مؤرخ تونسي ينتقد “إقصاء” المغرب وموريتانيا من “اللقاء الثلاثي” بين سعيد وتبون والمنفي

حسن سلمان
حجم الخط
29

تونس- “القدس العربي”: انتقد مؤرخ تونسي “إقصاء” المغرب وموريتانيا من اللقاء الثلاثي الذي عقده مؤخرا رؤساء تونس والجزائر وليبيا على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر.

وكان رؤساء الجزائر (عبد المجيد تبون) وتونس (قيس سعيد) وليبيا (محمد المنفي) التقوا في الجزائر، كما اتفقوا على عقد لقاء دوري يجمعهم كل 3 أشهر، يبحث مسائل التكامل الاقتصادي والتحديات التي تواجهها الدول التي ترتبط معا بحدود شاسعة، في ظل أوضاع إقليمية مضطربة.

وتساءل المؤرخ ورئيس المنتدى المغاربي للتنمية والديمقراطية، عبد اللطيف الحناشي، “ما خلفيات عزل المغرب وموريتانيا من اللقاء الثلاثي؟ وهل بالإمكان أن نتحدّث عن مغرب موحد بغياب دولتين أو ضلعين؟ ألم يكن من الأجدى أن تحاول الدول الثلاث العمل على تجاوز الخلافات البينية ورتقها حتى في الحدّ الأدنى؟”.

وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك، “وإن كان التطبيع مع الكيان الصهيوني أحد الأسباب، فالدول الثلاث (الجزائر وتونس وليبيا) لها علاقات مع بقية الدول العربية المطبّعة. كما أن الدول الخمس لا تتردد في الحضور معا في قمة الاتحاد المتوسطي وغيرها ومن التجمّعات. فشعوب المنطقة بحاجة للعمل معا في إطار واحد في الحد الأدنى، وهي الصيغة الوحيدة التي تساعد على تقليص ما تعانيه المنطقة من أزمات اجتماعية واقتصادية. فكل الرجاء أن يقع التدارك لمصلحة شعوب المنطقة راهنا ومستقبلا”.

وتفاعل عدد من النشطاء مع ما كتبه الحناشي، حيث كتب خليل مختار “أعتقد الخلاف بين الجزائر والمغرب سبق إعلان المغرب التطبيع مع الكيان، كما أن غياب غياب رؤية واضحة لمشروع الاتحاد المغاربي هي وراء ما نشهده من تعطل وعطالة للاتحاد”.

وأضاف “للأسف النخب الوحدوية لازالت بعيدة عن التقدم نحو طرح مبادرات من شأنها كسر جدار الصمت المطبق على المنطقة. ماذا لو انطلقت تظاهرات مطالبة بتفعيل الاتحاد المغاربي بشكل متزامن في كل العواصم الخمس، والتقدم بنداء للرؤساء والملوك في الدول الأعضاء تحملهم مسؤولية إهدار الفرص أمام الشعب العربي في تلك المنطقة؟”.

وعلق الحناشي بالقول “أرضية المشروع تعود الى سنة 1958 (مؤتمر طنجة) وتطورت عندما تم تأسيس الاتحاد المغاربي (مراش 17 فيفري (شباط) 1989)، والمسالة أبعد مما تفضلت به”.

وكتب محمد رضا حجام “المسألة في اعتقادي ببداية تأسيس دولة الاستقلال لكل الأطراف الموجودة وليس على الساحة المغاربية فقط بل على الساحة العربية. على الاقل ذلك بترسيخ وتجذير دولة الاستقلال أن تكتمل بصورة أحادية (الوطن، الدولة، الأمة، الحزب إذا أمكن واحد) وهذا اعتقادي بمقتضيات مصلحة أصحاب السلطة آنذاك وكان هذا الخطاب الأحادي هو نواة الغاء الاختلاف والتنوع وعدم الوصول إلى قواسم مشتركة أين تبنى به اتحاد ما. حلف ما. سوق اقتصادية تجارية ما. الإشكال يزداد تعقيدا بحضور دول نافذة في المنطقة (زمن المعسكرين وبتداخل لوبيات لها وزنها في الساحات الداخلية)”.

وعلق الحناشي بالقول: “وماذا عن دور الدول الاستعمارية بالتوازي مع ما تفضلت به؟ هل ممكن أن يكون لهم دور نحو إعاقة البناء أو عرقلته؟ وإذا اعتمدنا منهجية المقارنة، فلماذا وكيف تمكنوا من بناء الاتحاد الاوروبي رغم الفوارق والتكلفة والتاريخ “الأسود” بين العديد من تلك الدول؟”.

وأضاف: “قناعتي الشخصية أنه لو كان الاندماج المغاربي على المستوى الاقتصادي والتنسيق السياسي أو أحدهم فقط يخدم مصلحة اوروبا -وفرنسا تحديدا- فلن يتردد الاتحاد الأوروبي في التشجيع على إنجازه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ليس إقصاء ولا هم يحزنون، كل ما هنالك ان الجزائر وتونس تعملان لصالح استقرار الأشقاء في ليبيا التي تعاني أزمة سياسية بين الشرق والغرب هذي سنين وسنين 😏☝️

  2. يقول فصل الخطاب:

    الأمر لا يتعلق أبدا باقصاء الإخوة في موريتانيا أو المغرب فتلك قضية الاتحاد المغاربي ،. تختلف عن القضية الليبية يا عينيا 😏☝️

  3. يقول عمر:

    المغرب يعي جيدا محيطه المضطرب ويخطط بأبعاد استراتيجية لتحالفاته وليس باندفاعات عاطفية

  4. يقول صلاح الدين:

    أرضية الفشل تعود الى سنة 1958 (مؤتمر طنجة)

  5. يقول محمد -الجزائر:

    الجانب الموريتاني ربما طرحت عليه الفكرة ولم يتحمس لها لأن التجمع الثلاثي اهدافه واضحة وتعاون أمني إستخباراتي لإشتراكهما في حدود مشتركة متوترة. أما الجانب المغربي فتربطه علاقات ديبلوماسية وتحالفات وأمنية مع العدو الصهيوني لا تسمح له بأن يكون عضو في التكتل الذي هو أساسا موجه لمراقبة تحركات جهات حليفة لهذا الكيان .

  6. يقول نور نورس:

    الجزائر دولة محورية و تقود الاقطرة وتتحمل منذ 2011 عبئا أمنيا واقتصاديا و سياسيا كبيرا لاستقرار تونس و ليبيا و هي الأدرى بخبايا التخديات الأمنية والاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها المنطقة ووهي التي ما فتأت تدعم استقرار البلدين ناهيك عن دول الساحل. فهي إذن قائد الاوركسترا و هي أدرى بمستقبل المنطقة. التاريخ لا يكتبه الضعفاء الذين لا يستطيعون تأمين قوت يومهم و صون امن بلدهم. الخطابات لا تسمن و لا تغني من جوع. الإرادة والنظرة والأفهال هي التي يبني الدول و ترتقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة. هذه 14 سنة ونحن نلاحظ ما يجري في ليبيا وتونس من تجاذبات سيساسية و إعلامية وحزبية بين النخبة والمثقفين تحديدا والنتيجة بلدان ضعيفة على كل الأصعدة. الجزائر على الطريق الصحيح و لا عزاء للحاقدين و المطبعين.

  7. يقول Au Wagga Wagga:

    وانا ايضا اضم صوتي إلى صوت الحناشي ورسالتي لعقلاء وحكماء الجزائر وليبيا وتونس بإيقاف هذه المهزلة والالعاب الصبيانية وإن أجمعوا كلمتكم وتجاوز هذه الخلافات السخيفة فكما ان لا أحد يستطيع تقبل ان دول الخليج العربي بدون قطر أو عمان أو البحرين كذلك لا أحد يتقبل أن دول المغرب العربي بدون موريتانيا والمغرب العربي.

  8. يقول سليم:

    حكاية تطبيق حق يراد به باطل الكل يعلم ان تطبيع المغرب مع الكيان سنة2020 لكن الخلاف لمغربي الجزائري قديم قبل مشكل تطبيع ، هذا اول تانيا استقبل الرئيس الجزائري قبل ايام قليل رئيس دولة السودان المطبعة مع الكيان وقبله بايام قليلة استقبل رئيس دولة تركيا التي تقيم علاقات مع الكيان وقبله بايام استقبل رئيس دولة الكونغو وهي تقيم علاقات مع اسرائيل ، الاخطر من دالك ان للجزائر علاقة طبيعية مع الامارات العربية المتحدة التي هيا عرابة التطبيع ، مبرر تطبيع واهي ، المشكل الحقيقي هوا مشكل الصحراء المغربية ومن يقول غير هاد انما يكدب على نفسه

    1. يقول مستشار:

      وماهو المشكل قبل سنة 1975 أي قبل إنسحاب إسبانيا من الصحراء؟ وقبل 1963م وقبل خطف طائرة قادة الثورة1956.

  9. يقول Ali:

    أسبوع قبل هذا الإعلان، فتحت تونس خط بحري بينها و بين المغرب دون المرور بالموانئ الجزائرية يصل حتى اسبانيا.

  10. يقول Nacer:

    من اعتاد مواجهة العواصف ، لا يهاب الريح . المغرب و موريتانيا نموذج للتكامل الاقتصادي

1 2 3

اشترك في قائمتنا البريدية