية للشعب الفلسطيني الصامد فوق أرضه، مؤكدا أن مصر ستقدم لهم كل عمل؛ من شأنه أن يساندهم في معركة البقاء والمصير.
وزاد: إنه لمن حسن الطالع، أن يتواكب احتفال هذا العام، بيوم الشهيد، متزامنا مع العاشر من رمضان، الذي خاضت فيه مصر أشرف المعارك، وقدم فيها الرجال جلائل الأعمال، التي عبرت بمصر إلى آفاق الكرامة والكبرياء، بوحدة شعب وصلابة جيش، عقدوا العزم على تحقيق النصر.
وكانت مصر أعلنت رفضها أي مخططات لتهجير أهالي قطاع غزة، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى عدة دول بينها مصر والأردن.
واستضافت القاهرة الأسبوع الماضي قمة عربية طارئة لبحث تطورات القضية الفلسطينية، وقدمت خطة لإعادة إعمار القطاع تستغرق 3 سنوات.
الله يحفظ المقاومة الفلسطينية من كيد الكائدين ومن خبث الخبثاء